السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

“معرفة متنازع عليها" يستعرض النظرية الاجتماعية من المنظور العصري

يناقش النظرية الاجتماعية المعاصرة.. منذ التنوير وصولًا إلى ما بعد الحداثة وسياسة الهوية

غلاف كتاب معرفة متنازع
غلاف كتاب معرفة متنازع عليها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

صدر عن سلسلة “ترجمان” في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حديثًا، كتاب “معرفة متنازع عليها: النظرية الاجتماعية في أيامنا“، وهو ترجمة مرسي الطحاوي العربية لكتاب ستيفن سيدمان بالإنكليزية: Contested Knowledge: Social Theory Today.

ويقدّم الكتاب أحدث الموضوعات في النظرية الاجتماعية، منذ التنوير وصولًا إلى ما بعد الحداثة وسياسة الهوية. ويتناول القضايا والسجالات الراهنة والحركات الاجتماعية الجديدة، ويستعرض النظرية الاجتماعية من منظور معاصر.

 

ويتألف الكتاب من 592 صفحة، تتضمن  23 فصلًا موزعة في ستة أقسام. في القسم الأول، “نشأة التقليد الكلاسيكي”، أربعة فصول. في الفصل الأول، “فكرة علم المجتمع: عصر التنوير وأوغست كونت”، يتناول المؤلف سيرة أوغست كونت ونظريته، ويقول إن سوسيولوجيي القرن العشرين الذين يستلهمون الرؤية العلمية شعروا بالحرج، نتيجة رغبة كونت في تحويل العلم إلى ديانة.

 

وفي الفصل الثاني المعنون “نظرية كارل ماركس الثورية”، يقول سيدمان إن راديكالية ماركس السياسية سارت مع تحوله إلى النظرية الاجتماعية، وأصر ماركس على أن لا بد لأي برنامج للتغيير الاجتماعي من أن يستند إلى منظور نظري يسلط الضوء على المصادر الاجتماعية للصراع السياسي، وعلى الجماعات التي يحتمل أن تُحْدث التغيير.

 

ويرى سيدمان في الفصل الثالث الذي يحمل عنوان “وعود السوسيولوجيا: إميل دوركهايم”، أن رؤية دوركهايم الاجتماعية اندفعت إلى مركز الصدارة في مؤلَفه الأخير الأشكال الأولية للحياة الدينية الذي سعى فيه إلى شرح أصل الدين وطبيعته. وتمثلت فرضيته في أن المعتقدات الدينية هي في الواقع طرق رمزية لفهم قدرة المجتمع على تشكيل الفرد.

أما في الفصل الرابع المعنون”نظرية ماكس فيبر الاجتماعية التناقضية”، فينقل سيدمان عن ماكس فيبر قوله إن المصالح والقيم الاجتماعية هي التي تعمل على هيكلة العلم وتتحكم في انتقاء مشكلاته ومقارباته المفاهيمية وتحولاته.

 

في القسم الثاني، “إعادة النظر في التقاليد الكلاسيكية: السوسيولوجيا الأميركية”، ثلاثة فصول. في الفصل الخامس، “النظرية الكبرى لتالكوت بارسونز وبيتر بيرغر وتوماس لوكمان”، يرى سيدمان أن ثمة دافعًا ورؤية أخلاقيين يكمنان في صميم الجهد النظري الذي بذله بيرغر ولوكمان لا يقلان عما لدى بارسونز؛ إذ إن بيرغر ولوكمان وضعا عملهما في إطار اللغة العلمية، وخلصاه من الأحكام الأخلاقية الصريحة.

 

ويقول المؤلف، في الفصل السادس الذي يحمل عنوان”النظرية العلمية لراندال كولينز وبيتر بلاو”، إن جهد كولينز لتمييز السوسيولوجيا، بصفتها علمًا، من السوسيولوجيا، من حيث هي شكل للأدب أو الفلسفة أو الأيديولوجيا السياسية، لم يكن مقنعًا. ولا حاجة إلى إنكار أن نظرية النزاع تقدم استراتيجيات إمبيريقية أو مفاهيمية مفيدة في ما يُزعم أيضًا أن السوسيولوجيا هذه تعرض رؤية أخلاقية للمجتمع.

