بناية شامخة على الطراز الفرعوني، عندما تقع عينك عليها تحسبها معبدا فرعونيا من العصور القديمة، تزين شارع الفلكي الواقع بمنطقة المنيرة، التابعة لقسم السيدة زينب بالقاهرة، وحول هذه التحفة المعمارية يمارس الناس حياتهم بشكل طبيعي فتجد الباعة يفترشون الأرصفة وتجد المقاهي الشعبية، كما أن وجود محطة لمترو الأنفاق يجعل آلاف من الناس يتوافدون على هذا المكان يوميا، إلا أن الجميع ينظر لهذا المكان باحترام وتقدير بالغ لما له من رمزية تاريخية عظيمة، فبداخل هذه البناية الرائعة واحدا من القادة الذين أحدثوا تغييرًا جذريًا في مسار الأمور وأشعلوا نيران الأمل في قلوب شعوبهم، حتى لقب بزعيم الأمة المصرية إنه الزعيم الخالد سعد زغلول.
في عام 1927، توفي زعيم الأمة المصرية سعد زغلول، وكانت لحظة رحيله بمثابة خسارة عميقة للشعب المصري وللحركة الوطنية، تلك اللحظة الحزينة أدت إلى انعكاسات كبيرة على الوعي الوطني والتطلعات السياسية، لم يكن مجرد وفاة زعيم، بل كانت تجربة تمزق وجودًا مليئًا بالنضال من أجل الحرية والاستقلال.
عقب وفاة سعد زغلول، قررت الحكومة المصرية إقامة ضريح له يُبنى بجوار بيته، وكان قد دُفن بمقابر الإمام الشافعى مؤقتًا لحين إتمام الضريح وكذلك إنشاء تمثالين للزعيم الراحل أحدهما فى القاهرة والآخر فى الإسكندرية، لم ينته نضال سعد زغلول بعد رحيله بل ظل يناضل حتى استقر في ضريح، حيث رفضت السراى الملكية والإنجليز قرار الحكومة، مبررين رفضهم بأنه ليس لمحمد على باشا الكبير وابنه إبراهيم باشا غير تمثال واحد
اكتمل الضريح فى عهد وزارة إسماعيل صدقى عام 1931، وكان من خصوم سعد زغلول، فعارض جعل الضريح الضخم لشخص واحد، واقترح تحويل الضريح إلى مقبرة كبرى تضم رفات كل الساسة والعظماء، غير أن صفية زغلول، رفضت ذلك بشدة، وأصرت على أن يكون الضريح خاصًا بسعد فقط، وفضلت أن يظل جثمانه فى مقابر الإمام الشافعى إلى أن تتغير الظروف السياسية وتسمح بنقله فى احتفال يليق بمكانته التاريخية كزعيم للأمة.
كان المقرر أن يتم إنشاء الضريح ويُنقل إليه الجثمان خلال ستة أشهر من بداية تشييده، غير أن البناء لم يتم إلا سنة 1931، ولم يُنقل رفات سعد زغلول إلى الضريح إلا فى سنة 1936، أى بعد تسع سنوات من وفاته، حيث قدمت الحكومة مشروع قانون يقضى "بنقل رفات المغفور له سعد باشا زغلول إلى ضريح سعد" وهو القانون رقم 53 لسنة 1936.
وفي تصريح لأحد العاملين في هذا الضريح رفض ذكر اسمه، قال إن الضريح يأتي لزيارته عشرات المواطنين من عامة الشعب لزيارته وقراءة الفاتحة خاص أن تذكرة دخوله الضريح 10 جنيهات فقط، كما أن بعض المارة يدخلون إلى الحديقة ويقرؤون الفاتحة من خارج الضريح في حالة عدم قدرتهم على دفع ثمن التذكرة، ويؤكد أن أغلب سكان المنطقة والعاملين بها يقدرون هذا المكان الذي يعد رمزا للنضال والوطنية ويعاملون القائمين على الضريح بشكل مميز.
وتابع حديثه، بأنه في المناسبات التي تتعلق بسعد زغلول صاحب الضريح مثل ذكرى ميلاده ووفاته وذكرى ثورة 1919 نقوم بتجهيز المكان للزائرين فنقوم بتقليم الأشجار وقص العشب بالحديقة وتنظيف الضريح من الداخل والخارج، ويأتي في هذه المناسبات شخصيات عامة ومرموقة كما أن العديد من الشباب يزور الضريح في هذه المناسبات.