علق أحد الكهنة، بفنوتيوس سليمان، التابع للكنيسة الأرثوذكسية، كنيسة الأمير تادرس الشطبي بكفر الدوار، على الجدل المثار، على مواقع التواصل، ما بين مصدق ومشكك في الواقعة التي عُرِفَت بمعجزة الأستاذ عادل فايز المشلول، حيث أكد الأخير أن العذراء مريم ظهرت له بشكل خاص، أثناء حضوره النهضة الخاصة باحتفالات صومها، يوم ١٣ أغسطس الماضي، بكنيسة العذراء والبابا كيرلس عمود الدين، بعزبة النخل، وفور رؤيتها شُفي تماما من شلله الذي دام لـ ٧ سنوات.
وكتب الأب بفنوتيوس على صفحتة الرسمية فيسبوك منشورا جاء فيه: "ليس من شأني على الإطلاق الحكم أو التقرير بكونها معجزة أم غير ذلك، فمسألة الإيمان مسألة شديدة الخصوصية ، ولكل منا حقه الكامل في الإيمان أو الرفض دون أن يقع فريسة لأحد، لا أن يصبح مجالًا للسخرية والاتهام بسذاجة إيمانه وجهله - إن قَبِلَ - ولا أن يصبح مرمى لسهام التشكيك في إيمانه - إن رَفَضَ".
وتابع الكاهن واضعا عدة تساؤلات: "المشهد القبطي يحتم علينا جميعًا الإنتباه والتساؤل، ماذا بعد ؟ ما الذي جنيناه من ذلك الجدل الدائر ؟ ما هو الشيء الذي نبغي إثباته من وراء كل هذا ؟ ولماذا كل هذا الإهتمام الإعلامي، والتسارع من كافة القنوات المسيحية وغير المسيحية بالاهتمام؟ ولماذا هذا اللغو الكثير الكثير حول شخص يُفترض أن الله تعامل معه بشكل خاص، مثلما يتعامل مع الجميع بشكل أيضًا خاص وفريد؟".
ويكمل جناب القمص تساؤلاته: "ولما هذا الشغف القبطي المتزايد بالمعجزات والخوارق؟ هل آمن المتشككون ؟ هل عاد المعثرون؟ هل قام الساقطون ؟ هل استنار التائهون؟ والسؤال الأهم هل تجلى شخص المسيح الإلهي في بشريتنا، أم لازلنا في ترابيتنا نتهلل بمعجزة هي تُشعرنا فقط بالبهجة النفسية، دون أن نتلامس ولو حتى مع هدب ثوبه".
وختم جناب الأب بفنوتيوس منشوره قائلا: "المعجزات لا تبني إيمانًا، ولا تُعيد ضالًا، ولا تُخرس مهاجمًا، وفي ظني أن مؤمني كنيسة اليوم احتياجهم الماس، لا إلى معجزة "نور" وإنما إلى معجزة "استنارة"، وإن سمح وأعطى إلهنا لكنيسته معجزة "نور" فعلينا أن نمجده في مخافة وصمت رصين يليق بجلال اسمه القدوس، وأما عن "معجزة المعجزات" كما يسميها ترتليان، فهي قائمة كل يوم، ولكن من مِنا يجدها ! لأنه حقًا ثمنها يفوق اللآلئ".