في السطور التالية نرصد أهم المعلومات عن كنيسة السيدة العذراء المعادي، التي تعتبر من أشهر كنائس العذراء مريم، بسبب مرور العائلة المقدسة بهذا الموقع، ومكوثها به عدة أيام، ولهذا سميت الكنيسة على اسم العذراء مريم، ولهذا أيضا تعتبر الكنيسة مزارا أثريا يقصده الآلاف من الزوار من كل مكان.
(بناء الكنيسة)
طلبت الملكة هيلانة والدة الإمبراطور الرومانى قسطنطين الكبير من ابنها أن يبحث عن كل مكان ذهبت إليه العائلة المقدسة، وأن يبنى فيه كنيسة باسم العذراء مريم، ومن بين هذه الأماكن كانت كنيسة العذراء مريم بالمعادى، فى القرن الرابع الميلادى.
(موقع الكنيسة)
على شاطيء نهر النيل مباشرة، وعلى بعد حوالي ١٣ كم جنوب ميدان رمسيس، قبلي القاهرة، بضاحية المعادي، تقع كنيسة المعادي الأثرية للسيدة العذراء مريم، مما يجعلها هذا موقعا سياحيا ممتازا، ومعلما أثريا هاما.
(أسماء متعددة)
هذه الكنيسة عُرِفَت عبر التاريخ بعدة أسماء مختلفة أولها "تي كلابي" وهو أقدم اسم للكنيسة، والكلمة رومية بيزنطية.
- "منية السودان" الاسم العربي الأول الذي أطلق على موقع الكنيسة.
- "العدوية" وقد ذكر هذا الاسم للإشارة لموضع الكنيسة في المصادر العربية القديمة، ويرجع لامرأة غنية عُرِفَت بالعدوية، ونزلت من المغرب إلي موقع الكنيسة، فعرف المكان باسمها.
- "معادي الخبيري" ويرجع هذا الاسم لرجل اسمه علي الخبيري، كان يتولى قيادة المعدية عبر النيل، واستخدم هذا الاسم منذ الحكم العثماني.
(حدث مأساوي)
خلال القرن ال ١٩ الميلادي انفجرت عربة محملة بالبارود بالقرب من موقع الكنيسة، مما تسبب في انهيار أجزاء كبيرة منها، وقد تم إزالة الأجزاء المنهارة، وإعادة بناءها وترميمها على الطراز المعماري الحديث، باستثناء الحائط القبلي، هو الوحيد الباقي من الكنيسة الأثرية.
(الأجزاء الأثرية من الكنيسة)
الحائط القبلي متبقي من الكنيسة الأثرية قبل الانفجار، والحجاب القديم، والأيقونات الأثرية، وسراديب تمتد من أسفل صحن الكنيسة حتى شاطىء النيل حتى تكون مهربًا للمصليين عند حدوث أى خطر أو عدوان عليهم خلال فترة الحكم الروماني البيزنطي.
(معجزة الكنيسة)
بتاريخ ١٢ مارس ١٩٧٦م عثر على مخطوطة من الكتاب المقدس طافية على سطح مياة النيل بالقرب من الكنيسة، وكانت المخطوطة مفتوحة على سفر أشعياء النبي الأصحاح التاسع عشر، المكتوب فيه نص ''مبارك شعبي مصر" وتم حفظ المخطوطة حتى الآن في صندوق زجاجي لتكون المخطوطة معروضة للزوار مباشرة.
(موسى النبي وعلاقته بالكنيسة)
يقال أن تاريخ المكان يعود إلى موسى النبى الذى ولد فى منطقة طرة، وحينما جاء فرعون وأراد قتل كل أطفال بنى إسرائيل، وضعته والدته فى «سبت» من البردى، وألقت به فى النيل، وأخته سارت بجوار النيل تتابعه، حتى رأت ابنة فرعون «السبت» فى موضع منطقة كنيسة العذراء حالياً التى كانت تتخذها منطقة للاستحمام فى النيل، وهى من أطلقت عليه اسم «موسى» وتعنى «ابن النيل».
(العائلة المقدسة)
سارت العائلة المقدسة فى طريق هروبها إلي مصر إلى كنيسة 'أبوسرجة' بمصر القديمة قبل أن تصل إلى كنيسة العذراء بالمعادى، ومكثوا فيها فى طريق الهروب لمدة 3 أيام أثناء توجههم إلى جبل قسقام بأسيوط (دير المحرق)، ومكثوا فيها أيضاً أثناء عودتهم إلى بيت لحم، ولكن لم تُعرف المدة التى مكثوا فيها فى تلك المنطقة أثناء العودة.
(بعض محتويات الكنيسة)
تحتوي الكنيسة على ٣ هياكل، و ٣ قباب، وبها «بئر» كانت تشرب منها العائلة المقدسة، أيضا تحتوي على أكفان بعض القديسين، كما بها أيقونة تحكى قصة حياة العذراء مريم منذ ولادتها وحتى نياحتها، فضلاً عن احتواء الكنيسة على السلم الأثرى الذى يصل إلى قاع النيل، والمُقام عليه «قبة» وبه مذبح، وتحتوي على سلم أخر يصل لسرداب مار أسفل الكنيسة ويصل حتى النيل، ومن نهاية هذا السرداب يمكنك أن ترى دير أبو سيفين فى الجهة المقابلة.