هنا توشكى.. أرض النبتة الطيبة.. "البوابة نيوز" في مشروع الخير والنماء
الأبطال روضوا الجبال.. وتحدوا التضاريس.. ورسموا بعرقهم وجهدهم اللون الأخضر في كل مكان
التحدي بدأ في 2017 باستصلاح 25 ألف فدان.. في 2018 بدأ تنفيذ مشروع التمور بزراعة 2.4 مليون نخلة في مساحة 37 ألف فدان.. وفي 2019 بدأ مشروع تنمية جنوب الوادي في توشكي على مساحة 500 ألف فدان
في توشكى.. تجد الخير.. في توشكى تجد الأمل.. في توشكى تجد أبطالا يتحدون التضاريس ويغيرون ملامح الجبال، تجد أبطالا تحالفت بداخلهم العزيمة والإرادة والصبر والإيمان بهذا الوطن وحبه والتضيحة من أجله.
هذا ما رأيناه في توشكى، رأينا أرضا يابسة كنت تراها فتتساءل لماذا لا نزرعها؟، لكننا رأينا اليابس وقد تحول إلى بستان أخضر، رأينا الجبال زلزلت من أماكنها وانصاعت طوعا لهؤلاء الأبطال ليتبدل حالها وتحتضن محطات مياه عملاقة، تروي أرض الخير، ليسيطر اللون الأخضر على تفاصيل اللوحة الفنية الجميلة فيسر الناظرين.
هم أبطال أحبوا هذا الوطن، وعملوا من أجله، وتحملوا الكثير من الصعاب ليزرعوا أرضه، تحملوا وعورة التضاريس وقسوة المناخ إلا أن كل هذا يذوب ذوبان جبال الجليد، فور رؤيتهم لنبة طيبة وهي تظهر فوق الأرض بعد أن شقت الرمال لتعلن ميلاد الخير والنماء على أرض الكنانة.
هم أبطال يؤمنون أن الأمن الغذائي أمن قومي لمصرنا الغالية، لا جدال في ذلك، ويعملون بكل طاقتهم بل أكثر منها من أجل استصلاح وزراعة الأرض الصحراوية في توشكي والفرافرة وشرق العوينات ومستقبل مصر وغيرها من بقاع مصر الطاهرة لتزيد رقعة مصر الزراعية، ويعم الخير على شعبها.
زيارة ناجحة لإدارة الشؤون المعنوية
إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، التي نوجه لها كل الشكر والتقدير، نظمت زيارة ناجحة لأرض النبتة الطيبة في توشكي، شارك فيها عدد من الصحفيين والإعلاميين ليرى الجميع الخير بعينه ويعرف أن كل ما يردد من شائعات حول تلك المشروعات، ما هي إلا حرب نفسية يريد بها أعداء مصر التأثير على معنويات المصريين التي لن ترضخ لهم أبدا ولن تنهزم مهما فعلوا.
ورغم ارتفاع حراراة الجو، إلا أن الرحلة التي بدأت باستقبال رئيس الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية لـ الصحفيين والإعلاميين بابتسامة وترحيب، نقل للجميع انطباعا بأنها ستكون رحلة مفيدة وجولة ناجحة وقد كانت بالفعل.
“البوابة نيوز” في مشروع توشكي
"البوابة نيوز"، شاركت في زيارة مشروعات توشكى الخير، وشاهدت وكانت شاهدا على ما يحدث هناك من إنجازات، تؤكد أن الدولة المصرية تؤمن إيمانا كاملا بأن ملف الأمن الغذاء هو الحياة وأنه لا بديل عن العمل والاجتهاد والتوسع فيه سواء كان هذا التوسع أفقيا أو رأسيا، من أجل توفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة عبر إنتاج محلي يؤمن احتياجات المصريين، ويقلل من فاتورة الاستيراد.
قضينا يوما كاملا بين أبطال مشروع توشكي، استمعنا إليهم واستمتعنا بحديثهم، ورأينا ما يقدمونه لوطنهم على أرض الواقع بعكس من يتحدثون ويثرثرون فقط عبر العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي.
أبطال لم يعبأوا بالصعوبات بل سخروها واستخدموها كجسر للوصول لهدفهم الأسمى وهو زراعة أرض مصر الصحراوية، ليتحول اللون الأصفر إلى بستان أخضر، وليثبت هؤلاء الأبطال أن مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه، وليس هذا مجرد كلام فقط، لكنه واقع ملموس وحقيقة جلية لمن يحب أن يراها.
أبطال من كل بقاع مصر، ومن كل المحافظات يعملون وتملؤهم السعادة، يرزعون والأمل بين أيديهم، وحينما رأيناهم وهم يحصدون ثمار بعض ما زرعوه، لك أنت تتصور فرحتهم التي عبرت عنها "لمعة" عيونهم وكأنهم يريدون أن يقولوا للعالم بأسره هذه هي مصر وهذا هو شعب مصر.
