الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

هل عادت لعنة الفراعنة من جديد؟!.. لغز التمثال المسحور بالمتحف المصري.. حقيقة شفائه للمرضى وجلب الحظ!.. وتحذيرات من التعامل معه

ستاندر- تقارير
ستاندر- تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مازالت حضارة القدماء المصريين تبوح لنا بأسرارِِ يُفتن لها الفكر والوجدان، وكانت عبقرية الفراعنة أنهم استطاعوا إنشاء حضارة قائمة على العلم والعقل والتفكير؛ ولذا عاشت آثارهم إلى الآن، ووصلت لنا منذ آلاف الأعوام.


ترك أجدادنا تمثالًا يقبع الآن بالمتحف المصري بالتحرير يتصف في شكله العام بالتفرد وكلما اقتربت منه وعاينت تفاصيله الدقيقة ازددت حيرة ودهشة، فهو تمثال الكاهن «جد – حور» مصنوع من حجر البازلت الأسود، ويعتبر من أشهر القطع الفنية بالمتحف المصري، اكتسب هذا التمثال شهرته من الشائعات التي انتشرت حوله والتى تقول بأنه تمثال «مسحور».


تستعرض جريدة «البوابة نيوز» قصة التمثال المسحور المتواجد بالمتحف المصري وسر الطلاسم المنقوشة عليه وحقيقة قدرته على الشفاء من الأمراض وكذاك السبب وراء التحذيرات الكثيرة من التعامل معه، وذلك خلال التقرير التالي:


العثور على التمثال
عثر على التمثال بمعبد في محافظة القليوبية يسمى «أتريب» فى شرق الدلتا، وهو مغطى بالكامل بنصوص سحرية كان الغرض منها العلاج من لدغات الحيات والعقارب والزواحف السامة.


معلومات عن التمثال
ونشرت الصفحة الرسمية للمتحف المصري على «الفيسبوك» صور ومعلومات عن التمثال المسحور والسحر فى مصر القديمة، حيث أفادت المعلومات أن تمثال الكاهن "دجد – حور" يعود إلى العصر المتأخر (حوالي 323 – 317 ق.م.) وهو يحمل الصفات الفنية لما يعرف بـ "ألواح حورس الطفل" ويعتبر أحد تنويعاتها.


علاج المرضى بالتمثال
وكانت تلك الألواح تستخدم لأغراض علاجية وخصوصًا العلاج من لدغات الحيات والعقارب والزواحف السامة، وتعود "ألواح حورس الطفل" للعصر المتأخر، ويقال إن هذا التمثال كان يعالج من الحالات المستعصية، مثل لدغة العقارب والثعابين.


كيفية معالجة المرضى بالتمثال
وعن كيفية معالجة المرضى بتلك الألواح، قال علي أبو دشيش، الباحث في الآثار: أن حورس الطفل الذي يقف متزنا تماما رغم أنه يقف فوق تمساحين ويحمل فى إحدى يديه غزالا والأخرى أسدا كما هو مبين مرسوم على التمثال، إلا أنه يقف فى منتهى الاتزان، وهذا الاتزان هو السر الذي يكمن فيه الشفاء، فالمرض فى الأصل هو عبارة عن خلل فى توازن الإنسان، على حد اعتقاد القدماء المصريين.


وكان يؤتى بالماء ويصب فوق رأس التمثال وتتجمع فى الحوض في قاعدة التمثال بعد أن يمر عبر الألواح السحرية والنقوش الغامضة حوله ليصبح ماء سحري وهذا الماء السحري يعتقدون أنه قادر على شفاء المريض من الأمراض كما يستخدم فى علاج لسعات العقرب وسم الثعابين كما يستخدم فى حماية المرأة الحامل وحماية الطفل المولود والكل يخاف من هذا التمثال المسحور.


قصة السائح الزائر للتمثال
ويذكر في رواية متداولة تقول أن أحد السائحين بعدما سمع قصة التمثال أتى إليه في يومِِ ما ومعه زجاجة ماء وألقى الماء على رأسه ثم أخذ الماء المتجمع وصبه فوق رأسه وجسمه، وكان السائح يُعاني من الصدفية المنتشرة في جسده ثم جاء السائح بعد 6 أشهر وزار التمثال وانحنى أمامه شاكرًا فقد شُفي من مرضه، ولكن حتى الآن لم يؤكد حقيقة تلك الرواية أحد خبراء الآثار.


نقوش وطلاسم
واستخدمت الرموز المحفورة بالألواح؛ لمخاطبة العالم الآخر وهو العالم النجمي، وكان بالنسبة لهم هو عالم متداخل مع عالمنا وليس منفصلًا عنه، العالم الذي تذهب إليه الأرواح بعد الموت وهو أيضًا المصدر الذى تأتى منه كل الأشياء، وفيه أيضا تكمن أسباب كل الأمراض، ويأتي دور الكهنة في مصر القديمة حيث أنهم كانوا يقومون بمعالجة المرضى عن طريق الاتصال بهذا العالم (الدوات).



السحر المصري القديم
عرفت مصر منذ آلاف السنين بالسحر، ويستعين الساحر بكتب خاصة بالتعاويذ السحرية التي تتطابق مع كل حالة من الحالات ويقوم بالترتيل لهذه التعاويذ بنفسه، وهذا ما يعرف بالشعائر الشفهية ثم تتبعها بعد ذلك الشعائر العملية، وكان المصريون يمارسون السحر في شؤون حياتهم بجانب عبادتهم للآلهة بدءًا من أكواخ الفلاحين والصيادين البسطاء وانتهاء بالمعابد والقصور الملكية، لذلك تحتوى المواقع الأثرية في مصر خصوصا على ضفاف النيل على تمائم وتعاويذ ورسومات وتماثيل حتى للساحرات والساحر المصري القديم كان يتمتع بثقافة رفيعة المستوى ويمتلك معارف واسعة، والسحر عند المصريين القدماء بمثابة علما مستندا من المصادر، ولكى يؤدى السحر مفعوله تقرأ بعض التعاويذ الدينية أو يقوم الشخص بحمل بعض التمائم التى تؤدي غرض الحماية وتأخذ بعض الرموز المقدسة عٌرف السحرة فى مصر القديمة باسم " حريو تب " لتحمل الترجمة اللفظية متصدر الجميع، حيث حمل السحرة هذا اللقب فى عهد الدولة الحديثة، بينما حملوا لقب كتابة نصوص الآله منذ بداية العصر المتأخر.


أشهر السحرة في العصر الفرعوني
ذكرت البرديات والنقوش المحفورة بعض هؤلاء السحرة في العصر الفرعوني ووردت الإشارة إلى قدرتهم السحرية ومكانتهم، ومن أشهر هؤلاء السحرة: "ديدي"، والساحر "جاجا أم عنخ".



وأصبح التمثال، قِبلة للجمهور وزوار المتحف المصري، وكذا رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ الذين يقومون بصناعة فيديوهات تُظهر مدى سحر هذا التمثال وعظمة الحضارة المصرية القديمة التي لازالت تمتعنا وتبهرنا بأسرارها حتى في عصرنا الحديث، وذلك لما يحتويه هذا التمثال من غرائب وما يتضمنه من غموض.