البعض منا يحتار في تربية أولاده، وكيفية إرشادهم إلى الصواب والبعدعن السلوكيات الخاطئة، ولكن دون أن يستخدم وسيلة خاطئة.
فإذا كنت تعاني من تمرد أبنائك أو كنت تشعر بوجود مشكلة في تربيتك لأولادك فها هو اقتراح متوازن يُدعى أسلوب (الدقيقة الواحدة)، وهو أسلوب حديث في تربية الأبناء.
فحاول تطبيق أسلوب الدقيقة الواحدة في تربيتهم وانظر فيما بعد إن كان مجديًا معهم أو لا.
ويُعتبر الأستاذ الدكتور (سبينسر جونسون) رائد أسلوب الدقيقة الواحدة في العصر الحديث ويعتمد هذا الأسلوب على جعل الأبناء يشعرون بعدم الرضا عن تصرفهم الخاطئ ولكن بالرضا عن أنفسهم فكيف يتم ذلك بدقيقة واحدة!
يقول الدكتور جونسون في كتابه عن أسلوب الدقيقة الواحدة: "ربما تشعر في بداية تطبيقه بأنه أسلوب غريب ولكن سترتاح بعد ذلك وتمارسه بشكل طبيعي ولكن في البداية عليك أن تخبر أبناءك بأنك لاتريد أن تتحكم بهم أو يتحكموا بك، ولا تريد أن تكون ديكتاتوريًا معهم،وأخبرهم أنك ستتبع معهم أسلوبا جديدا وأنه سيكون هناك بداية جديدة طريقة التأديب ودعهم يشعرون بعدم الرضا عن تصرفهم الخاطئ ولكن بالرضا عن أنفسهم".
كيفية تطبيقه
إذا ارتكب ابنك خطأ ما انظر في عينيه مباشرة وأعد عليه فعله باختصار دون أن يأخذ من وقتك إلا ثواني معدودات، فتشعره بعدها أنك غاضب من فعله ودعه يشعر بما تحس به في النصف الأول من الدقيقة، فأهم مافي الأمر أنك تريد من ابنك في نصف دقيقة أن يشعر بما تشعر به، إذ لايكفي أن يتلقى أبناؤنا التأنيب لكن المهم أن يشعروا به وسينتهي ابنك بعد كلامك المختصر معه والمُعبر بصدق عن شعورك نحو تصرفه أنه لايحب ما فعله، وقد يشعر بالضيق من كلامك إذ لا يرغب أحد منا أن يؤنبه أحد، وهذا بالضبط ما تريده من النصف الأول من الدقيقة، تريد ابنك أن يشعر بأنه غير مرتاح وأنه أخطأ.
ولكن ماذا تفعل إذا شعر ابنك بالضيق وأخذ يدافع عن نفسه؟
هنا ينبغي أن تستكمل النصف الآخر من الدقيقة فهو مفتاح النجاح لعملية التأنيب التي تقوم بها، فتقوم بالنظر إليه بطريقة تجعله يشعر أنك إلى جانبه ولست ضده، وأنك تحبه وتريد مصلحته ولكنك لا تحب سلوكه فقط، أخبره أنه ابن جيد، وأنك راضٍ عنه ولكنك لست راضيا عن سلوكه فقط، وأنك ما أَنبته إلا لأنك تحبه وتريد تقويم سلوكه، وضمه إليك بقوةحتى تشعره أن التأنيب انتهى، بهذه الطريقة سيشعر أبناؤك بعد حين أن تصرفاتهم السيئة لن تمر دون محاسبة، وثانيًا أنهم طيبون ومقبولون،وثالثًا أنهم محبوبون من قبل والديهما، فلا يكفي أن يكون الطفل محبوبًابل ينبغي أن يشعر الأبناء بأنهم أُناس طيبون وأنهم ما زالوا محبوبينولكن الأم والأب لا يحبان ذلك التصرف الخاطئ بذاته.
هنا في النصف الأول من الدقيقة قمت بتوبيخ طفلك بأسرع وقت ممكن وقت حدوث الخطأ وحددت له ما فعل وعبرت عن شعورك بالغضب تجاه ماقام به، أما النصف الآخر من الدقيقة ففيه لحظات هدوء ومحبة ومنح الثقة ذكرت خلالها أنك لا تقبل سلوك طفلك الحالي وبهذه الطريقة تشعر أنهاتؤلم أكثر من أسلوب العنف والضرب، ويشعر الأبناء أن تصرفاتهم السيئة لن تمر دون حساب.
والحقيقة أن الإمام الغزالي رحمة الله عليه قد نبه إلى هذا الأسلوب من قبل ذلك بقرون عديدة فقال في معالجة خطأ الطفل: "ينبغي أن يعاتبالولد سرًا ويعظم الأمر فيه ويقال له إياك أن تعود بعد ذلك لمثل هذا، وأنيُطلع عليك في مثل هذا فتُفضح بين الناس، ولا تكثر القول عليه بالعتابفي كل حين فإنه يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح ويسقط وقع الكلام من قلبه".
الجدير بالذكر أن كتاب مدير الدقيقة الواحدة تأليف كينيث بلانتشارد د سبنسر جونسون.. ويطرحان فيه عدة أسئلة والإجابة عنها واستفاد منها العديد في مجال تربية وتنشأة الأطفال نشأة سوية وصحيحة: متى كانت آخر مرة اكتشف أحدهم أنك فعلت شيئًا صحيحًا؟ متى كانت آخرمرة شعرت فيها أنك مسيطر تمامًا على منزلك؟ أو عملك؟ أو عائلتك؟ أوحياتك؟ هذا هو الكتاب الذي علم الملايين أسرارا سهلة: تبسط حياتك وتجعلك تعمل الكثير في وقت قليل تقلل التوتر وتساعدك على الحصول على راحة البال