طالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، بضرورة السماح للباحثين المصريين أفرادًا وبعثات علمية من الجامعات المصرية بدراسة مخطوطات وأيقونات دير سانت كاترين لأهميتها الشديدة حيث لم يتجاوز عدد الباحثين المصريين الذى سمح لهم بالدراسة بالدير منذ تسجيله كأثر عام 1993 عدد أصابع اليد الواحدة مما يشكّل فقرًا فى المكتبة العربية فى دراسة أهم مكتبة وثانى مكتبة على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان.
كما طالب بعقد بروتوكول بين المجلس الأعلى للآثار ومكتبة الإسكندرية لرقمنة مخطوطات الدير لأهميتها الشديدة ليس من الناحية العلمية والبحثية فقط ولكن من الناحية القومية باعتبارها خزانة أسرار لأثر مصرى يعد من أهم آثار العالم تكون أولوية العمل فى رقمنتها لبعثة آثار مصرية من مكتبة الإسكندرية وكلية الآداب جامعة الإسكندرية.
جاء ذلك خلال مداخلات الدكتور ريحان العلمية تعقيبًا على المحاضرات، التي تناولها الملتقى العلمى تحت عنوان " سيناء أرض التجلى الأعظم" الذي استضافته القاعة 39 بالمتحف المصري بالتحرير فى الفترة من 21 إلى 22 أغسطس الجاري، وذلك بالتعاون بين المتحف المصرى والمركز الثقافى الفرنسيسكانى للدراسات القبطية وحاضر فى اليوم الأول الدكتور على عبد الحليم مدير عام المتحف تحت عنوان " تاريخ سيناء القديم" والأب ميلاد شحاتة الفرنسيسكانى مدير المركز الثقافى الفرنسيسكانى تحت عنوان " الحج المسيحى لسيناء - التاريخ والمعنى" وحاضر فى اليوم الثانى الفنان والكاتب أيمن فايز عن بورتريهات الفيوم وحاضر ملاك نصحى مفتش آثار بإدارة المتاحف الكبرى وباحث دكتوراه عن مخطوطات ووثائق دير سانت كاترين.
وأشار الدكتور ريحان إلى أن مكتبة دير سانت كاترين تعد الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها حيث تضم 4500 مخطوط من أهم المخطوطات فى العالم، حيث تضم 600 مخطوط عربي، إلى جانب اللفائف المخطوطة باللغة العربية وعددها ألف لفافة، 2319 مخطوطًا يونانيًا، 284 مخطوطًا لاتينيًا، بالإضافة إلى المخطوطات السوريانية، القبطية، الحبشية، السلافية الأمهرية، الأرمينية، الإنجليزية، الفرنسية والبولندية. وهى مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية، أقدمها يعود إلى القرن الرابع الميلادي وبعض هذه المخطوطات كتبت في سيناء وبعضها من فلسطين وسوريا واليونان وإيطاليا، وبعضها يحمل أسماء الناسخين دون الإشارة إلى مكان مثل سليمان الشماس وجورج ونيكولاس في القرن الـ 12 والـ 13 الميلاديين.
وأضاف: بأن المكتبة تضم ألف وثيقة في شكل لفائف تحمل تطور الخط العربي الديواني بين القرنين الـ12 و19 الميلاديين، ومن أهم المخطوطات التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس)،وهي نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م. والإنجيل السرياني المعروف باسم (بالمبسست) وهي نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال، قيل هي أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية. والعهدة النبوية وهو كتاب العهد الذي كتب للدير في عهد نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام وهو العهد الذي يؤمّن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب على أموالهم وأنفسهم وممتلكاتهم، كما تحوي المكتبة عددًا من عهود الأمان من الخلفاء المسلمين بناءً على العهد الأول من الرسول الكريم.
وتابع: أن دراسة وثائق دير سانت كاترين بدأت عام 1950م حين قامت بعثة علمية مشتركة من كلية الآداب بالإسكندرية ومكتبة الكونجرس الأمريكية بتصوير أهم المخطوطات والوثائق، وكان على رأس هذه البعثة الدكتور عبد الحميد العبادى أول عميد لآداب الإسكندرية والدكتور عزيز سوريال عطية وقامت البعثة بعمل صور ميكروفيلم لأهم هذه الأيقونات. وفي عام 1963 قامت بعثة جامعة الإسكندرية وعلى رأسها الدكتور أحمد فكري واشترك فيها الدكتور جوزيف نسيم يوسف الذي زار سيناء مرتين آواخر عام 1963 وأثمرت هذه البعثات عن دراسات وبحوث نشرت بالمجلات العلمية ومن هؤلاء الباحثين كورت فايتزمان وجورج فورسايث وعزيز سوريال عطية الذي قام بعمل فهارس كاملة مع دراسة تحليلية للمخطوطات العربية بالدير. وتم تصوير مليون ورقة مأخوذة من 5 آلاف مخطوط ووثيقة مكتوبة بـ 12 لغة، وقد احتفظت كلية الآداب بجامعة الإسكندرية ومكتبة الكونجرس بواشنطن بنسخ من صور الميكروفيلم.