شهدت قرية أنفسط التابعة لمركز الواسطى بمحافظة بني سويف واقعة مؤلمة في بدايتها ولكن سعيدة بنهايتها، حيث فوجئت والدة طفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام بابتلاعه لجسم صلب (بلية) اثناء لهوه، ولم يتمكن الطفل من لفظها خارج فمه وانزلقت لتستقر بمجرى التنفس لتعوق وصول الأكسجين للطفل بشكل يهدد حياته، وهرعت والدة الطفل تستغيث بصيدلية قريبة منها فعجز الصيدلي المتواجد بها عن مساعدتها، وفي مسعاها لإنقاذ طفلها كانت أعراض الاختناق تتزايد وبدأت أنفاس الطفل تهدأ، وبدأ لونه يميل للزرقة، فاسرعت صوب نقطة إسعاف قرية أنفسط تستغيث بهم.
جاءت إستجابة المسعف محمد صلاح لاستغاثة الأم فورية، حيث ناشدته الأم بسرعة نقل طفلها الي المستشفى التي تبعد عدة كيلومترات وهي لا تدرك أن تلك الرحلة في أفضل الظروف قد تستغرق ما يقارب 20 دقيقة وهي دقائق ثمينة لا يملكها ذلك الوجه البرئ الذي ينازع للبقاء على قيد الحياة، هدوء المسعف وطمأنته لوالدة الطفل التي كانت تذرف الدموع خوفًا على فلذة كبدها وقرة عينها، قابلها مشهد حافل بالعواطف بين الرجاء، البكاء،الدعاء، القلق والخوف من المجهول.
التقط المسعف محمد صلاح الطفل من بين يدي والدته برفق ليضعه على يديه بشكل طولي وبزاوية ميل ٤٥ درجة وتبع ذلك بضربات متوالية بزاوية ميل محددة، لتندفع البلية من فم الطفل الذي علا صوته بشهقة تفيد بانفتاح مجرى الهواء، شهقة جففت دموع الأم وأعادت الحياة لجسدين في آن واحد للأم وطفلها.
لم يكتفي المسعف بما تم بل أصر على جلوس الطفل بصحبته لعدة دقائق اطمأن فيها أن الطفل بصحة جيدة وفي وعيه ولا يعاني من أي تبعات صحية جراء تلك التجربة الصعبة، انسابت كلمات الشكر والثناء من الأم التي أصرت على مكافأة المسعف ولكنه أبى وأكد لها أنه أدى دوره ورسالته التي يؤمن بها.
وعقب الدكتور عمرو رشيد رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية على تلك الواقعة بأن ما أنجزه المسعف محمد صلاح هو أمر يسير في ظاهرة عظيم في جوهرة وقد غلبت أخلاقه مهنيته وحرفيته التي قادته لإنقاذ الطفل، ووجه بتكريم المسعف ومكافأته.