خلق الله جميع البشر بوجود فتحتين في الأنف بدلًا من فتحة واحدة، وهذا الأمر لم يكن شىء عادي لأن أنف الإنسان تخضع لظاهرة تسمى "الدورة الأنفية" (Nasal Cycle)، والدورة الأنفية تعني باختصار أن فتحتي الأنف (أو المنخارين "Nostrils") لا يمر منهما نفس القدر من الهواء دائمًا ففي أي وقت من اليوم تجد أحد المنخارين متسعًا، بينما يكون الآخر مختقنًا قليلًا وبالتالي يمر من خلاله كمية أقل من الهواء.
وتتبدل هذه الأدوار على مدار اليوم ليصبح المتسع محتقنًا والعكس يمكنك ملاحظة ذلك إذا كنت تعاني من الزكام، فستجد أن المنخار المحتقن يتغير على مدار اليوم، وفائدة ذلك في الحقيقة أن هذا الأمر له فائدتان عظيمتان:
-الأولى:
أن الاحتقان الجزئي يؤدي إلى زيادة رطوبة الأغشية المخاطية والأهداب التي تبطن الأنف، بينما يؤدي مرور الهواء من الأنف إلى جفاف هذه الأغشية، وتبادل الانسداد والاتساع على مدار اليوم يساعد على ترطيب الهواء الذي نتنفسه، وهي أحد الوظائف الهامة للأنف.
-الفائدة الثانية:
فهي المساعدة في عملية الشم والتذوق لو نظرنا إلى الروائح التي نشمها والطعام الذي نتذوقه فسنجد أن بعض الروائح يمكننا تمييزها حتى لو مرت بسرعة على مستقبِلات الشم الموجودة داخل الأغشية المخاطية، بينما البعض الآخر يحتاج إلى أن يمر ببطء على مستقبلات الشم حتى نستطيع تمييزه، وفي أي وقت من اليوم سيكون لدينا منخار يمر فيه الهواء بسرعة وآخر يمر فيه ببطء مما يزيد من مدى الروائح التي يمكننا تمييزها.