في ميدان دراستنا لتاريخ حياة العذراء القديسة مريم وتأملنا بسيرتها الطاهرة، لا بد أن نستند إلى أسفار الوحي الإلهي وما تركه لنا آباء الكنيسة من دراسات واسعة في تفسير الكتاب المقدس، فبحسب تعاليم هؤلاء الآباء أن عشرات النبوات التي أعلنها الوحي الإلهي ودوّنت في الأسفار النبوية في العهد القديم قد تمت في العذراء مريم.
كما أن الآباء رأوا في بعض شخصيات الكتاب المقدس وحوادثه رموزاً وإشارات إليها:
1- فهي المرأة المقصودة بوعد الله تعالى للإنسان بالخلاص بقوله تعالى: «ونسل المرأة يسحق رأس الحية»(تك 3: 15) ونسلها المسيح يسوع الذي حُبل به فيها من الروح القدس وليس من زرع رجل.
2- وهي حواء الجديدة، كما أن ابنها المسيح هو آدم الجديد، وإذا كان الله قد أخذ ضلعاً من جنب آدم وصنع منه حواء المرأة الأولى، ففي تجديد الخليقة ولد الإله المتجسد وهو آدم الثاني من العذراء التي هي حواء الثانية.
3- وهي العذراء التي قال عنها النبي اشعيا (القرن الثامن ق.م) نبوته الشهيرة: «هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل»(اش 7:14) الذي تفسيره الله معنا (مت 1: 23).
4- وقد تناول الآباء بكتاباتهم هذه النبوات والرموز والإشارات وضم بعضها إلى كتب الصلوات.
فأطلق الصديقون الأولون على مريم ابنة داود، العذراء القديسة، أسماء جميلة وبهية:
+ إنَّ العوسجة التي رآها موسى على جبل سينا ترمز إلي العذراء القديسة، فالعوسجة تمثل جسدها المقدس، وأوراقها التي لم تحترق ترمز إلى بتوليتها، والنار الذي في العوسجة يرمز إلى الله الذي حلَّ فيها.
+ لقد رمز إليها موسى بالعليقة وتابوت العهد، وجدعون بالجزة ويعقوب الصدّيق بالسلم الذي ارتقى به الجنس البشري إلى السماء.
+ حزقيال ابن السبي سمّاها باباً مغلقاً.
+ داود دعاها مدينة نبت فيها المسيح عشباً، دون زرع، وصار مأكلاً للشعوب. وفي يوم ميلاده حررنا من اللعنة.
+ داود دعاها مدينة نبت فيها المسيح عشباً، دون زرع، وصار مأكلاً للشعوب. وفي يوم ميلاده حررنا من اللعنة.
+ سليمان دعاها جنّة موصدة وينبوعاً مختوماً.
+ داود دعاها مدينة نبت فيها المسيح عشباً، دون زرع، وصار مأكلاً للشعوب. وفي يوم ميلاده حررنا من اللعنة.
+ المركبة التي رآها النبي المختار حزقيال لا تطال جمالها، فالحيوانات المشدودة إليها والكاروبيم يباركون. وصور الوجوه الأربعة، أي صورة الأسد والثور والنسر والإنسان يختلف بعضها عن بعض. أما ركبتاها فقد صارتا له مركبة، وذراعاها صارتا له عجلة، وفمها يرنّم المجد.
إعداد: القمص غبريال لبيب نخله
كاهن كنيسة السيدة العذراء بالمنشاة الكبري - القوصية
المدرس بالكلية الإكليريكية بدير المحرق
إكليريكية الكرسي الأورشليمي بالكويت.