تخطى إضراب الآلاف من نجوم هوليوود عن العمل الـ100 يوم منذ بدأ إضرابهم عن العمل لرفضهم استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة السينما، حيث يشارك في الإضراب ما يقرب من 160 ألف ممثل في أكبر إغلاق حدث من 60 عاما، وشمل الإضراب مخرجين وممثلين وكتاب في صناعة السينما بالولايات المتحدة الامريكية وإنجلترا، ويطالب الإضراب بمطلبين الأول تحسين الأجور للعاملين في صناعة السينما والثاني رفض ظهور نجوم الصف الأول والممثلين في الأدوار الصغيرة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وبالرغم من مدة الإضراب الطويلة توقفت المحادثات مع استوديوهات الإنتاج مما تسبب استياء المشاركين في الاحتجاج ووصفوه بأنه تجاهل لمطالبهم، وفشلت المفاوضات بين نقابة الكتاب الأمريكية وكبرى استوديوهات الإنتاج في التوصل إلى اتفاق حول التعويضات والحد الأدنى لعدد الكتاب في أي عمل والمدفوعات في عصر منصات البث عبر الإنترنت وأمور أخرى، فالسبب الثاني للإضراب هو لجوء بعض المنتجين بوضع ممثلين صغار ما يعرف بـ"الكومبارس" بتقنية الذكاء الاصطناعي دون الرجوع للمثل الحقيقي أو علمه باستخدام وجهه في العمل بعد أن قام بالتوقيع لشركات إنتاج للمشاركة في أعمال فنية سابقة بنفسه حتى بدون استخدام الذكاء الاصطناعي.
وانتشر استخدام الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر القليلة الماضية بشكل واسع في شتى المجالات والذكاء الاصطناعي مصطلحًا شاملًا للتطبيقات التي تؤدي مهام معقدة كانت تتطلب في الماضي إدخالات بشرية صعبة ومعقدة وكان تداوله محدودا في السابق لكنه أصبح الآن في متناول أي شخص يمتلك هاتفا أو جهاز كمبيوتر وإنترنت وبالرغم من الفوائد التي صنعها من أجلها الذكاء الاصطناعي لمشاهدة البشرية إلا أنه أصبح يهدد حياة البشر.
أفلام توقف تصويرها
وبسبب هذا الإضراب الموسع والذي دخل فيه جميع نجوم هوليوود حتى نجوم الصف الأول توقف تصوير جميع الأعمال السينمائية والتليفزيونية حتى المقرر عرضها العام الجاري وبذلك أصبحت هناك بعض الأعمال مهددة بتأجيل العرض بعد عام 2023 الجاري بسبب إضراب الممثلين، وكان فيلم"Challenger"، للمخرج لوكا جواداجنينو، مقررا أن يكون عرضه الأول في الدورة الـ80 من مهرجان فينيسيا السينمائي، قبل طرحه في السينمات 15 سبتمبر المقبل، ولكن الشركة المنتجة قررت تأجيل العرض لأبريل 2024.
ومن المتوقع أن يتسبب استمرار الإضراب في تأجيل مجموعة من أبرز الأعمال المحدد طرحها العام الجاري ومنها Dune 2،Aquaman 2، وNapoleon، والجزء الجديد المنتظر من سلسلة الأفلام الشهيرة Hunger Games، وفيلم The Marvels، الجزء الثالث من فيلم wonder women والجزء الرابع من فيلم GhostbustersK والجزء الثالث والرابع من avatar، كما تم إيقاف تصوير فيلم Deadpool 3.
-مشاهير يرفضون الذكاء الاصطناعى
بالرغم من سباق الدول في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي وإنفاق مليارات الدولارات للوصول للنتيجة التي وصلت إليه البشرية والتي تعتبر مذهلة إلا أن هناك رفضا لوجوده بشكل كبير وبخاصة من أغلب المشاهير ومن الشخصيات التي شاركت حتى في تطوير وظهور الذكاء الاصطناعي ويعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أبرز الشخصيات المعروفة التي حذرت من خطورته وطالب بضرورة التصدي لمخاطر الذكاء الصناعي على الأمن القومي والاقتصاد، مضيفا أنه سيسعى للحصول على مشورة الخبراء في هذا الصدد.
ورجل الأعمال الشهير بيل جيتس الذي صنف لسنوات طويلة بأغنى رجل في العالم وهو أبرز وأشهر مطوري الذكاء الاصطناعي ومجال التكنولوجيا تحدث في السابق عن حماسه لمستقبل الذكاء الاصطناعي، وكيفية استخدامه لخدمة البشر، أقر أيضًا بمخاوفه بشأن الذكاء الاصطناعي، وإساءة استخدام البشر له، وإمكانية وجود ذكاء خارق أو "قوي" يمكنه "تحديد أهدافه الخاصة".
