صدرت له رواية "سِفر الشتات" عن دار غراب، سنة 2016، ثم صدرت منها ثلاث طبعا، كما صدرت له رواية "حكاية فخراني" عند دار الشروق 2017 وصدرت منها ثلاث طبعات، ورواية "يونس ومريم" صدرت سنة 2019 عن دار الشروق طبعتان، وفي روايته الأخيرة "آيات عاشق" أخذنا الكاتب إلى رحلة مسحورة بالتصوف، وله كتاب مخطوط تحت الطبع بعنوان "من وحي اللغة" يحاول فيه تقريب اللغة العربية وتسهيل تذوقها للكبار والأطفال، ويحوي حلولا لمشاكل لغوية موجودة في الصحافة المقروءة والمسموعة، كما له مخطوطة تحت عنوان "مختارات من الفتوحات المكية، تحقيق جديد وشرح لأهم ألغازها"، ويصدر له قريبا أيضا له كتاب عن تحقيق وشرح رسالة الإمام ابن حزم بعنوان "مداواة النفوس".
في حواره لـ"البوابة نيوز" تحدث الروائي محمد موافي عن الإبداع الصوفي، كما تحدث عن مجموعات القراءة على الفيسبوك ايجابيات وسلبيات، وعن إشكاليات الساحة الثقافية وأشياء أخرى.. وإلى نص الحوار:ــ
كيف ترى موجة الرواية والشعر المستند إلى نصوص صوفية؟
بالفعل، في روايتي "آيات عاشق" حاولت الإجابة عن عبثية الحياة وهي مسألة مغايرة للتصوف، أما الكتابات التي يمكن وصفها بالتصوف، فأغلبها – رواية أو شعرًا- تفتقد للروح، التصوف تجربة روحية، إن لم تخض التجربة فلن تلمس تلك الروح ولن يكون لكتابتك روح، والتصوف هو روح الكتابة المصرية المبدعة، أعظم روائي مصري وعربي هو نجيب محفوظ، لا تخلو رواية عنده من روح صوفية ذائبة، تلك هي روح مصر، روح الدلتا والوادي الفسيح بما يمثله من تصوف حقيقي وليس ادعاءً، وأجد كُتّابًا لا شغل لهم إلا السرقة من كتابات المتصوفة دون أن يخوضوا تجربتهم، هؤلاء لا فرق بينهم وبين من جاءوا لنا من صحراء فقيرة الخيال وغذّوا المجتمع بعدوى الوهابية، انتحال التصوف يقوي دعاوي السلفية الوهابية، لأنه ادعاء مزيف العودة لروح مصر الحقيقية تلزم روح التصوف الحقيقية وليس مجرد ادعاء كالذي نراه في كتابات كثيرة.
كيف ترى مجموعات القراءة على الفيسبوك؟
أولا: يشغلني حصر كثير من الشباب القراءة في الروايات، ورغم أني أحترف الرواية، لكن الصدق أقوله للشباب: الثقافة أكبر من الرواية، والرواية أكبر من مجموعة أسماء تضمها شلة أو شلتان، ثانيًا: أغلب مجموعات القراءة تكتفي بالرواية، ولا دهشة في ذلك لو علمت أن كثيرًا منها مدعومة ماديًا من دور نشر محددة، دار أو اثنتين، ثالثًا: مجموعات القراءة مثل مجموعات الكتابة، الشللية التي أصبحت ورمًا في جسد الثقافة المصرية، اكتبْ عني لأكتب عنك، كل من هو خارج الشلة لا تلتفت إليه سنذهب بـ (ربطة المعلم) لندواتنا ونحتفل بها ونحاول إخفاء أي كاتب غيرنا.
