الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

«العذراء» فى القرآن.. تكريم وتشريف وتبجيل.. طارق أبوهشيمة : الإسلام أنصف السيدة البتول.. والله فضلها على نساء العالمين.. مظهر شاهين: ذكرت في 31 موضعًا بكتاب الله.. وقصتها وردت بـ12 سورة

السيدة العذراء مريم
السيدة العذراء مريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

‎بنت عمران هى مريم العذراء الصديقة، أم المسيح عيسى بن مريم، جاء ذكرها فى القرآن فى عدة مواضع حتى أن هناك سورة باسمها، ذكرت كذلك فى السنة النبوية مما روى من أحاديث النبى محمد، شهد الله لها بالعفة وطهرها واصطفاها على نساء العالمين، واصطفاها لمعجزة إلهية تمثلت بحملها بعيسى وولادته من غير أب.

وصيام المسلمين وزيارتهم وتوافدهم على أديرة العذراء مريم فى هذه الأيام يدل على أننا فى مجتمع واحد وفى مكان واحد، وكثير من الأقباط يشاركون المسلمون فى أحزانهم وأفراحهم وأعيادهم وتبادل المشاركة شئ جيد بيننا كأقباط ومسلمون.

صيام بعض المسلمين صيام العذراء مريم بمشاركة إخوانهم المسيحيين ليس حراما أبدا لأنه لا يوجد دليل يحرم مشاركة الأقباط فى صيام العذراء مريم، فالأصل فى الإسلام فى الأمور «الحل» أى أنها حلال إلا إذا جاء دليل يحرم الأمر ويحرم الصيام ولا يوجد ما يحرم صوم المسلمين هذا الصيام، فالجميع يؤمن بأن الصوم عباده للخالق طمعا فى رضاه.

و«صيام العدرا» من الدرجة الثانية لكنه يحتل مكانة عظيمة لدى الأقباط، وهو الوحيد الذى فرضه الشعب على الكنيسة لفرط حبه لها، وكان خاصا بالعذارى والراهبات.

يذكر ابن العسال فى عام 1260م فى كتابه «المجموع الصفوى» صوم السيدة العذراء أكثر ما يصومه المتنسكون والراهبات وأوله أول مسرى، وعيد السيدة فصحه، وبحلول القرن الرابع عشر الميلادى شاع هذا الصوم بين الناس كلهم ومع إنه 15 يوما فإن البعض ينذر أسبوع صيام قبله ليكون 21 يوما، ويجوز فيه أكل السمك لكن البعض يمتنع عنه، ويصومه البعض بالخبز والملح.

الملك الذى ظهر للسيدة مريم طلب منها الصوم

وقال مدير الموشر العالمى للفتوى بالأزهر الشريف، الدكتور طارق أبوهشيمة، إن العذراء مريم لها مكانة مميزة فى الإسلام، وورد اسمها فى سورة التحريم مرة واحدة منسوبة إلى أبيها مريم ابنة عمران فى مقام الثناء عليها لإيمانها وتصديقها وقنوتها حيث قال تعالى: «ومريم ابنت عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين».

وأضاف قائلا: «يتناول القرآن الكريم والسنة النبوية ميلاد السيدة مريم وفضلها حتى عند مولدها، فعن ميلاد السيدة مريم، قال تعالى فى القرآن الكريم: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم، إذ قالت امرأة عمران رب إنى نذرت لك ما فى بطنى محررا فتقبل منى إنك أنت السميع العليم، فلما وضعتها قالت رب إنى وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإنى سميتها مريم وإنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا»

وأوضح، أن العذراء فى الدين الإسلامى روت رواية ميلاد المسيح فى القرآن الكريم أكثر تفصيلا واتساقا ومنطقية وإقناعا وتشريفا للسيدة مريم، فرواية القرآن تبين أن الملائكة بشرت السيدة مريم بالسيد المسيح قبل مولده باعتباره كلمة من الله وآية للناس من عند الله، كما فى قوله تعالى: «إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين، ويكلم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالحين، قالت رب أنى يكون لى ولد ولم يمسسنى بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون».

