يوافق اليوم ذكرى رحيل هي إحدى أيقونات الفن العربي، ورمز من رموزه الأصلية الخالدة، إنها الفنانة أمينة رزق القامة الشامخة والقيمة السامية التي ساهمت في إثراء حياتنا الفنية بتجسيدها العديد من الشخصيات الدرامية الخالدة سواء في المسرح، والسينما، والتلفزيون، والإذاعة، لتحتل مكانة خاصة في قلوب عشاق الفن على مدار عدة أجيال.
ولدت الفنانة أمينة رزق في 15 أبريل 1910، وتوفيت 24 أغسطس 2003 عن عمر ناهز 93 عامًا، من مواليد طنطا وبعد ذلك انتقلت للقاهرة لتستقر بحي روض الفرج بعد وفاة والدها وتحديدًا كانت تقيم عند خالتها الفنانة أمينة محمد علي لحبها الشديد لمشاهدة الكازينوهات التي تقدم العروض التمثيلية والفواصل الغنائية التي كانت تقدمها فرقة يوسف عز الدين، ثم انتقلت إلى شارع عماد الدين، ثم التحقت بفرقة يوسف وهبي عام 1924.
وبدأت حياتها الفنية في فرقة رمسيس المسرحية التي أسسها يوسف وهبي ثم التحقت بالمسرح القومي 1943، وفى عام 1925 قامت بدور ليلى في مسرحية الذبائح ، ثم تعددت لديها المسرحيات أمام يوسف وهبي في السبعينيات مثل السنيورة والمسرحية الكوميدية انها حقا عائلة محترمة، رجل الساعة وبنات اليوم والدنيا مسرح كبير وأولاد الفقراء.
نجحت "رزق" من خلال أدائها المتميز بعروض فرقة "رمسيس" بعد أن أصبحت ممثلة الفرقة، تحقيق شهرة كبيرة، ففتحت لها السينما أبوابها وعُرفت "رزق" منذ ذلك الوقت بقدرتها الفائقة على الأداء الميلودرامي الذي تسيل على أثره دموع المتفرجين، حتى وصفها المخرج زكي طليمات في كتابه "فن الممثل العربي" بـ"صاحبة الأداء الباكي".
وتركت الفنانة القديرة رصيدًا كبيرًا من الأعمال الفنية الحافلة التاريخية حيث قدمت ما يقرب من 300 مسرحية بدءًا من عام 1924، ووصل رصيدها السينمائي إلى 150 فيلمًا، وفي الدراما أكثر من 220 مسلسل وسهرة تلفزيونية، وبلغ رصيدها الإذاعي أكثر من 70 مسلسلا وسهرة إذاعية.
ومن أهم أعمالها: "زينات والثلاث بنات وأوبرا عايدة، الزناتي خليفة، ناس ولاد ناس، ناصر 56، الكيت كات قيس وليلي –دعاء الكراون".
لذا يظل حب الجمهور وتقديره لها ولأعمالها حتى الآن هو أكبر وأهم الأوسمة التي منحت لهذه الفنانة التي تتمتع بالأصالة الحقيقية.
وتعدد ألقابها الفنية وذكرت بأكثر من لقب مثل: عذراء الشاشة وراهبة المسرح، وماما أمينة ولم تتزوج بعد هذا العطاء الكبير.
وحصلت على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى وشهادات تقدير وجوائز كأفضل ممثلة عن أدوارها السينمائية والمسرحية وتقديرا لمكانتها الكبيرة وعطائها المتميز تم تعيينها عضوًا بمجلس الشورى.
وقالت الفنانة في أحد اللقاءات معها: لقد أعطيت المسرح حياتي ووهبته عمري، وما زلت أحب أن أعطيه المزيد، إن هذه الخشبة الرهيبة التي اعتليتها آلاف المرات أخذت مني كل نفسي وكياني، وأصبحت الآن ومنذ وعيتها أعيش لها وبها ومنها وأمنيتي أن أموت فوقها، أعطاني المسرح كل عظمته وعلمني الكثير، لقد خلع على كل هيلمانه وروعته، فخلق مني إنسانة أعتز بها اسمها "أمينة رزق".