خلال زيارة مشروعات توشكى الخير، شاهدنا أبناء مصر من المنيا وقنا والجيزة وسوهاج والأقصر وأسوان وغيرها من المحافظات، من عمال وفنيين ومهندسين يعملون من أجل مصر، ويؤكدون سعادتهم بما يقومون به، شاهدناهم يجمعون "التمر" من أشجار النخيل، ويجمعون العنب والليمون فرحون بما آتاهم الله، سعداء بنتيجة تعبهم وعرقهم.
هناك ترى الأراضي التي تم استصلاحها وزراعتها بهدف تقليل الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة، ترى تلك الأراضي التي تم البدء في استصلاحها عام 2017 بمساحة 25 ألف فدان، وفي 2018 تم البدء في تنفيذ مشروع التمور بزراعة 2.4 مليون نخلة في مساحة 37 ألف فدان، وفي عام 2019 بدأ مشروع تنمية جنوب الوادي في توشكي على مساحة 500 ألف فدان.
هناك ترى النخيل والتمور تتدلى منه وكأنها مصابيح تنير الصحراء، ترى أشجار الليمون على مساحات واسعة، ترى الذرة، ترى المانجو، ترى العنب، ترى وترى وترى وكأنك في أرض تزرع منذ زمن بعيد بفضل مجهودات جميع من يعمل عليها ويبذل قصار جهده من أجل تحقيق الحلم.
مشوار الإصرار والتحدي بدأ منذ 2017
ومنذ أن زار الرئيس السيسي مشروع توشكى في 2017، كان الإصرار والتحدي على النجاح، وجاءت الدراسات الشاملة للمشروع لتكلل مجهودات الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية بالنجاح، وليؤدي الجميع عمله ودوره بكل وطنية وشرف وأمانة، وليعرف الجميع معني النجاح الذي لو أتى دون تعب وعرق وجهد لفقد قيمته ومعناه، وليقف الجميع متحديا كل من يشكك في النجاح الذي بات حقيقة واضحة على أرض توشكي.
وفي توشكى ترى أحدث أساليب الزراعة، وترى أكفأ المتخصصين، كل في مجاله، وترى كل خطوة وهي تتم بناء على دراسة وافية شاملة لا تترك أي مساحة للتوقعات أو التنبؤات.
في توشكى ترى 250 ألف فدان، تم زراعتها بالقمح، ومن المستهدف زراعة العام ما يقرب من 200 ألف فدان أخرى ليصبح الإجمالي 450 ألف فدان من القمح، ومن المخطط أن تصل إلى 600 ألف فدان في 2024، كما أنه من المستهدف زراعة ما يقرب من 37 إلى 40 ألف فدان من النخيل، علاوة على الزراعات الطبية والعطرية والذرة والليمون والعنب والمانجو وغيرها من المحاصيل والفواكه، بالإضافة إلى المنشآت الصناعية مثل مصنع لإنتاج السكر ومصنع للأخشاب.
في توشكى ترى ما يقرب من 2500 عامل مدني، يعملون بكل جد وإخلاص بالإضافة إلى العمالة غير الموسمية، ويشرف عليهم متخصصون في كل القطاعات، ويشارك في الإشراف معهد البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة من خلال أساتذة متخصصين في كل علوم الزراعة.
أبطال مشروع توشكي يتحدثون لـ “البوابة نيوز”
وفي هذا السياق التقينا الدكتور حسن أبو اليسر الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النباتات، وأكد أن معهد البحوث الزراعية وقع برتوكول تعاون مع الشركة الوطنية لاستصلاح الأراضي، يتعاون من خلاله 4 مراكز بحثية، هي مركز بحوث وقاية النباتات ومعهد بحوث أمراض النباتات ومعهد بحوث البساتين والمعمل المركزي لبحوث النخيل.
وقال إنه في إطار التعاون يتم تنظيم زيارة أسبوعية من المعاهد المتخصصة للتعرف علي المشاكل التي تجابه النخيل والعمل علي إيجاد الحلول كل فيما يخصه، بحيث يتم تقديم مادة علمية للمهندسين القائمين على العمل لتعريفهم بالأمراض النباتية أو التعرف على الآفات الحشرية للنخيل وغيره من المحاصيل.
وفي لقائنا بعدد من المهندسين والعمال أكدوا أن الحل الوحيد لمواجهة أزمة الغذاء، هو التوسع في الزراعة وزيادة الرقعة الزراعية والتوسع الرأسي في إنتاجية الفدان.
