"الشغلانة للولاد بس دا كلاشيه وبطل".. مقولة بدأت بها أمينة قاسم سرد تفاصيل رحلة نجاحها ووصولها لمنصب أول مديرة مباريات مصرية وأفريقية في كأس العالم للسيدات.
وروت أمينة التي كانت تدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورغم عشقها لدراسة الاقتصاد وعملها في وزارة التجارة والصناعة، إلا أنها تركت كل شيء من أجل كرة القدم .
وقالت خلال حوارها مع «البوابة»: قررت ترك عملها والتقديم في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لأن شغفي بكرة القدم وحبي للعمل الحركي جعلني أترك عملي المكتبي"، موضحة: "عملي في الاتحاد الأفريقي أثبت أن مفيش حاجة اسمها شغلانة للستات وشغلانة للولاد دا كلاشيه انتهى وبطل من زمان وإحنا زينا زي الرجال واللي يعرف حاجة يقدر يعملها واللي عايز حاجة يشتغل على نفسه ويحاول يوصلها".
وأضافت: أن دراستي للغة الفرنسية وشغفي بكرة القدم ووجودي في منزل رياضي منذ صغري جعل عملي في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يسيرًا، حيث عملت في إدارة التطوير وكان يتم عمل دورات للحكام والإداريين والأطباء في الطب الرياضي، ثم انتقلت لقسم الانضباط بإدارة المسابقات، وخرجت للعمل بشكل انتداب كمديرة مباريات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.
وأوضحت: "بدأت عملي مع الفيفا عام 2016 كمساعد منسق مباراة في بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 عاما بالأردن ثم بطولة كأس العالم للسيدات في فرنسا 2019، ثم العمل كمدير مباريات في كوستاريكا كأس العالم تحت 20 سنة للسيدات، وأخيرًا شغلت منصب مدير مباريات في بطولة كأس العالم للسيدات الأخيرة والتي أقيمت في أستراليا الشهر الجاري".
وتابعت: مهمتي كمدير مباريات بالفيفا هي الإشراف، وتتمثل في متابعة كل شيء بالمدينة الموجود بها الاستاد الذي يستضيف المباريات، بداية من وصول الفرق للملاعب وحتى يوم المباراة، قائلة: “يوم المباراة بيكون عندنا عد تنازلي قبل الماتش وبروح الاستاد بسبع ساعات، حتى أطمئن على جاهزية الملعب وغرف الملابس وتصويرها قبل وصول الفرق”.
وأردفت: "عملي في منصب مدير المباريات بيخليني أضبط كل حاجة بالثانية مش بالدقيقة"، ومن أبرز المواقف الصعبة التي تعرضت لها كان خلال أول مباراة تشغل فيها منصب مدير مباريات في كأس العالم تحت 20 عاما للسيدات في كوستاريكا، مشيرة إلى أن الجو كان استوائيا وبعد بداية المباراة بـ 10 دقائق كان هناك هطول للأمطار بغزارة واضطررنا لإيقاف المباراة وتأجيل المباراة التي تليها وكان أمامنا تحديات كبيرة بسبب الأمطار والبرق والخوف على اللاعبين، والفرق وقتها كانت بتشتكي ومحدش كان عارف الماتش هيستكمل ولا لا، وكان أمر صعب عليا، ولكني قمت بالسيطرة على الموقف بهدوئي وكان الأمر تحديا بالنسبة لي".
وأشارت إلى أن نسخة كأس العالم للسيدات الأخيرة والتي أقيمت في أستراليا، شهدت اهتمام الاتحاد الدولي لكرة القدم بكل الأمور المتعلقة بالكرة والتنظيم، قائلة: "كان في اهتمام بأي حاجة ليها علاقة بالتكنولوجيا زي تكنولوجيا الـVAR وتكنولوجيا خط المرمى الجديدة، وتوفير كل ما يساعد الفرق في التحليل والكرات التكنولوجية لحساب التسلل، وكان في توفير لكل شيء تم استخدامه في كأس العالم للرجال 2022 في قطر ليكون متوافرًا في كأس العالم للسيدات باستراليا هذا العام".
وأكملت: "عملي قبل الإنجاب كان سهلًا بسبب عدم وجود ارتباطات وتفهم زوجي طبيعة عملي لأنه يعمل في نفس المجال، ولكن بعد إنجابي لابني الذي يبلغ من العمر 5 سنوات جعل الأمر به بعض الصعوبة، ولكنه أصبح مدركًا طبيعة عملي وبقى عارف أن مامته في الشغل وهو فخور بيها إني بعمل شيء كويس"، مؤكدة أن زوجها ووالدتها أصحاب الفضل الكبير عليها، قائلة: "جوزي ووالدتي بدون دعمهما مع ابني مكنتش هعرف أوصل للي وصلتله مع ابني".
واختتمت تصريحاتها: "حلمي أكون مديرة مباراة في كأس العالم للرجال المقبل".