 

ويعرض المؤلف في الفصل السابع، “السوسيولوجيا الأخلاقية لتشارلز رايت ميلز وروبرت بيلّا”، نظرية تشارلز رايت ميلز، وينتهي بنظرية روبرت بيلا ويقول إن هناك شعورًا بالدراما العميقة في سوسيولوجياه؛ “فأميركا الحديثة تشهد أزمة ثقافية، حيث إن الثقافة الفردانية أضعفت لغةَ الالتزام الاجتماعي والفضيلة والجماعة والاعتماد المتبادل الاجتماعي.

 

في القسم الثالث، “إعادة النظر في التقاليد الكلاسيكية: النظرية الأوروبية”، ثلاثة فصول. في الفصل الثامن، “نظرية يورغن هبرماس النقدية”، ويجد المؤلف أن هبرماس لم يكن متشائمًا كليًا، “بل علق آماله على الحركات الاجتماعية الجديدة. وفي حين رأى ماركس في الطبقة العاملة آمالًا للبشرية، تطلّع هبرماس إلى الحركات الاجتماعية الجديدة لتقاوم استعمار عالم الحياة”.

 

ويقول المؤلف، في الفصل التاسع، “ستيوارت هول والدراسات الثقافية البريطانية”، إن على غرار هبرماس ومدرسة فرانكفورت، “سعى هول ومدرسة برمنغهام إلى إعادة النظر في الماركسية. إلا أنهم في النهاية صاغوا وجهة نظر اجتماعية انحرفت عن فكر ماركس في نواح مهمة.

في الفصل العاشر، “السوسيولوجيا النقدية لأنتوني غيدنز وبيار بورديو”، يقول سيدمان إن غيدنز يجادل قائلًا إن الحداثة لا تتميز بالعمليات القائمة على التفكر على المستوى المؤسسي وعلى مستوى العلاقات الشخصية فحسب، بل تتميز كذلك باستمرار التفاعل أو التغذية المتبادلة بين هذين المستويين.

في القسم الرابع المعنون “تصحيحات وتمردات: تحوّل ما بعد الحداثة”، ثلاثة فصول. في الفصل الحادي عشر، “العالم ما بعد الحداثي لدى جاك دريدا وجان فرانسوا ليوتار وجان بودريار”، وبحسب سيدمان، تُنشّط ما بعد بنيوية دريدا رؤيةٌ للمجتمع تحتفي بانتشار الأشكال المختلفة للحياة الفردية والاجتماعية.

 

في الفصل الثاني عشر، “المجتمع المنضبط لدى ميشيل فوكو”، يكتب سيدمان: “يكاد فوكو لا يذكر شيئًا عن الآمال الاجتماعية في المقاومة السياسية أكثر من الإبانة عن معارضته عهد النظام الانضباطي. إلا أنه كان واضحًا في أن دور المثقفين في سياسات النظام الانضباطي يتحول من مجابهة الواقع بالحقائق الشاملة إلى إنتاج تحليلات مفصلة للتشكل الاجتماعي لمجالات اجتماعية محددة، مثل الجنسانية والسجون والطب النفسي.

ويقول سيدمان في الفصل الثالث عشر، “سوسيولوجيا ما بعد الحداثة لدى زيغمونت باومان”، إن باومان رسم مخططًا لسردية شاملة عن التاريخ الغربي. وبانطلاق باومان من القصص التنويرية عن تقدم العقل والحرية، روى حكاية عن الضبط الاجتماعي وتقدم العقل بوصفهما فعل سيطرة.

 

في القسم الخامس، “تصحيحات وتمردات: سياسات الهوية ونظريتها”، أربعة فصول. في الفصل الرابع عشر، “النظرية النسوية/ دراسات الذكورة”، يرى سيدمان أنه لئن كانت الحركة النسائية هي الأداة السياسية لسعي النساء من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، فإن النسوية كانت أيديولوجية هذه الحركة؛ إذ تفسر النسويةُ مشكلات المرأة الشخصية، بأنها مشكلات ذات أصل اجتماعي وسياسي.