وأيلون ماسك رجل الأعمال الشهير والذي جاء لسنوات طويلة كأغنى رجل في العالم أيضًا بعد خروج بيل جيتس من القائمة ويمتلك شركة ساعدت في تطوير الذكاء الاصطناعي قال في تصريح شهير له: "الذكاء الاصطناعي أخطر على البشر من القنابل البشرية"، وأبدى ندمه على ما قدمه في هذا المجال واختلف مع صديقه المقرب الذي عملا سويا في المجال بسبب خوف ايلون على البشر وأنه لم يشعر بهذا الخوف من صديقه اتجاه البشرية وعدم ندمه على ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي.
وهناك المئات من المشاهير حول العالم من مجالات مختلفة يرفضون وجود وانتشار الذكاء الاصطناعي بسبب ما يفعله في مجال عملهم أو البشر وسوء استخدامه ومن بينهم فنانون مصريون وعرب بعد أن انتشرت أصواتهم على أغاني بالذكاء الاصطناعي لم يرحبوا بالفكرة وكانت غير مقبولة لهم.
مخاطر
وبعد انتشاره وظهور طرق متعددة لاستخدامه فيما يضر البشر والكثير من المهن بدأت الأمم المتحدة مناقشة وجوده وآليات استخدامه في مساعدة البشر ام هناك سوء استخدام وقالت: "يجب علينا أن نتأكد من تطويره من خلال نهج إنساني قائم على القيم وحقوق الإنسان وأن تكون الأخلاقيات جزءا من استخدامه"، ومن أحد رواد الذكاء الاصطناعي
ووجوده "جيفري هينتون" العملاق الأمريكي الذي عمل في جوجل 10 سنوات.
أكد "جيفري" بعد أن استقال في مقابلة مع جريدة "نيويورك تايمز" أنه غادر للتحدث بحرية عن الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعن 5 مخاطر أساسية له وأن العلماء في العالم أن يتحدوا لإيجاد حلول للتحكم فيه لأنه خطير للغاية سيتسبب في تقليل فرص الوظائف في كل المجالات، ومع تطورها بدون السيطرة عليها ستصبح الإصدارات المستقبلية "تهديدات للبشرية" لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تولد الكود الخاص بها وتوجهه، مما قد يحولها إلى "أسلحة مستقلة" و"روبوتات قاتلة".
وأضاف أنه من الصعب تحديد الجهات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي فمن الطبيعي أن يقع بأيدي جهات خبيثة تقوم بإساءة استخدامه وتحديد البشر ولأغراض أخرى شريرة، وحذر من المعلومات المضللة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث سيجعل من المستحيل تقريبا تمييز ما هو صحيح مما هو كاذب.
خطورة الذكاء الاصطناعي
يعتبر الخبراء الذكاء الاصطناعي قنبلة نووية قد تمحو البشر في أي وقت ليس فقط يشكل خطورة على وظائف البشر وبعض المشاكل في الخصوصية ونشر الأخبار بل من الممكن أن يصبح وسيلة للقتل، فبالرغم من فوائده المتعددة، حذر أكثر من 350 خبيرًا من احتمال أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى انقراض البشرية وذلك عبر بيان مشترك من عدة شركات تكنولوجية عالمية، وبدعم من الرؤساء التنفيذيين لشركات الذكاء الاصطناعي الرائدة، قالوا إن التخفيف من هذا الخطر يجب أن يكون أولوية عالمية إلى جانب المخاطر المجتمعية الأخرى، مثل الأوبئة والحرب النووية.
فالخبراء يقولون إن البشر يستطيعون استخدام الذكاء الاصطناعي لصناعة أسلحة بيولوجية تقتل البشر وتؤدي لانهيار الحضارة.
مستخدمو الانترنت
منذ ظهور التطور الأخير في الذكاء الاصطناعي وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر القليلة الماضية في حالة من الغرابة وعدم الواقعية حيث انتشر استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنياته المختلفة بين جميع رواد مواقع التواصل الاجتماعي وفى أعمار مختلفة فتتصدر كل يوم تقنية جديدة باستخدام الصوت كأغنية يقوم العندليب الراحل عبدالحليم حافظ بغناء أغنية مهرجانات أو أغنية شعبية متداولة هذه الأيام وتجربة أغاني فنانين مختلفين بأصوات فنانين آخرين لم يقوموا بغنائها في الحقيقة.
