الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الاعداد الخاصة

سعد زغلول والنحاس.. «الزعيمان» مجرد سطر في كتاب التاريخ.. وإغفال تاريخ ثورة 1919 والحديث عنها لم يتعد الصفحتين.. واسم مصطفى النحاس لم يذكر في الكتب المقررة بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية

سعد زغلول ومصطفى
سعد زغلول ومصطفى النحاس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما يقدم في كتب التاريخ أو كتب الدراسات الاجتماعية للطلبة هل هو ما يقدم بالفعل للطلبة، أم أنها مجرد معلومات قد يشوبها الخطأ أو الإخفاق أو أنها معلومات ليست كافية ليتعرف الطالب على تاريخ وطنه واللحظات الفارقة فيه” 

“نحن اليوم نتساءل حول الهوية المصرية وتراثنا الحضاري في مجتمع يتوجه نحو الآلة والذكاء الاصطناعي في مجتمع تصاحبه تكنولوجيا المعلومات وعصر الميتافيرس والذكاء الاصطناعي” 

«عاشت مصر حرة مستقلة»  من منا يستطيع نسيان هذا الهتاف الذي صاحب ثورة المصريين في عام 1919 والتي فجرت معها العديد من القضايا، لعل من أهمها هو قضية الهوية المصرية، من نحن؟، ليصبح المصريون أمام سؤال الهوية المصرية؟، من نحن؟ هذا التساؤل الذي عاد به الزعماء المصريون بعد مقابلة الإنجليز بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وسؤالهم عن وضع مصر بعد الهزيمة، لنعود إلى هذا المشهد الذي وصفه توفيق الحكيم في كتابه «مصر بين عهدين» هذا المشهد الدرامي الذي وقف فيه زعماء الأمة أمام أنفسهم لتشتعل بعدها حركة التنوير في فترة العشرينيات من القرن الـ 20،:«فسألهم الإنجليز هل تعودون إلى الدولة العثمانية المنهزمة؟ فقال الزعماء: بل نعود إلى مصر، فدهش الإنجليز وسألوا ماهي مصر. فإننا لا نعرف شيئًا اسمه القطر المصري؟ وكما هو موجود على الخرائط الرسمية يتبع سياسيًّا الدولة العثمانية وحضاريًّا العربية حسب الدين واللغة، أما مصر فأين هي وما مقوماتها؟ وما شخصيتها؟»، ليعود الجميع إلى مصر يبحثون عن هويتها الثقافية في شتى المجالات في الأدب في الفكر في الثقافة في الفن.. إلخ. 

لم يكن مجرد تساؤل فقط، وإنما امتد إلى حركة تنوير لتظهر بعدها الكثير والكثير من المؤلفات التي تحكي حكاية مصر وهويتها وثقافتها حكاية شعب وثورة ونضال، لم يكن مجرد هتاف «عاشت مصر حرة مستقلة» وإنما مسيرة وسيرة شعب يبحث عن ذاته وسط الاحتلال والاستعمار، والسؤال الأهم هنا كيف يحكي التاريخ لأبنائنا في الجيل الراهن عن تلك الحكايات وعن زعماء بنوا وتحملوا روح القضية المصرية، ماذا تحويه كتب الدراسات الاجتماعية التي يتم تدريسها في المرحلة الابتدائية، وكتب التاريخ في المرحلة الإعدادية والثانوية، بل هل يدرس تاريخ الوطن الحديث في الجامعات غير المتخصصة في التاريخ. 

رحلة في كتاب التاريخ المدرسي

المتفحص في كتب الدراسات الاجتماعية من الصف الرابع الإبتدائي، وهو الذي تبدأ فيه مادة الدراسات الاجتماعية مقررة على الطلبة في سن مبكرة، إذا أن الصفوف الأولى لاتطرق إلى مصر أو هويتها أو ثقافتها قبل تلك المرحلة العمرية وتقتصر على كتب اللغة العربية والكتب الدينية. 