وأوضح القرآن الكريم، أن الملك الذى ظهر للسيدة مريم طلب منها الصوم عن الكلام والتوكل على الله تعالى فيما جرت به المقادير، ولقد أجرى الله على لسان السيد المسيح وهو لا يزال فى المهد صبيا ما يثبت أنه عبد لله ونبى ورسول من عند الله وأن أمه السيدة مريم بريئة من الوقوع فى الخطيئة بدليل وصاية الله له ببرها، قال الله تعالى فى القرآن الكريم: «قال إنى عبد الله آتاني الكتاب وجعلنى نبيا، وجعلنى مباركا أين ما كنت ‎وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا، وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا».

وتابع، إلى جانب إعاذتها من الشيطان الرجيم وحسن نشأتها ورزقها بفاكهة الصيف فى الشتاء وفاكهة الشتاء فى الصيف وجعلها وابنها آية للعالمين، يعدد الإسلام فضائل السيدة مريم ومناقبها، ومن هذه المناقب تطهيرها واصطفائها على نساء العالمين، فالإسلام أكثر إطنابا فى فضل السيدة مريم عليها السلام، ولقد ورد فى فضل السيدة مريم أحاديث عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

من النساء التى ذكرهن الرسول صلى الله عليه وسلم

أيضا، قال الدكتور مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن السيدة مريم العذراء البتول رضى الله عنها، لها فى الإسلام منزلة عظيمة واحتفى الله عز وجل بها فى قرآنه العزيز احتفاء عظيما، والدليل على ذلك أن القرآن الكريم اشتمل على سورة سميت على اسمها وهى سورة مريم عليها السلام.

وأوضح، أن هذه السورة قص الله عز وجل فيها قصة مريم وأثنى عليها ثناء جميلا وشرفها وعظمها وطهرها ودافع عنها وعن شرفها من فوق سبع سماوات، وبين أن ما حدث لها إنما كان معجزة من الله عز وجل، حيث إنها حملت فى سيدنا المسيح عليه السلام من دون زوج، وحين اتهمها قومها بالبغاء أنزل الله عز وجل عليها السكينة والرحمة، وإشارة إلى سيدنا المسيح عليه السلام فأنطقه الله عز وجل مدافعا عنها.

واستشهد شاهين بقول الله في القرآن الكريم: «فحملته فانتبذت به مكانا قصيا (22) فأجاءها المخاض إلىٰ جذع النخلة قالت يا ليتنى مت قبل هٰذا وكنت نسيا منسيا (23) فناداها من تحتها ألا تحزنى قد جعل ربك تحتك سريا (24) وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (25) فكلى واشربى وقرى عينا ۖ فإما ترين من البشر أحدا فقولى إنى نذرت للرحمٰن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا (26)»

وأوضح، أنه ذكرت السيدة مريم عليها السلام باسمها فى كتاب الله عز وجل فى 31 موضعا، وأيضا ذكرت قصة مريم عليها السلام وذكرت بلفظها فى 12 سورة من كتاب الله عز وجل، وهذا إن دل فإنما يدل عل مكانة السيدة مريم عند الله سبحانه وتعالى ومكانتها كذلك عند المسلمين لأن الله شرفها والنبى كذلك صل الله عليه وسلم شرفها تشريفا عظيما، وذلك فى الحديث الذى يقول: «كمل من الرجال كثيرا، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية زوجة فرعون وخديجة بنت خويلد، وفضل عائشة على النساء كفضل السريد على سائر الطعام».

وأشار إلى أنه من قول النبى صل الله عليه وسلم نفهم أن 3 من النساء فقط هن من كملن، ومنهن السيدة مريم عليها السلام، وبالتالى لطالما أن الله عز وجل شرفها وأن النبى صلى الله عليه وسلم شرفها، فنحن المسلمين أيضا ملتزمون بهذا الأمر نشرفها ونعظمها ونعظم قدرها بتشريف الله لها وبتشريف النبى صل الله عليه وسلم لها وباحتفاء القرآن الكريم أيضا بها، والسيدة مريم عليها السلام ضربت لنا مثالا عظيما فى الصبر على البلاء، حيث إنها صبرت على بلاء الله بها عز وجل لها حيث حملت بسيدنا المسيح عليه السلام من دون زوج وهذا كما نعرف كان معجزة.