أكد خبراء عسكريون تقهقر نفوذ تنظيم "داعش" في العراق، لكنهم حذروا من أن فلول داعش لا تزال تشكل تهديدًا للمناطق التي لا تخضع لحماية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، بما في ذلك أجزاء من سوريا حيث يرى الخبراء أن التنظيم يتوسع في إفريقيا وآسيا.
وأكد اللواء الأمريكي ماثيو دبليو ماكفارلين، الذي يقود عملية العزم الصلب في قيادة قوة المهام المشتركة لمحاربة داعش في العراق- وفق تقرير "صوت أمريكا"- أن داعش لم يعد يسيطر على أي منطقة، وفقدت القادة والمقاتلين، وشنت هجمات أقل مما كانت عليه في الماضي، موضحًا أن هناك انخفاضًا بنسبة 65% في نشاط التنظيم هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
وتابع: "إنهم يواصلون التدهور.. بعد قولي هذا، لا يزال هناك متطرفون يطمحون إلى عودة ما يسمى بالخلافة أو إعادة بنائها.. نحن نعمل عن كثب مع نظرائنا العراقيين".
وأوضح ماكفارلين أن الولايات المتحدة والعراق يتبادلان المعلومات الاستخباراتية لضمان قدرتهما على معالجة أي عودة محتملة للظهور أو التهديدات المحتملة التي تظهر من مسلحي داعش الذين ما زالوا طلقاء موضحًا أنهم يعملون على معالجة الجهود طويلة الأمد مثل إعادة النازحين داخليًا، ومعتقلي داعش الموجودين في مرافق الاحتجاز السورية.
من جانبه، قال ستيفن هيدمان، الزميل البارز غير المقيم في معهد بروكينجز بواشنطن، إن ماكفارلين قدم "تقييمًا متوازنًا إلى حد ما" لداعش في هذا الوقت، ومع ذلك، لا يزال التنظيم يقود ما بين 5000 و7000 مسلح في سوريا والعراق، مضيفًا: "ليس هناك بالتأكيد أي معنى يمكننا من خلاله إعلان إنجاز المهمة فيما يتعلق بعملية العزم الصلب.. الولايات المتحدة تواصل لعب دور مهم في إهانة داعش. ومع ذلك، يحتفظ داعش بالقدرة على الحفاظ على مستويات عالية جدًا من انعدام الأمن عند تحركه".
في غضون ذلك، حذر المحلل المقيم في جنوب إفريقيا مارتن إيوي من التهديد المتزايد في إفريقيا، حيث ينشط التنظيم في أكثر من 20 دولة بالفعل، كما حذر من أن القارة قد تمثل "مستقبل الخلافة".
وقال المحلل نيكولاس هيراس في معهد "نيو لاينز" بواشنطن، إن داعش خامل في الشرق الأوسط، ولكنه يتجدد وينبض بالحياة في آسيا الوسطى وإفريقيا.
وتابع: "لداعش خلايا عديدة في سوريا وأنشأ أيضًا، في هذا النوع من الأراضي الوعرة الغربية للعراق، شبكة دعم... لقد وجدت العلامة التجارية لداعش على مستوى العالم فرصة للنمو في آسيا الوسطى، وخاصة أفغانستان، ولكنها تتطلع أيضًا إلى الانتشار في باكستان وأوزبكستان وطاجيكستان، وتتطلع إلى الاستفادة من التوترات الدينية الطائفية المتزايدة، كما يحاول التنظيم الاستفادة من الحروب وحالة عدم الاستقرار في بعض الدول الإفريقية".