وعلى الرغم أن المنهج الخاص بالصف الرابع الابتدائي في كتاب الدراسات الاجتماعية يقتصر في تعريف حول المجتمع والثقافة وأنماط السكان ونظام الحكم في البلد، والمشكلات الاجتماعية، والأماكن السياحية والتراثية والمسئولية نحو التراث، ودراسة بعض الشخصيات المصرية المؤثرة والتي تبدأ بملوك الحضارة المصرية القديمة مثل الملكة حتشبسوت والملك خوفو، حتى تلك الشخصيات تم الحديث عنها باقتضاب شديد جدا اذا اقتصر التعريف بهم في مقطع صغير مجرد معلومات يمكن الحصول عليها بمنتهى السهولة بل وبشكل أعمق وبتفاصيل أكثر بمجرد البحث عبر الشبكة العنكبوتية، فلا عجب إذن إن لم نجد الحديث عن ثورة 1919 أو الزعيمين سعد زغلول ومصطفى النحاس في كتاب التاريخ، فالملكة حتشبسوت والتي حكمت مصر قرابة العشرين عاما لم يذكرها كتاب التاريخ في بضع كلمات لا تتعدي المائة كلمة وهي «أنها من أشهر ملكات مصر وحكمت مصر مدة تزيد علي عشرين عامًا، وتميز عهدها بالاستقرار والازدهار الاقتصادي، وأعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت فترة طويلة وأرسلت الرحلات البحرية للتجارة مع الدول المجاورة مثل بلاد بونت "الصومال" والتي كانت محملة بالهدايا والبضائع المصرية. 

ونعود مرة أخرى بالسؤال عن الزعيمين ماذا ذكرت كتب التاريخ عنهما، ولعلنا قد نستبق الأحداث حينما نتعجل الحديث في كتب التاريخ عن عصرنا الحديث، وربما يكون هدف وزارة التربية والتعليم هو العودة بالتاريخ المصري إلى العصور القديمة ثم تتطرق فيما بعد إلى تاريخ مصر في العصر الحديث، وربما تكون تلك هي الاستراتيجية التي يتم عليها توعية وتنئشة الجيل الجديد مثل ما تطرق إليه مقدمة كتب الدراسات الاجتماعية حيث تقول مقدمة كتاب الدراسات الاجتماعية في أغلب مقدمتها الآتى:«لقد آثرت الدولة المصرية أن تستثمر في أبنائها عن طريق بناء نظام تعليم عصري بمقاييس جودة عالمية، من أجل أن ينعم أبناؤنا وأحفادنا بمستقبل أفضل، وكي ينقلوا وطنهم "مصر" إلى مصاف الدول الكبرى في المستقبل القريب، إن تحقيق الحلم المصري في التغيير مسئولية مشتركة بين مؤسسات الدولة أجمعها، وأولياء الأمور والمجتمع المدني والتعليم الخاص ووسائل الإعلام في مصر، وهنا أود أن أخص بالذكر الأساتدة المعلمين الأجلاء الذين يمثلون القدوة والمثل العليا لأبنائنا ويقومون بالعمل الدءوب لإنجاح هذا المشروع القومي» بعد هذه الكلمات الرنانة التي تزين كتاب الدراسات الاجتماعية يشغلنا تساؤل أكبر ونطرحه للعنان بعد كل الملاحظات بشأن ما يقدم في كتب التاريخ أو كتب الدراسات الاجتماعية للطلبة هل هو ما يقدم بالفعل للطلبة، أم أنها مجرد معلومات قد يشوبها الخطأ أو الإخفاق أو أنها معلومات ليست كافية ليتعرف الطالب على تاريخ وطنه لاسيما اللحظات الفارقة في تاريخنا، والسؤال الآخر من يكتب كتب التاريخ؟ وما هي الرسالة ونحن اليوم نتساءل حول الهوية المصرية وتراثنا الحضاري في مجتمع يتوجه نحو الآلة والذكاء الاصنطاعي في مجتمع تصاحبه تكنولوجيا المعلومات وعصر الميتافيرس والذكاء الاصطناعي والشات جي بي تي، أين نقف نحن الآن.. وهل المُعلم الذي تتحدث عنه المقدمة هو القدوة اليوم، ربما الحديث عن الزعيمين قد يأخذنا لفتح إشكاليات كبرى وربما من أبرزها سؤال الهوية؟ الذي أصبح ملحًا لاسيما في الفترات الأخيرة؟ 

 كتاب التاريخ

نعود مرة لكتاب الدرسات الاجتماعية في الصف الخامس الابتدائي، ولعلها تكون صرخة لإعادة النظر فيما يقدم لأبنائنا من علوم وقضايا تمس واقعنا المصري، ولماذا لا نلجأ لما خلفه أدباؤنا ومفكرونا من إسهامات فكرية في هذا الصدد، فلدينا عشرات وعشرات المؤلفات التي تجوب بنا حول التاريخ ويأتي على رأسها كتاب شخصية مصر لجمال حمدان وتكوين مصر لشفيق غربال وصبحي وحيدة في كتابه "في أصول المسألة المصرية" وصبري السوربوني في كتابه "نشأة الروح القومية المصرية" كل تلك الإسهامات الفكرية وغيرها الكثير كان يمكن الاستعانة بها بدلا من المثول إلى تقديم معلومات تبدو سطحية وغير عميقة. 

نعود للصف الخامس الابتدائي والذي نجد فيه مجموعة من الدروس التي تتعلق بالثقافة والمجتمع والتي تتناولت موضوعات منها السكان والحياة الاجتماعية والدينية والهرم السكاني في مصر ونمو السكان ومشكلة الزيادة السكانية والحياة الاجتماعية في بلدنا بين الماضي والحاضر وهذا الدرس الذي يجب أن نتوقف عنده قليلا هو ودرس الحياة الدينية في بلدنا بين الماضي والحاضر، كما يتطرق المنهج إلى لمحات عن التاريخ والحضارة في مصر ومنها انتصارات مصر عبر العصور ومصر في العصر البلطلمي والروماني والعمارة والفنون في بلدنا والعلوم والآداب ودراسة بعض الشخصيات المؤثرة ومنها الملك رمسيس الثاني وقفزة تاريخية وحديث عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات. 

ومن الملاحظ أن هناك قفزات تاريخية في الحديث عن تاريخ مصر من خلال العناصر والموضوعات ومنها الحديث عن انتصارات مصر عبر التاريخ فيقدم للطلبة انتصارات لجيش المصري في الحضارة المصرية القديمة ثم يقفز قفزة تاريخية ليتحدث عن انتصارات الجيش المصري في عصر الدولة الحديثه ومنها الحديث عن معركة مجدو ومعركة قادش ثم حرب أكتوبر عام 1973. 

ومرورًا بالمناهج التي تُقررعلى الطلبة في المرحلة العمرية المبكرة والتي قد تبدو في ظاهرها أنها تتعلق بما يمر بها المجتمع من متغيرات كبيرة سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي، والمعرفي أيضًا، فأصبحت تلك المناهج التي تقدم للطلبة ربما تبدو مناهج غريبة وكأننا نتحدث عن وطن آخر لا يعرف عنه طلاب تلك المرحلة العمرية المبكرة أي شيء، لاسيما وأنه من المفترض أن يكون من شأنها البناء والتقويم وترسيخ الهوية القومية.

بحث دائم

هنا، نقف عند تساؤل هل نستمر بالبحث عن الزعمين سعد زغلول ومصطفى النحاس بداخل كتب التاريخ أم نتروي قليلا، ربما نجد شيئًا يدلنا على هذين الزعيمين، وربما قد يأخذنا التساؤل والبحث عن الزعيمين إلى البحث حول الهوية المصرية أيضًا فقد وجد المصريون ضالتهم في الزعيم سعد زغلول والتف حوله المصريون في هتاف الأغاني بعدما منعت قوات الاحتلال ذكر اسمه ليخرج لنا مطرب الشعب «سيد درويش» منشدًا  باسمه رغمًا عن قوى الاستعمار قائلًا:« يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح. يا بلح زغلول يا زرع بلدي. عليك ياوعدي يابخت سعدي. زغلول يا بلح يا بلح زغلول. يا حليوة يا بلح يا بلح زغلول» وهكذا اسمه أصبح يتردد بين الصغار والكبار رغم الحظر ورغم الخطر، فما السبب بعد ذكره في مناهج الدراسات الاجتماعية في المرحلة الابتدائية والتي تطرقنا على رؤيتها ودراساتها منذ الصف الأول الابتدائي وحتى الصف السادس الابتدائي، علي الرغم من أننا نشاهد بين الحين والآخر بين القصرين لنجيب محفوظ ونسمع هتاف «سعد سعد يحيا سعد» فمن هذا سعد الذي علا صوت الهتاف باسمه؟؟ لا إجابه عنه ولا ذكر عنه في كتب الدراسات الاجتماعية. 

وبإلقاء نظرة على ما يتم تدريسه في كتب الدراسات الاجتماعية في الصف السادس الابتدائي والذي يعطى للفئة العمرية ما بين 11 و12 عامًا، لا يذكر في كتاب التاريخ، وربما سيتم ذكره في مرحلة عمرية متقدمة. 

ففي الصف السادس الابتدائي يتلقي الطلبة معلومات عن البيئة المصرية وخصائص البيئة الزراعية والسكان والأنشطة الاقتصادية في البيئة الزراعية، هذا بالإضافة إلى البيئة الاقتصادية والعوامل الطبيعية والبشرية للصناعة، ومشكلات الصناعة والبيئة الصناعية وكيفية التغلب عليها، كما يتضمن منهج الدراسات أيضًا الحديث عن الصناعة المصرية والمناطق الصناعية، ولأننا بصدد الحديث عن مناهج التاريخ إلا وأننا كنا خصصنا حديثًا مطولًا عما يتم تدريسه للطلبة في هذه السن. 

أما عن المنهج التاريخي فيتضمن الحديث عن مصر في ظل الحكم العثماني، والحملة الفرنسية، وتولي محمد على باشا حكم مصر وبناء الدولة الحديثة خلال الفترة من (1805 وحتى 1848) لنغلق هنا درس التاريخ للفصل الدراسي الأول، ونعود للفصل الدراسي الثاني ليبدأ أول حديث عن ثورة 1919 والحركة الوطنية ومقاومة الاحتلال البريطاني، وهو ما سوف نتعرض له بالتفصيل. 

الحركة الوطنية ومقاومة الاحتلال

يبدأ أول درس في التاريخ بالحديث عن أحمد عرابي أول قائد مصري للجيش والذي اقتصر الحديث عنه عن بعض المعلومات التي تناولت تاريخ مولده ودوره في الثورة العربية والجيش المصري وأهم ما نادي به وهي المساواة بين أبناء الجيش المصري وتأسيسه الجمعية السرية لمصر الفتاة والتي أصبح عضوًا بارزًا فيها، وحديث مقتضب حول الثورة العربية وأسبابها وأحداثها، مرورًا بالحديث عن الزعيم مصطفى كامل ومحمد فريد حتى يأتي الدرس الثاني عن ثورة 1919، وهو الدرس الذي سنقدمه كما كتب في كتاب التاريخ.

الدرس الثاني ثورة 1919

«عمل سعد زغلول محررًا في جريدة الوقائع المصرية، وانضم على الثورة العرابية، واشتغل بالمحاماة، ثم عمل بالقضاء وشارك في الدعوة لإنشاء الجامعة المصرية، ثم تولى نظارة المعارف في 1906م، وفي 1910 تم اختياره وزيرًا للحقانية "العدل" وانتخب عضوًا بالجمعية التشريعية في 1913م واكتسب سعد زغلول أهمية في تاريخ مصر باعتباره زعيم ثورة 1919م، ولد سعد زغلول بإحدى قرى مديرية الغربية في يوليو 1858م من أسرة مصرية والتحق بالأزهر الشريف سنة 1872م ليتلقى تعليمه الديني، وتتلمذ على يد السيد جمال الدين الافغاني والشيخ محمد عبده».  

هذا ما ذكره كتاب الدراسات الاجتماعية عن الزعيم سعد زغلول مجرد معلومات عامة عن مولده ونشأته وتعليمه، ولكن دوره الوطني كزعيم للمعارضة وكزعيم لحزب الوفد وغيرها من الأشياء التي تتعلق بحياته وكفاحه سواء قبيل ثورة 1919 أو بعدها لايوجد منها سوى أسباب الثورة وحديث هامشي حول الحركة الوطنية إذا نجد في مربع صغير لا يتعدى الخمسة أسطر ما يلي «قاد سعد زغلول الحركة الوطنية من أجل الاستقلال والدستور، وخاض المعارك الضاربة ضد سلطات الاحتلال البريطاني وضد الملك فؤاد، وتوفي في أغسطس 1927م ليدخل التاريخ زعيما وقائدا لثورة 1919م». 