ماذا يحتاج الكاتب سواء الناقد أو الروائي أو الشاعر -الكاتب عمومًا- ليستمر عطاؤه الإبداعي؟
للأسف يحتاج رعاية ولابد من مصدر دخل خارجي، مثل دعوة لندوة ومشاركة في فعالية، وكتابة بأجر ثابت ـ يا رجل ـ بعض من يتصدرون المشهد الثقافي في مصر، يتسولون علانية ويمدحون القبيح لمجرد أن ذلك القبيح يمثل رعاية مالية محتملة. والحق، إني لأعذرهم في ظل الحالة المادية الخانقة. وأحمد الله أني في سعة من العيش حفظت لقلمي شيئًا من الكرامة، وكثيرا ما أسأل نفسي: لو كنت مكان هؤلاء الباحثين عن أي فلوس هل كنت سأفعل مثلهم؟ الإجابة بكل صدق: لا أعرف، وأتمنى ألا أضطر لتجربة لا تليق بي.
حدثنا عن أعمالك الإبداعية الحديثة تحت النشر
قريبًا أدفع لدار النشر كتابي عن (نهج البلاغة المنسوب للإمام علي) وأتمنى أن أنتهي من مسودة روايتي الجديدة خلال شهور قليلة، وهي كتابة جديدة تمامًا بالنسبة لكل ما سبق من رواياتي، ربما ألتقي فيها بشخصية سكنت وجدان الأدب العالمي ولا يزال اختفاؤها المقصود غامضًا، لكن الكتابة عنها صعبة وتحتاج لأسلوب مغاير لما اعتدت الكتابة به، تحتاج قراءات كثيرة ولقاءات كثيرة، أيضًا عندي مسوّدة لكتاب نقدي بعيدًا عن اللغة الأكاديمية، أحاول قراءة نصوص محددة بشكل سهل، فأنا أؤمن أن النقد المبدع هو الذي يفتح بابًا لمن يقفون أمام بيت كتاب ويتصورون أنهم يعرفون البيت وسُكّانَه، النقد الذي يدعوك للجلوس في شرفة شاعر أو روائي وليس مجرد الانتظار تحت نافذته، وأنتظر طبعة جديدة من "آيات عاشق" الصادرة عن دار العين، وستصدر في طبعة جديدة في دار العين بعد انتهاء العقد مع دار النشر الصادرة عنها وإتمامها ثلاث طبعات، وما يميز طبعات دار العين مميزة ومريحة لعين القارئ، لا تتوقف أمام تكاليف النشر، بل تعمل بشكل يرضي القارئ ويحترمه، واسمح لي أن أوجه نصيحة لشباب المؤلفين، أي ناشر يطلب منك أموالًا نظير الطباعة هو ناشر غير جاد، ولن يكون لعملك مستقبل.
وما يشغل تفكيرك حاليا؟
الموضوعات كثيرة، وما أفكر فيه أكتبه على صفحتي بالفيسبوك، ولا شيء يشغلني كمصري سوى حال مصر ومستقبلها، أجد همومًا لدى كل كاتب مبدع تحتم عليه مصارحة الناس وبث الأمل في الشباب، أمل يمكن تلخيصه: أن مصر عانت من أمراض عبر التاريخ حتى ظن من لا يعرفها أنها ماتت، ثم انتفضت وعادت لموقعها ومكانتها، مصر ليست النيل ولا أي مصدر من مصادر القوة التي نتغنى بها، مصر الحقيقية هي الناس، هي الشعب، هي هذا النسل الذي يتكاثر ولا يفقد روحه الإبداعية، مصر أكبر دولة في المنطقة عددًا وروحًا وقوة كامنة، دوري ودروك ودور كل عاشق لمصر أن يثبت للجميع أنها لا تعرف الموت -على رأي أمل دنقل- فمصر لا تبدأ من مصر القريبة، في "حكاية فخراني" قدمتَ نصًّا يمكن تصنيفه بالكتابة الصوفية، وفي "آيات عاشق" انتقلت لمنطقة أخرى مختلفة بالتمام والكمال.
وأكبر ما يشغلني وما يُهمني هو حال الناس، الغلابة والفقراء الذين يزداد عددهم كل يوم، هذه الحالة الاقتصادية الصعبة، تجعل كل مثقف في حرج عند الكتابة عن أمور لا تمس حياة الناس لدرجة أني في كثير من الأحيان أجد الكتابة البعيدة عن مواجع الناس نوعًا من النفاق والهروب.