فى أعقاب الانقلاب الذى قام به يفغينى بريغوجين قائد مجموعة “فاجنر” فى روسيا قبل شهرين، توقع رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية وليام بيرنز، أن يأخذ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وقته فى الانتقام.
وفى حين أن تفاصيل ما حدث لا تزال غامضة فى أعقاب وفاة زعيم قوات فاجنر فى حادث تحطم طائرة، فإن الأمر الواضح هو أن فاجنر -المنظمة التى بناها بريغوجين- قد تم إيواؤها أولاً ثم قطع رأسها بشكل كبير، فكل الدلائل تشير إلى أن الحادث مدبر وكل أصابع الاتهام تشير إلى بوتين، بعد شهرين فقط من محاولة الانقلاب فى روسيا، بحسب صحيفة "الجارديان".
حادث مدبر
وكان قائد فاجنر يحلق فوق منطقة تفير بالقرب من موسكو مع كبار قادة فاجنر الآخرين عندما سقطت طائرته الخاصة من السماء فوق روسيا – ووفقًا لبعض التقارير أن التى أسقطتها هى الدفاعات الجوية الروسية.
ومع تقليص دور مجموعة فاجنر البارز فى العمليات العسكرية الروسية فى أوكرانيا بشكل كبير بالفعل فى أعقاب مسيرته نحو موسكو، والتى أحرجت بوتين والكرملين، بدا –ولو للحظة واحدة فقط – أن بريغوجين كان يحاول استعادة بعض نفوذه. كان قد اكتسبه من خلال عمليته فى أفريقيا بناءً على طلب الكرملين.
وكان بريغوجين قد أصدر بيانًا يدعم فيه الانقلاب فى النيجر، وهو ما اعتبره بعض المحللين بمثابة تذكير لكيفية خدمة فاجنر ذات يوم لأهداف الكرملين.
ونشر هذا الأسبوع مقطع فيديو من مكان ما فى أفريقيا، فى معاركه التجارية، مما يشير إلى أنه ربما وجد دورًا جديدًا، وأن أفعاله قد غفرت له.
ولم يكن بريغوجين وحده من لقى حتفه فى الحادث، حيث كان معه على متن الطائرة ديمترى أوتكين، أحد أقرب حلفائه وشخصية رئيسية أخرى فى فاجنر. كان ضابطًا سابقًا فى المخابرات العسكرية الروسية ومرتزقًا كان نشطًا فى سوريا لحراسة حقول النفط، وكان متورطًا فى تنظيم قافلة فاجنر التى حاولت القيادة إلى موسكو.
وتشير التقارير الواردة من قنوات التواصل الاجتماعى الروسية المرتبطة بفاجنر إلى أن أعضاء آخرين فى قيادة فاجنر ربما كانوا على متن الطائرة أيضًا.
انهيار «فاجنر»
وبحسب صحيفة "الجارديان" فإن ما هو واضح أن قوات فاجنر، كما كانت فى السابق، لم تعد موجودة.
ووفقاً للتقارير الأخيرة، بدأ المئات من مقاتلى فاجنر الذين تم نفيهم إلى قواعد فى بيلاروسيا بمغادرة ذلك البلد، وبعضهم غير راضٍ عن مستويات الأجور المنخفضة فى ذلك البلد، بينما انتقل آخرون للعمل فى غرب أفريقيا. وانخفض عدد القوة هناك من أكثر من ٥٠٠٠ بنحو الربع.
وفى روسيا نفسها، كانت عمليات فاجنر فى حالة من التوقف خلال الشهرين الماضيين، حيث بدا أن بريغوجين وحلفاءه كانوا يبحثون عن دور جديد فى ظل استياء بوتين.
وعلى الرغم من أن هناك أسماء محتملة لخلافة بريجوجين، إلا أن ما إذا كان أى منهم سيكون قادرًا على شغل مكانه هو أمر غير مؤكد.
كما اقترح نائب المارشال الجوى السابق شون بيل، وهو الآن محلل عسكرى فى يونيو الماضى فى أعقاب انقلاب فاجنر، فمن دون بريجوجين، "فاجنر" لا يساوى شيئا.
فإذا كانت مجموعة فاجنر هى يفغينى بريجوجين، فمن الصعب أن نرى كيف ستنجو. ويرى محللون أنها النهاية لقوات "فاجنر".
العالم
بعد مصرع رأس المجموعة.. هل تستطيع «فاجنر» البقاء على قيد الحياة؟.. رحيل رجل أذل بوتين لم يكن مفاجأة بالنسبة لمعظم المراقبين
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق