كشف تقرير صحيفة أوروبية أن تباطؤ البناء والمشاريع المتوقفة في المجمعات السكنية لشركة عقارية عملاقة في تيانجين أحد المدن الصينية الكبرى، تسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي يواجهها قطاع العقارات في الصين.
توضح صحيفة “باردافاس” الأوروبية أن مؤسسة كانتري جاردن، التي كان يُنظر إليها ذات يوم على أنها قوية ماليا، قد تضررت بشدة من أزمة الديون التي تعكس المخاوف الأوسع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويقف مجمع “يونهي شانجيوان” الذي لم يكتمل بعد، والذي يقع على مشارف مدينة تيانجين، بمثابة شهادة على عجز الشركة الكبرى في الوفاء بوعودها على تدهور قطاع العقارات الذي يشكل ثلث الانتاج المحلي الصيني.
وأعرب العمال في الموقع، بما في ذلك العامل وانغ، عن مخاوفهم بشأن عدم دفع الأجور، حيث ذكر البعض أنهم لم يتلقوا أجورهم منذ رأس السنة الصينية في يناير. "لم يدفعوا لنا منذ رأس السنة الصينية. وقال وانغ: "نحن جميعا قلقون"، مضيفا أنه توقف عن العمل في الموقع في الأيام الأخيرة، بحسب ما نقلت الصحيفة.
تضم مدينة تيانجين الساحلية الصاخبة مشروعين للحدائق الريفية، وكلاهما يتميز الآن بانخفاض نشاط البناء، وتحدث العمال في المواقع عن أشهر بدون أجر، معربين عن قلقهم بشأن إعالة أسرهم.
يعكس تباطؤ هؤلاء المشروعين الذين تنفذهم “كانتري والتي كانت رمزا للمطورين العقاريين، الانكماش الكبير الذي يعانينه سوق العقارات في البلاد
و. تشير الصحيفة إلى أن التحديات التي تواجهها هذه المؤسسة العقارية في أزمة الديون هي الأوسع في الصين داخل قطاع العقارات، قد تفاقمت بسبب تراجع سوق الإسكان وضعف الإنفاق الاستهلاكي.
ورغم إصدار مشروع يونهي شانجيوان التابع للشركة، أنه تم تعويض الموظفين الذين لم يحصلوا على رواتب، لكن أعلنت الحكومة عن تعليق البناء في المشروع، لمعالجة مشكلات الإدارة.
لم تقتصر المشكلة على العمال المتعاقدين، ولكن هؤلاء المتعاقدين في الباطن.
ووفقا للصحيفة، يقدر المحللون أن هذه المؤسسة العقارية الكبري لديها ما يقرب من مليون منزل لم يكتمل بناءه، وهو تحد مذهل نظرا للوضع المالي الحالي للشركة.
تشير الصحيفة إلى أن الصعوبات التي تواجهها شركة العقارات العملاقة هي رمز لمشاكل الصناعة الأوسع، وأن قطاع العقارات بصدد الدخول في كساد.
وأشار جاو فاي، من فرع وكالة سنتالين العقارية في تيانجين، إلى أن تباطؤ تقدم البناء أكثر شيوعا مع تكيف المطورين مع معدلات المبيعات وغالبًا ما يُترجم التباطؤ في المبيعات إلى تباطؤ في البناء في جميع أنحاء الصناعة.
وتختتم الصحيفة بالقول إنه لا يزال قطاع العقارات في الصين تحت المجهر، حيث تلوح في الأفق آثار اقتصادية كبيرة، إذ تقف المشروعات غير المكتملة للشركة العقارية العملاقة فى الصين بمثابة مؤشر للتحديات التي تجتاح المشهد العقاري الصيني الأوسع.