قال الدكتور محمد حمزة، عميد كلية آثار القاهرة السابق وخبير التراث، إن الجامع الأقمر لا يوجد في شارع النحاسين كما هو شائع، وإنما يوجد في شارع الشماعين، والذي كان يتم بيع الشموع فيه بجميع أشكالها وأحجامها، ويليه شارع الدجاجين.
وأشار إلى أن هذا الجامع تم إنشاؤه عام 519 هجريًا، و525 ميلاديًا، بواسطة الخليفة الآمر بأحكام الله الفاطمي ووزيره المأمون البطائحي أمر بإنشائه، وهو أقدم واجهة حجرية باقية للآن، لأن البناء بالحجر كان موجودًا قبل الجامع.
وأضاف "حمزة"، في مداخلة هاتفية لبرنامج "8 الصبح" على فضائية "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن هذا الجامع صمم وفق التراث العربي التقليدي في صورته المصرية، وبه ثلاثة أروقة أهمها الرواق الأول وهو الذي يلي جدار القبلة، ويتوسطه المحراب وبجواره المنبر، منوهًا بأنه أصبح غير موجود الآن، موضحًا أن الجامع به أشياء كثيرة جدًا، أهمها الواجهة الحجرية الموجودة بالتقسيم الثلاثي الخاص بها.
وأردف، أن هذه الواجهة مهمة، لأن الجامع كان مناسقًا للقصر الشرقي الكبير، ولا يفصله عن هذا الجامع سوى ممر ضيق، وبالتالي الجامع أصبح في قلب الطقوس الاحتفالية لمدينة القاهرة.
وتابع، أن هذه الطقوس أحياها المأمون البطائحي، وبالتالي هذه الواجهة تعكس التطورات التي أدخلها "المأمون"، والتي تتماثل مع زخارف واجهة القصر الشرقي، وتتوافق مع الإصلاحات التي أدخلها على الاحتفالات الفاطمية كما هو الحال في شكل الحلية الدائرية التي تثبت شكل الدينار الفاطمي عام 516 هجريًا.