نشرت الشركة المنتجة لفيلم "بيت الروبي" المعروض حاليًا في دور العرض السينمائي، للنجم كريم عبد العزيز عن تصدر الفيلم لقائمة الأعلى إيرادات فى تاريخ السينما المصرية، برقم يبلغ ١٢١ مليونًا و٥١٠ آلاف، والفيلم الذى يحتل المركز الثانى هو "كيرة والجن" بإيرادات بلغت ١١٩ مليونا و ٧٨٣ ألفا، والمركز الثالث لفيلم "الفيل الأزرق ٢" بإيرادات بلغت ١٠٣ ملايين و ٦٢١ ألفا.
كريم عبد العزيز ومحمد هنيدي "وجهان لعملة السينما"
واللافت للنظر أن الفنان كريم عبد العزيز هو بطل الأعمال الثلاثة، فى رحلة صعود فني كبير لفنان بدأ رحلته الفنية مع مطلع الألفينات، بالتزامن مع هبوط فني وهجوم ونقد واستياء من الجمهور والنقاد، لبطل المرحلة والمشارك فى ضربة البداية الفنية لكل هذا الجيل بفيلم "إسماعيلية رايح جاى" وهو الفنان محمد هنيدى، بعد فيلمه الأخير "مرعى البريمو" والذى يشارك فى الموسم السينمائى الحالي، والذي أثار حالة من الهجوم على بطل العمل الفنان محمد هنيدي.
وفي التقرير التالي نرصد لكم أسباب التباين بين رحلة الصعود والهبوط بين نجمين من جيل الألفينات.
الجمود الفني لهنيدي والتنوع الفني لكريم
بدأ الفنان محمد هنيدى بخطوات بسيطة فنية لمشوار كبير له تقدير واحترام فى كل مرحلة منه، إلى أن قدم البطولة المطلقة فى فيلم "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" وهو ما أحدث زلزالاً فنياً حينها، وأكد ميلاد عملاق الكوميديا الجديد محمد هنيدى، للدرجة التى جعلت البعض يقارنه بالزعيم عادل إمام، وانتظر الجميع رحلة فنية كبيرة مليئة بنجاحات فنية كبيرة.
إلا أن هنيدي سار بنفس الوتيرة الفنية، وكرر نفس الأداء فى معظم أعماله، بل ووصل الأمر إلى حالة من التوقع أصابت الجمهور لكل ما هو قادم من هنيدي، بسبب الجمود داخل قالب فنى واحد، لنفس الأداء حتى طريقة الانفعالات الصوتية والحركات والإفيهات، لا جديد يذكر ولا شيء يضاف، خاصة فى أفلام هنيدى خلال السنوات الأخيرة "يوم ملوش لازمة"، "عنترة إبن إبن إبن شداد"، "الإنس والنمس"، "نبيل الجميل أخصائي تجميل"، حتى ظهر هنيدى لجمهوره باعتراف ضمنى عما سبق من تراجع، مع وعود أنه حان وقت التغيير وانتظروا هنيدى كما السابق، ليرتفع طموح المشاهد الذى أصابه الخذلان الفنى فى بطل أحببناه كثيراً.
تنوع كريم عبد العزيز
فى المقابل؛ بدأ كريم مشواره بأفلام كوميدية، "حرامية في كي جي تو"، "حرامية فى تايلاند"، "عبود على الحدود"، "الباشا تلميذ"، ولكن قرر كريم ألا يصنف كممثل كوميدي رغم نجاح أفلامه فى هذا اللون، وتمرد على فكرة التكرار والتشابه، واختار الطريق الأصعب.
فليس من السهل أن تدخل مغامرة تغيير اللون الفنى خاصةً إن كنت نجحت فى ذلك، ليقدم أفلاما مهمة ومختلفة مثل "واحد من الناس"، "خارج على القانون"، "أبناء العم"، ويبدع ويتجلى ويظهر للجمهور بأعمال فنية متنوعة تباعد بينهم وبين الجمود والملل، وتخلق فضولا جديدا مع نجمهم المفضل، حتى غرد خارج السرب الفنى بأفلام من طبيعة الفيل الأزرق بالجزئين وكيرة والجن، ليؤكد التنوع الفني والنضج الذي حقق من خلاله معادلة فنية مختلفة عن أبناء جيله.
هنيدي والبطولة المطلقة
فى أغلب أعماله الفنية تجد هنيدى يسير بطريقة بطل العمل المطلق، والبطل الأوحد للعمل والذى يظهر فى كل مشاهد الفيلم تقريباً، ويقدم أيضاً فنانين تشاركه البطولة ولكن في أدوار ثانوية معظم الوقت.
ويظل هنيدى المطلق فى أفلامه، وبطولة نسائية وبعض الأدوار الثانوية، إلا بعض الأفلام القليلة التى خرج عن تلك المعادلة الفنية، وكانت تشمل مشاركة فنية بشكل فعلى، لدرجة أنه فى بعض الأفلام كانت أدوار المناصفة فى البطولة مع هنيدي نفسه، كما فعل فى عندليب الدقي وظهر بشخصيتين، وفيلم يا أنا يا خالتي، ظهر بشخصية تيمور والخالة نوسة.
كريم والبطولة الجماعية
منذ البداية الفنية لكريم عبد العزيز وكان يحرص أن يكون العمل الفنى بطولة جماعية، تجد فى فيلم "أبو علي" كل منهم يسير فى طريق التناغم الفني بين طلعت زكريا، منى زكي، خالد الصاوي، كريم عبدالعزيز، وترى فى فيلم "واحد من الناس" العملاق أحمد راتب فى دور المحامى الفاسد، والقدير عزت أبو عوف فى شخصية الرجل الفاسد كمال أبوالعزم، والأب قليل الحيلة محمود الجندى، والصحفية الباحثة عن الحقيقة بسمة، والزوجة محور الأحداث منة شلبى رغم انتهاء دورها فى بدايات الفيلم.
إلا أن حالة التناغم بين الأبطال جعلت كل مشهد لأى منهم بطولة، وتجد أيضاً الفيل الأزرق بالجزئين وكوكبة من النجوم فى كل جزء، وفيلم "كيرة والجن" والثنائية الفنية بينه وبين النجم أحمد عز، ليختتم باحتضان جيل تالى وهو كريم محمود عبد العزيز، ليقدم الفنان كريم عبدالعزيز درسا فنيا فى ثقة بطل العمل بنفسه وسط كوكبة النجوم، وأنهم يقدمون قيمة مضافة للعمل وليس العكس.
الأعمال الوطنية والتاريخية "كريم ينتصر"
تميز الفنان كريم عبدالعزيز بالأعمال الوطنية ومشاركته في أعمال وطنية مهمة كتبت فى التاريخ الفنى المصرى، وتعد الأبرز للأعمال الوطنية مثل المشاركة فى مسلسل "الاختيار" بالجزئين الثاني والثالث، والأعمال المخابراتية بمسلسل "الزيبق"، والأعمال التاريخية مثل فيلم "كيرة والجن" عن حقبة زمنية مهمة فى تاريخ الوطن.
ويستعد أيضاً بمسلسل "الحشاشين" من طبيعة الأعمال التى تؤرخ لطائفة من القرن الخامس الهجري، ومؤسسها حسن الصباح الذي يجسده النجم كريم عبدالعزيز، وكل تلك المشاركات الفنية تضيف للفنان، وتجعله عنصر جذب مختلف لجمهوره وجذب جماهير جديدة له.