صدر حديثًا عن دار "ميزر" رواية "لحظاتٌ تُحدث فارقاً" للكاتب الروائي عباس الزهيري، والتي تتجلى أهميتها في الغوص عميقاً بكل ما يتعلق بحياة اللجوء والهجرة المثيرة والقاسية والاضطرار إلى مغادرة الجذور الأولى.
فبطل الرواية "شلش" الذي يصبح لاجئًا بشكلٍ فعلي، يشعر، حاله كحال الكثيرين من الذين تشتتوا في المنافي، بشعور مبهم ومتناقض. فمن ناحية يبدو مسرورًا كثيرًا كونه سيستقر أخيرًا بعد أن توضح له خط سير حياته الجديدة، ولكونه سيقوم بِلَمّ شمل عائلته قريبًا، ومن ناحية أخرى فهو يشعر بأن جزءًا غير قليل منه قد ضاع أو يكون فقده إلى الأبد، فيتألم ويأسى لحاله.
ورغم أن الرواية تصف الحالة المزرية لحياة اللاجئ إلا أن فيها الكثير من عناصر المتعة والتشويق التي تجذب القارئ لمعرفة تفاصيل أحداثها، وتزيد من رغبته في الوصول إلى نهايتها.
ومن سيقرأ سطور الزهيري، سيعيش أجواء روايته، ومـا يكتنفها من رهبـةٍ وقلـقٍ وتوجسٍّ وخوفٍ، وقد تنتابه لحظاتُ رعب وفـزع من جراء ما يصطدم به بعض أبطال الرواية!
تمتد الرواية على مدى 200 صفحة من القطع المتوسط، والغلاف من تصميم الفنان ستار نعمة.