واستخدام تقنيات الصور بصور جديدة لفنان شاب في العشرينيات من عمره في عمر الشيخوخة، أو نجم محبوب في مجال الغناء أو التمثيل أو كرة القدم في عمر الطفولة، أو أن يقوم شخص بتجربة الذكاء الاصطناعي على نفسه لمعرفة شكل ابنه المستقبلي وشكله في مرحلة معينة من العمر، أو تلوين صور لفنانين راحلين عن عالمنا منذ سنوات طويلة لم يمتلكوا صور إلا باللون الأبيض والأسود وتجربة صور بألوان كأنها حديثة.
الوظائف التي يهددها الذكاء الاصطناعي
يهدد الذكاء الاصطناعي عددا لا حصر له من الوظائف في العالم وبالتالي يحدد ويهدد مصير الملايين من البشر الذين يعملون في تلك الوظائف وذلك لأن الذكاء الاصطناعي يمتلك إمكانيات كبيرة من شأنها أن تحدث ثورة في عالم الأعمال، حيث ذكر تقرير صادر عن بنك الاستثمار غولدمان ساكس، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل خلال الفترة المقبلة، حيث يتم أتمتة بعض المهام والوظائف في جميع أنحاء العالم.
وأكد التقرير أن التقنيات المختلفة للذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام ربع الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك الوظائف الإدارية، والعمل القانوني، والهندسة المعمارية، والإدارة.
وكانت جامعة بنسلفانيا نشرت بحث ودراسة الآثار المحتملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في سوق العمل بالولايات المتحدة، كاشفة عن نتائج مذهلة بأن ما يقرب من 80% من القوى العاملة في الولايات المتحدة ستتأثر بنسبة 10% من مهام عملها بسبب الذكاء الاصطناعي، وسوف تستولي تقنيات تعلم الآلة على 49% من مهام العمل الرئيسية بها، والتأثير يمتد ليشمل جميع مستويات الأجور مع تعرض الوظائف ذات الدخل المرتفع إلى التأثر الأكبر، مما يشير إلى أن هذه النماذج يمكن أن يكون لها آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية ملحوظة.
وأوضح البحث أن أبرز المهن المهددة علماء الرياضيات ومصممي الواجهات الرقمية، والوظائف التي تتطلب إتقان مهارات البرمجة والكتابة أكثر عرضة للتشغيل الآلي، المحاسبون وموظفو الضرائب والصحفيون والمحللون الإخباريون، فيما بقيت مهن أخرى بعيدة عن التهديد، مثل الرياضيين وعمال البناء والطهاة والرسامين، فضلًا عن بقية الأعمال الحرفية كالنجارة والسباكة ونحوها.
-أبرز الدول المطورة ومستخدمة للذكاء الاصطناعي
بالرغم من مخاطر الذكاء الاصطناعي على البشر وتحذير العلماء منه تتسابق دول العالم في استخدامه واختراع تقنيات جديدة لتطويره، فكل دولة تسعى لقيادة الطريق في تطوير الذكاء الاصطناعي، ومن ضمن الشركات العالمية التي استثمرت بكثافة في تطوير وظهور الذكاء الاصطناعي هي شركة جوجل الأمريكية حيث بدأت سباق منذ عدة سنوات مع شركات أخرى لتكون صاحبة السبق في تطويره وظهوره، لذلك جعلت الولايات المتحدة هي الرائدة الواضحة في تطوير الذكاء الاصطناعي، وأصبحت بلا منازع المركز الرئيسي لتطوير الذكاء الاصطناعي مع أكبر الشركات عالميا وعمالقة التكنولوجيا مثل Google وFacebook وMicrosoft.
وبعض الدول الأخرى في سباق مستمر مع الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على جزء من تلك الهيمنة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي فدخلت الصين في المنافسة خلال السنوات الأخيرة، حيث تأتي في المرتبة الثانية، وتستثمر بكثافة في البحث والتطوير الذكاء الاصطناعي واتخذت خطوات لمحاولة تجاوز الولايات المتحدة في هذا السباق وحققت العديد من جهودها نتائج رائدة، ومن الدول الأخرى المنافسة كندا، اليابان، وكوريا الجنوبية من خلال تقديم استراتيجية الذكاء الاصطناعي مدعومة بمبلغ ضخمة لتعزيز البحث وتطوير تقدم قوي، وبالرغم من التطور الأوروبي فلم تبد الكثير من الدول هناك اهتمامها بهذا السباق سوى بعض الدول الفردية مثل فرنسا وألمانيا.