في مزرعة الليمون، التقينا المهندس حسن السيد مسؤل زراعة الليمون، وقال إن الليمون المنزرع في توشكى، هو صنف بنزهير وتم زراعته منذ 5 أعوام على مساحة 110 فدادين بما يقرب من 7 آلاف شجرة وبدأ في التبشير العام الماضي ومن المنتظر إنتاج من 80 إلى 90 طنا هذا العام.
وأوضح المهندس أحمد عبد الجليل مسئول مزرعة العنب في مزرعة توشكي، أن المزرعة مكونة من 6 أصناف علي مساحة 200 فدان، حيث تم إنتاج من 6 إلى 7 أطنان في الفدان الواحد، مشيرا إلى أن مناخ المزرعة ملائم جدا لظروف إنتاج العنب، مما يسرع في عملية الإنتاج.
محطة رفع عملاقة
وفي توشكي ترى محطة الرفع العملاقة في قلب الصحراء، كمشروع قومى، يشارك فيه عشرات الشركات المدنية، وآلاف العمال والمهندسين والعمالة غير المباشرة من وسائل نقل وإعاشة وغير ذلك، وهناك التقينا المهندس وائل عياد مدير مشروع المرحلة الثالثة في تنمية جنوب الوادي بمنطقة توشكي، حيث أكد أنه يتم تجهيز البنية التحتية لإيصال المياه إلى 100 ألف فدان، وأنه من المستهدف تسليم المشروع في شهر أكتوبر القادم.
وأضاف أن المشروع يعمل له مجموعة من الشركات الوطنية، يصل عددهم إلى 11 شركة ويتم التنسيق مع وزارة الري والزراعة والنقل كل فيما يخصه، لافتًا إلى أنه تم التوسع بشكل كبير في عدد من الصناعات أثناء استكمال المشروع تم استخدمها في عملية الإنشاء وفرت كثيرا من الوقت.
وفي مزرعة النخيل التقينا مصطفى أحمد، أحد العاملين في المزرعة من محافظة قنا، الذي عبر عن فرحته بإنتاج النخيل من التمور بعد عمل وتعب وعرق منذ 2019، قائلًا:" أنا بحب بلدي وفرحان جدا إن النخيل اللي زرعته شوفته لما طرح التمر، وحاسس إن تعبي وجهدي له ثمن علشان بلدنا مصر".
وقال مصطفى " بشتغل 15 يوما وأنزل إجازة 8 أيام وبأخد مرتب محترم عايش منه أنا وأسرتي كويس جدا، وكل قيادات الشركة بتعاملنا كويش وكأننا شركاء في المشروع وده طبعا بيخلينا نشتغل أكتر وأكتر".
الرئيس يتحدث للصحفيين والإعلاميين
وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى، على متابعة زيارة الصحفيين والإعلاميين لمشروعات الخير بتوشكى، من خلال اتصال هاتفي أكد فيه للمشاركين في الزيارة أن الجهد المبذول في توشكى، والعمل الذي رآه الصحفيون والإعلاميون يتم في كل بقاع مصر بالتوزاي، فكل شبر من أرض مصر به مشروعات ويشهد تطوير وتنمية.
وأضاف الرئيس في اتصاله بـ "الصحفيين والإعلاميين"، أنه من المستهدف استصلاح 4 ملايين فدان خلال عام من الآن، من خلال يتم تجهيز الأراضى بشكل كامل وبكل ما تحتاج إليه من محطات رفع ومحطات كهرباء لتصبح جاهزة للزراعة وغيرها من الأمور التي يجب أن تقوم بها الدولة قبل موسم القمح، مضيفا أن هذا اليوم هو يوم في حب مصر، مؤكدا أنه يجب على الإعلام نقل ما شاهدوه من عمل وجهد وعرق وإنجازات شارك فيها منظومة كاملة من العمال والمهندسين وتوصيل الصورة كاملة للمواطنين في مصر وخارجها.
وأوضح الرئيس السيسى أن الدولة تتجه لطرح الشركات في البورصة، لإعطاء الفرصة للشباب والمواطنين ليملكوا استثمارات وأسهما في تلك الشركات، لافتا إلى أن الشركات التي تطرح في البورصة لابد أن يسبقها إجراءات واشتراطات معينة من أجل الشفافية والمصداقية، مؤكدا أنه يتابع كل صغيرة وكبيرة من أجل مصر والمصريين وأن الدولة تهتم جدا بملف بالتصنيع الزراعى، وهناك تعاقدات كثيرة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن القمح والذرة من الأولويات القصوى للدولة المصرية خلال الفترة الحالية، وأن الدولة تمضى قدما في هذا الشأن.
ولفت الرئيس إلى أن ما يتم في توشكى أو شرق العوينات أو مستقبل مصر أو سيناء أو الفرافرة ما هو خطوة واحدة من خطوات كثيرة تقوم به الدولة في مشوار التنمية والتطوير.