"ظروف المعيشة صعبة والحصول على فرصة عمل مناسبة أصعب" تلك الكلمات أصبحت حجة لمن يرغب فى سلوك طريق الإجرام والاتجار فى المواد المخدرة، لتحقيق ثروات وجني المال بسرعة دون تعب أو عناء، لكن لا أحد يفكر فى العواقب التى تترتب على ذلك من مطاردة وقتل أو سجن فى النهاية.
هذا ما فعله "م.أ" العامل الثلاثيني، فقد سيطر الشيطان على تفكيره ودفعه للتفكير فى سلوك طريق الإجرام والاتجار بالمخدرات ليس هذا فقط بل عرض على صديقه "خ. ي" العمل معه وكونوا تشكيلا عصابيا تخصص فى مجال جلب وبيع المخدرات حتى انتهى بهم الحال خلف قضبان السجن.
تفاصيل كثيرة حول الواقعة كشفتها التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة بجنوب الجيزة، والتى بدأت بتلقي ضباط مباحث قسم شرطة الهرم، إخطار من إحدى القوات الأمنية المكلفة بتفقد الحال الأمنية بالمنطقة، يشيرون إلى أنه أثناء ممارستهم عملهم وفحص رخص القيادة وتفقد المشتبه بهم لاحظوا قدوم سيارة بداخلها فردين يظهر عليهم علامات الارتباك.
فطلب الضباط فحص رخص القيادة الخاصة بالسيارة وتفتيشها، وأثناء ذلك عثروا داخل السيارة على كمية من المواد المخدرة وتم التحفظ عليها والقبض على من داخل السيارة وهم " م. أ"، عامل فى العقد الرابع من العمر وآخر" خ. س" صديق له وبحوزتهم كمية من المواد المخدرة كانت داخل سيارة مملوكة للمتهم الأول.
قام عاطل ويدعى "م.ص" وصديقه "خ. ف" موظف بإحدى الشركات الخاصة، بتكوين تشكيل عصابى والاتجار فى المواد المخدرة متخذين من دائرة القسم مسرحا لمزاولة نشاط.
على الفور تم عمل التحريات اللازمة التى ثبت من خلالها صحة المعلومات الواردة، وبناء على ذلك تم إعداد كمين للمتهمين وتمكنت قوة أمنية من القبض عليهم حال استقلالهم سيارة ملاكى وبتفتيشها تم العثور بداخلها على ١٥ لفافة بلاستيك تحتوى على كمية من مخدر الهيروين، وتبين أنهم كانوا فى طريقهم لتسليمها لأحد العملاء.
بسؤالهم حول المضبوطات التى تم العثور عليها معهم وطبيعة عملهم، أكد المتهم الأول أنه سلك طريق المخدرات منذ ما يقرب من عامين بعدما فشل فى ايجاد عمل مناسب.
وفى بداية الأمر كان يتاجر فى الحشيش لأنه سهل الحصول عليه وفئة كبيرة تقوم بشرائه لكونه رخيصا، ومع مرور الوقت قرر أن يوسع عمله فبدأ فى جلب مخدر الهيروين بكميات صغيرة "حسب الطلب" حتى لاحظ أن الأرباح التى يحصل عليها من بيعه للهيروين أكثر فقرر الاتجار به حتى أصبح ميسور الحال.
وفيما يخص المتهم الثانى أكد المتهم الأول "أنه تجمعه علاقة صداقة معه منذ ما يقرب من ٥ أعوام، وأنه كان على علم بنشاطه منذ البداية، وقد طلبه منه أن يعمل معه ولكن المتهم الثانى رفض.
ومع مرور الوقت استغل المتهم الأول حاجة صديقه للمال وطلب منه العمل معه حتى يتمكن من جنى المال وتوفير نفقات أسرته ومع إلحاح المتهم الأول وافق الموظف على العمل معه، وبالفعل بدأوا فى جلب الهيروين وبيعه للعملاء.
ولاحظ المتهم الثانى أن المال يزداد معه الأمر الذى دفعه للتحدث مع المتهم الاول وطلب منه زيادة الكمية التى يقومون بتوزيعها لتحقيق ربح كبير، واستمر نشاطهم هكذا لعدة أشهر.
وأكمل المتهم حديثه قائلا: "بالفعل احضرنا كمية من مخدر الهيروين وقررنا أن نذهب نحن بها ونقوم بتوزيعها بأنفسنا، وبالفعل يوم الواقعة وضعنا المخدر فى السيارة التى يمتلكها المتهم الأول وذهبنا لأحد العملاء لبيعها ولكن خلال سيرنا فى الطريق فؤجئنا بوجود كمين حاولنا الفرار منه لكن دون جدوى فقد وجدنا أنفسنا محاصرين وتم القبض علينا، وفور انتهاء للمتهمين من اعترافاتهم أصدرت النيابة قرارا بحبسهم وارسال المواد المخدرة المعمل الكيميائى لفحصها وإعداد تقرير بها.
فور ورود تقرير المعمل الكيماوى والذى أكد أن المضبوطات التى تم تحريزها مع المتهمين هي عدد ١٥ لفافة بلاستيكية تحوى كل منها مسحوق وقطع متحجرة لمادة بيج اللون مخدر الهيروين المدرج بالجدول الأول من جداول المخدرات، وغير المصرح بتداوله، وكذلك تحريات الأجهزة الأمنية التى ثبت من خلالها ممارسة المتهمين لنشاطهم منذ فترة.
أصدرت النيابة قرارا بإحالة الواقعة لمحكمة الجنايات وفور تداول القضية لعدة جلسات، قضت محكمة جنايات الجيزة، بمعاقبة المتهمين بالسجن ٢٥ عاما وغرامة ٢٠٠ ألف جنيه لكل منهم بعد توجيه لهم تهمة الاتجار فى مخدر الهيروين.