أما عن تصريح 28 فبراير عام 1922 فقد جاء الحديث عنه في سطرين وهما "«وضع دستور 1923م وإجراء الانتخابات العامة، ونال حزب الوفد بزعامة سعد زغلول أغلبية مطلقة، وتشكيل أول حكومة دستورية في مصر عام 1924م برئاسة سعد زغلول» وهكذا أقفلت صفحات كتاب الدراسات الاجتماعية الحديث عن الزعيم سعد زغلول في الأسطر السابقة. 

وربما قد لم يحالفنا الحظ وتخوننا الذاكرة لربما تتحدث عنه كتب التاريخ في المراحل العمرية المتقدمة وربما يحظى الطلبة في المرحلة الإعدادية الحديث بشكل أكثر تفصيلا حول حركة النضال الوطني. 

 نقطة الصفر

مرة أخرى يبدأ درس التاريخ من جديد دون ذكر للزعيمين فيأتي منهج الصف الأول الإعدادي في الصفين الأول والثاني خاليا من أي حديث عن تاريخ مصر الحديث، ويتضمن المنهج تاريخ مصر منذ الحضارة المصرية القديمة وعصور ما قبل التاريخ وحتى مصر تحت حكمي العصرين البطالمة والرومان وفي فترة دخول المسيحية في مصر، وحديث مقتضب أيضًا عن الإسكندر الأكبر، ومن الواضح أن كتب التاريخ تأبي وأن تتحدث بشكل تفصيلي عن سير هؤلاء الرواد والزعماء، وربما نجد ضالتنا في السنوات العمرية المقبلة ولعلنا نجد ما هو أكثر تعمقًا حول الشخصيات المصرية الوطنية، ولعل العاملين بمجال التربية والتعليم يغفلون وجود الشبكة العنكبوتية وما تحملة من معلومات حول تاريخ مصر. 

وهنا يتوقف الحديث عن تاريخ مصر ليبدأ فصلًا جديدًا في الصف الثاني الإعدادي بالحديث عن حياة سيدنا محمد وحول شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، وقصة ونشأة وحياة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وبعثته وهجرته وتاريخ الخلافة الإسلامية منذ عصر الخلفاء الراشدين من أول خلافة أبي بكر الصديق وحتى خلافة علي بن أبي طالب، وهنا يجب أن تطرح التساؤلات لماذا توقف الحديث عن تاريخ مصر والذي توقف عند حدود العصر الروماني ودخول المسيحية؟.

مرة أخرى يعود بنا المنهج بعد تلك الفجوة الزمنية التي أحدثها منهج الدراسات الاجتماعية القسم الخاص بالتاريخ إلى تاريخ مصر الحديث والذي يعود الحديث فيه حول تاريخ مصر تحت الحكم العثماني، والذي جاء في أربعة دروس وهي مصر بين المماليك والعثمانيين، والحملة الفرنسية على مصر، وثورة الشعب المصري وتولية محمد على، ومحمد على وبناء مصر الحديثة، ويأتي الجزء الثاني أو الوحدة التالية بعنوان " مصر والزحف الاستعماري ومحاولات التحرر الوطني والتي أتت أيضًا في أربعة دروس على النحو الآتي، خلفاء محمد على وازدياد النفوذ الأجنبي، والحركة الوطنية والثورة العربية، والكفاح الوطني ضد الاحتلال البريطاني ومصر من الحماية البريطانية حتى ثورة يوليو 1952م.. لينتهي درس التاريخ ويقتصر على وضع صورة سعد زغلول وذكر اسمه في بضعة أسطر حول دوره في ثورة 1919 ضمن درس التحرر الوطني. 

وتغفل صفحات التاريخ في المدارس ذكر اسم مصطفى النحاس باعتباره أحد زعماء مصر وأحد أهم روادها في حركة النضال الشعبي ضد الاحتلال البريطاني غافلين دوره الكبير والظلم الذي تعرض له ليزيد هذا الظلم بإغفال كتب التاريخ في المرحلة السنية المبكرة لأبناء مصر. 

FB_IMG_1692802660308
FB_IMG_1692802660308
FB_IMG_1692802673639
FB_IMG_1692802673639