استقبل قصر ثقافة شرم الشيخ، مساء أمس الاثنين، 200 طفل من أطفال المحافظات الحدودية في انطلاق مرحلة جديدة من مشروع "أهل مصر" الذي يقام برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، والذي يستمر حتى 28 أغسطس الحالي، حيث تستضيف الهيئة أطفال محافظات شمال وجنوب سيناء والوادي الجديد وأسوان والشلاتين وحلايب وأبورماد من البحر الأحمر، ومطروح، وأطفال الأسمرات من القاهرة.
بدأت الفعاليات بالنشيد الوطني، أعقبه كلمة لاميس الشرنوبي المشرف التنفيذي لأسبوع الأطفال بالمشروع، حثت خلالها الأطفال على التعاون والالتزام بالسلوك الإيجابي فى الزيارات خاصة المحميات الطبيعية، موضحة أن المحمية هى مكان لا دخل لإنسان فى وجوده، ولكل محمية أسباب لاختيارها، حيث يتضمن برنامج الجولات زيارة محمية رأس محمد.
وفي كلمته تحدث المخرج المسرحي أحمد السيد المشرف العام على المشروع موضحا أن الاتحاد والانتماء قوة الصوت المسموع والالتزام السلوكي ينم عن تميز فني وثقافي، مؤكدا أن التميز في السلوك هو تميز إيجابي نابع من الالتزام بالعادات السلوكية السليمة بدءا من الحفاظ على نظافة ونظام الأماكن الزيارات، الاتحاد والتعاون وثقافة التعبير عن الرأي والتفكير الممنهج، فكل منا يعبر عن محافظته ويمثل سفيرها، فالتميز السلوكي والاجتماعي والمهاري يخلق للمجتمع إنسانا سويا.
جاء الافتتاح بحضور أمل عبدالله رئيس الإدارة المركزية لإقليم القناة وسيناء الثقافي، حيث انطلقت فعاليات الورش الفنية والثقافية المتنوعة للمشروع بورشة 'أنا وكتابي" تحدثت بها سهام محمد عن أحلام الأطفال ونظرتهم المستقبلية لمحافظتهم وعناصر الجذب داخلها واحتياجات تطويرها، وفي ورشة الموائد المستديرة تحدث الكاتب فؤاد مرسي عن" الفكرة" وأهمية تبادل الأفكار والمناقشة والحوار بشكل إيجابي وأسلوب متحضر يعد أسهل الطرق للوصول لحلول القضايا، فبالفكرة والفكرة الأخرى ومناقشتها ينتج حوار بناء يحدث التفاعل الإيجابي، فكل منا يمثل إصبع الأيدي الواحدة واتحادكم بالمناقشة والحوار يكون قبضة قوية لحل الصعاب.
وعن إلقاء الشعر بدأ الشاعر مدحت العيسوي في تعريف الأطفال فنون الشعر وتذوقها وأبرز شعراء الوطن العربي وأشهر مؤلفاتهم، بينما تناولت إيمان شوكت في ورشة الحكواتي "التراث المادي وغير المادي" والفرق بينهما ومناقشة أفكار الأطفال ورؤيتهم عن عناصر التراث المادي وغير المادي في محافظته، وفي ورشة الصحفي الصغير تحدثت ابتسام أبو الدهب عن الذكاء الاصطناعي موضحة للأطفال مفهومه واستخداماته المتعددة وكيفية الاستفادة منه في الحياة اليومية وفي المستقبل.
في جانب ورش الفنون التشكيلية بدأت الفنانة فاطمة تمساح تعريف الأطفال بفن الكلينكان وفن الفيرفورجيه والفرق بينهما، والأدوات المستخدمة في الحفر على النحاس والخامات المستخدمة من رقائق النحاسية وأسلاك وغيرها، وفي ورشة ملوك مصر القديمة تناولت الفنانة كريمة الديب حث الأطفال على كيفية إنشاء مملكتك من وجهة نظرك ليقوم كل طفل برسم مملكته سواء بخامات مختلفة من الألوان أو تجسيدها بالخامات المختلفة بالصلصال الهش أو الصلصال الملون أو الطين الأسواني.
وتناولت الفنانة غادة عبدالنبي في ورشة "التراث المصري" التعريف بخامة الطين الأسواني، وكيفية استخدامها وآليات تنفيذ مجسمات سواء بطريقة الفرد أو طريقة الحبال لعمل أشكال خزفية، وفي ورشة الخيامية بدأت المدربة سماح فاروق تطبيق الورشة وشرحها على قطع صغيرة من القماش بتثبيت قطعة من قماش الدق على قماش الدكرون من خلال غرزة السراجة السحرية.
عن مفهوم المسرح الأسود، قام الفنان مصطفى إسماعيل بالتحدث للأطفال مفهوم المسرح الأسود والفرق بينه وبين المسرح البشري ومسرح العرائس، والأدوات والألوان المستخدمة وأسباب تسميته بالمسرح الأسود، وفي المسرح البشري بدأ الفنان المخرج أحمد الغزلاني بشرح العرض المسرحي وإجراء اختبار الممثل ومناقشة أفكار الأطفال عن العرض المسرحي، وفى ورشة الفنون الشعبية بدأت الفنانة سمر القصاص التحدث للأطفال عن أنواع الرقصات الفلكلورية لكل محافظة وتطورها وأزياء تلك الرقصات، إلي جانب ورشة فنون الأداء والغناء للدكتور محسن صادق.
وفي مجال ورش الأشغال اليدوية، أقيمت ورشة الحلي وعمل شنط ومشغولات من الخرز للمدربة منى عبد الوهاب، وورشة الحياكة وإعادة تدوير مخلفات البيئة لإنتاج معلقات وقطع فنية من الأقمشة للمدربة نجوى عبدالعزيز، بالإضافة لورشة تعلم الأركت وتفريغ قطع الخشب للمدرب حسني إبراهيم.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم أنشطة وزارة الثقافة والذي يقدم ضمن برامج العدالة الثقافية الموجهة لأبناء المحافظات الحدودية، تضم لجنته العليا المخرج هشام عطوة مستشار وزارة الثقافة لشئون الأنشطة الثقافية والفنية، ويقام بالتعاون بين الإدارة المركزية بالدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى وإقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة جنوب سيناء، حيث تحرص قصور الثقافة من خلال المشروع على تأصيل الهوية الثقافية للطفل وحمايته من فكرة الغزو الثقافي من خلال الاستعانة بنخبة من الخبراء والفنيين في مختلف المجالات لإعداد جيل مثقف واع يعتز بوطنه ويفخر بتاريخه.