هنأ الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط وتوابعها أبناء إيبارشيته وأقباط مصر بمناسبة عيد إعلان صعود السيدة العذراء مريم بالجسد.
وننقل لكم نص كلمته بمناسبة ذلك الحدث:
كل سنة وأنتم طيبين، نحن الآن في نهايات صوم العذراء مريم ونحتفل بعيد صعود جسدها، ونحن في جبل الطير وما أحلى الحديث عنها هنا، وعلى اعتبار أن العذراء قد أتت هنا لهذا المكان وتحمل بين يديها الصبي الغير "يسوع"، ما رأيكم إذا تخيلنا وأن الزمن قد رجع بنا للخلف ألفي عام، وكنا نرى هذا المشهد العظيم.
وبالطبع كانت السيدة العذراء مريم كانت تعلم أن بين يديها الله الظاهر في الجسد، وذلك وفقاً لم للبشارة التي ذكرها الإنجيل، وأخبرها أيضاً الملاك أن أليصابات هي حبلة أيضاً، وذهبت العذراء إليها وقطعت ما يزيد عن 30 كيلو متر.
وعندما ذهب السيد المسيح إلى نهر الأردن ليتعمد فهو لم يكن بحاجة للعماد؛ ولذلك قال له يوحنا أنه هو الذي يحتاج للعماد، نريد أن نقول إن خلال هذ العماد لم يحل الروح القدس على السيد المسيح بل كان معه منذ أن كان في رحم العذراء مريم ولابد أن لا نقع في هذا الخطأ.
إذن فما فائدة هذا العماد؟ إن هذا العماد كان بمسابة بداية عمل المسيح الكرازي، وبدأ يجول من موقع إلى موقع ويكرز ويخدم.
ونرجع لسؤالنا الأول ماذا لو عدنا ألفي عام وشاهدنا المسيح؟ هل كنا سنرى معجزة في كل حين؟ في الحقيقة لا فالمسيح لم يكن يصنع معجزات وهو طفل؛ فهو كان يعيش كأى طفل، ويمككنا أن نستشهد بذلك عندما كان في سن الثانية عشر من عمره عندما تاها منهم في أورشاليم، وعندما وجدوه وبخوه، ولو كانوا يتعاملون معه كإله في ذلك الوقت لم يكن يفعلوا ذلك.
ولندرك أبعاد التجسد الإلهي لابد أن ندرك مكانة وعظمة السيدة العذراء مريم إنها المرأة التي تعلو فوق السماء والأرض لها قلب من الاتضاع لتعمل كخادمة في بيت أليصابات، ويمكننا أن ندرك كم الفرح الذي كان عند السيدة العذراء مريم عندما كانت تربي السيد المسيح، وكم الإعجاب الذي كانت تحمله تجاه السيد المسيح.