أما في الفصل الخامس عشر، “نظرية العرق النقدية/ دراسات البيض”، فيقول المؤلف إن الفرضية المؤسِّسَة للدراسات عن البيض تتمثل في أن البياض ليس أمرًا طبيعيًا، إنما هو جزء من منظومة عرقية مُشَكّلة اجتماعيًا. ويقال إن البياض هو الذي ينظم حياة كلٍّ من البيض وغير البيض.

 

في الفصل السادس عشر الذي يحمل عنوان “نظريات المِثلية لدى الذكور والإناث وأحرار الهوية”، يخلص سيدمان إلى أن النظرية الجنسية والجندرية النقدية الحالية تقدم وجهة نظر اجتماعية جديدة لا في ما يتعلق بالمثلية فحسب، بل في ما يتعلق بالغيرية أيضًا.

ويرى المؤلف، في الفصل السابع عشر، “دراسات الخطاب الاستعماري”، أن الاستشراق كان من المقتضيات المركزية للإمبريالية الغربية، فكانت الأيديولوجيا الاستشراقية تحفز الاستعمار، حيث كان يُتخيل أن الغرب يحمل التقدم الاجتماعي والحرية إلى المشرق.

 

في القسم السادس، “تصحيحات وتمردات: نظريات النظام العالمي”، ثلاثة فصول. في الفصل الثامن عشر، “من الأمة إلى العالم: ديفيد هيلد وماري كالدور”، ينقل سيدمان عن ديفيد هيلد اعترافه بأنه سيكون من الصعب إرساء الممارسات الديمقراطية على المستوى العالمي، وسيُواجَه ذلك بمقاومة شديدة.

 

في الفصل التاسع عشر، “الرأسمالية العالمية: إيمانويل فالرشتاين ومانويل كاستلز”، يرى سيدمان أنه على الرغم من اعتراف فالرشتاين بصعود الحركات المعارضة للاقتصاد العالمي الرأسمالي، فإنه لا يتوقع أن يكون انهيار هذا الاقتصاد وشيكًا؛ فاحتمالات الثورة في الدول المركزية ضئيلة، ومن غير المرجح أن تمارس حركاتُ الطبقة العاملة في الدول الغربية الراديكاليةَ السياسية.

 

أما في الفصل العشرين، “عودة الإمبراطورية؟ مايكل هارت وأنطونيو نيغري وديفيد هارفي ومايكل مان”، فيرى المؤلف أن هارت ونيغري يتفقان مع الليبرالية الجديدة في شيء واحد مهم، وهو أن العصر الحالي عصر جديد؛ إذ إن النظام العالمي المحدَد بدول متنافسة تسعى للسيطرة الإمبريالية ليس نظامًا محددًا للوقت الحاضر.

 

في القسم السابع، “صعود النظرية ما بعد التخصصية”، ثلاثة فصول. في الفصل الحادي والعشرين، “نظريات ’الآخر‘”، يقول سيدمان إن صنع الآخر هو العملية التي يُستبعد من خلالها أشخاص معينون ومعهم الفضاءات التي يشغلونها، ما يُعتبر أنه الحياة العائلية – المدنية المشروعة للجماعة.

 

في الفصل الثاني والعشرين المعنون “الحياة الحميمية في الغرب”، يقول المؤلف إن اقتران الحب الرومانسي بالأنوثة أو بالنساء ظل مستمرًا حتى عندما تأكّل الانقسام بين الخاص والعام خلال القرن العشرين، كما هو ظاهر، مثلًا في عمل المرأة ومشاركتها الكاملة في السياسة والحياة الاجتماعية.

 

الفصل الثالث والعشرين فيحمل عنوان “القومية وأزمة أمم ما بعد الاستعمار”، وفي هذا الفصل يرى المؤلف أن الاستعمارُ الأوروبي غيّر وجه الكرة الأرضية؛ “إذ يقدِّر بعض الباحثين أن بحلول الحرب العالمية الأولى، كان نحو 80 في المئة من العالم المتحضر يرزح تحت الهيمنة السياسية لحفنة من الدول الإمبريالية الأوروبية.