الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هل القصيدة عند نزار قباني أهم من الحبيبة أم لا ؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كانت لحظة  من أسعد لحظات حياتي عندما عرفت بوجود الشاعر الكبير نزار قباني فى فندق الهيلتون فى اواخر الثمانينيات وعلى وجه التحديد  عام ألف وتسعمائة وسبعة وثمانون.. غمرتني سعادة وفرحة لا اعرف كيف أصفها عندما طلبت منه أن أجرى معه  حوارا  فاستفسر منى عما قرأت له ففوجئ  بسماعه   لكثير من ديوانه  طفولة نهد   بكلماته الجميلة المتفرده والجديده والسهله الممتعه.

قلت له فى التليفون:

لا تطلبي منّي حسابَ حياتي

إنَّ الحديثَ يطولُ يا مولاتي

كلُّ العصور أنا بها فكأنمَّا

عمري ملايينٌ من السنواتِ

تعبت من السَّفر الطويل حقائبي

وتعبت من خيلي ومن غزواتي

كما سمع الشاعر الكبير بفرحه وأنا  أردد  من ديوانه أنت لى :

أكرهها.. وأشتهي وصلها

وإنني أحب كرهي لها

أحب هذا اللؤم في عينها

وزورها أن زورت قولها

وألمح الكذبة في ثغرها

وأيضا من ديوانه "حبيبتي" قصيدتة الأشهر "أيظن".

قال لى  بعدها عبارة مازالت نبرتها الشاميه  تتردد داخلى: تعال فورا.. منتظرك 

وفى تلك اللحظة شعرت ببهجه لم أجربها من قبل، ولذلك يصعب أن أصفها بالكلمات ولا أعرف اقول لك عن مشاعري برد فعل استجابته.. هذا معناه هو أننى   ساقابل أشهر شعراء العرب وكما قال:

أنا جعلت الشعر خبزًا ساخنًا

وجعلته ثمرًا على الأشجار

 فعلا  هو كما قيل شاعر النصف الثاني من القرن العشرين بلا منازع، وهو أكثر شعراء العربية إنتاجًا وشهرة ومبيعًا وجماهيريةً؛ لأسلوبه السهل الممتنع، وشفافية شعره، وغنائيته الأخّاذة.

كانت أيضا  لحظة هامة فى أن أعيد  باهتمام قراءة كثير من دواوينه جيدا   وما كتب عنها قبل حوارى معه..

الحوار مع  شاعر  مبدع  جمع في شعره السهولة   والبلاغة يستحق منى جهدا كبيرا لكى أعرف أجرى الحوار.

 للحق كنت دائما أتساءل بينى وبين نفسى كيف كتب الشاعر الرقيق قصيدة أيظن  وكيف حولتها  الفنانة نجاة الصغيرة  إلى أشهى والذ قطعه حلوى مع صوتها الدافئ الشجى  وهى  تغنى:

حمل الزهور إليّ.. كيف أرده

وصباي مرسوم على شفتيه..

ما عدت أذكر..

 والحرائق في دمي

كيف التجأت أنا إلى زنديه..

خبأت رأسي عنده  وكأنني

طفل أعادوه إلى أبويه

حتى فساتيني التي أهملتها

فرحت به.. رقصت على قدميه

سامحته..وسألت عن أخباره..

وبكيت ساعات على كتفيه

وبدون أن أدري تركت له يدي

لتنام كالعصفور بين يديه..

ونسيت حقدي كله في لحظة

من قال إني قد حقدت عليه؟

 

كنت عندما اسمعها لا أعرف كيف أمسك بعواطفى الجياشه وهى تكاد تقفز مع صور فساتينها التى أهملتها  ورؤيتها وهى ترقص فرحانة ..

اى إبداع هذا!  ومن أين تأتى هذه الكلمات التى تحلق  كفراشة زاهية الألوان وتنثر  السعادة فى قلوب من يسمعها!.

هو بحر لا يختلف على ذلك أحد.. بحر في الشعر.. بحر في الحب.. بحر في الغرام والعشق.. بحر  فى الفن..

وهانذا أتقدم  لأبحر داخله ولا أملك سوى قلم  وأوراقي ودفتر أشعاره...

    بإذن الله الأسبوع القادم  أحكي لك باقي أجمل  لقاء وأمتع حوار مع  صاحب مدرسة  الحداثة الشعرية وأكثر من أحتفى  بالمرأة والحب