أكد القمص يوحنا نصيف أن تقبل الإنسان للمعجزة او رفضه لا يؤثر على علاقته بالمسيح، جاء ذلك ضمن مقال نشر له عبر صفتحه الرسمية معلقاً من خلاله على الأحداث الجارية علي مواقع التواصل الاجتماعي حول معجزات السيدة العذراء.
نص المقال:
جاءني هذا السؤال الهام، ويسعدني أن أناقشه معكم.. هل كل ما نراه أو نسمعه من معجزات يجب أن نصدِّقه، أم أنّه يمكن للشيطان أن يفعل معجزات؟
الحقيقة أنّه ليس كلّ ما نسمعه من معجزات، نحن ملتزَمون بأن نصدِّقه.. فالمعجزات موجودة في حياتنا كلّ يوم، ونحن نؤمن أن الله لا يتركنا أبدًا، وهو يرعانا ويحفظنا ويدبِّر حياتنا.. لكن ما نسمعه من معجزات يمكننا أن نقبله ببساطة أو لا نقبله، وهذا لا يؤثِّر على إيماننا بالله أبدًا..!
لا يصحّ أن نعلِّق إيماننا على بعض المعجزات.. فإيماننا يُبنى على كلام الله الحيّ، ووعوده الصادقة، وتسليم الحياة بالكامل له، وحمل الصليب والسير معه في الطريق الضيِّق، واختبار حضوره في الصلاة وقراءة الكلمة الإلهيّة والأسرار..
الله لا يُدير العالم بالمعجزات بل بقوانين طبيعيّة ثابتة، وتأتي المُعجزات كاستثناءات.. فلا يجب أن نطلب المعجزات باستمرار، أو نعتبرها قاعدة أساسيّة في الحياة.
القديسون يؤكِّدون لنا باستمرار أنهم أعضاء أحياء معنا في جسد المسيح، ويُفرِّحون قلوبنا من آن لآخَر بمساعدتنا في بعض المواقف بشكل واضح.. ولكنهم يهتمُّون بالأكثر بتوبتنا وجدِّيتنا في الحياة الروحيّة..
لقد علّمنا ربنا يسوع ألاّ نطلب سوى ملكوت الله وبرّه، وباقي الأمور تُزاد لنا.. أي أنّنا لا ينبغي أن نطلب معجزات ماديّة، بل نطلب فقط خلاص نفوسنا.. نطلب نعمة المحبّة لتملأ قلوبنا.. نعمة الوداعة.. نعمة الطهارة.. نعمة التواضع.. نعمة الحكمة... نطلب أن يملك الله على حياتنا ويملأنا ببرّه..!
أحيانًا يكون هناك بعض المبالغات وعدم الدِّقة في نقل الأخبار من البعض، وهذا شيء منتشر في مجتمعاتنا.. وقد يكون سرد الأحداث مخلوطًا بالانطباعات والرؤى الشخصيِّة.. وقد تكون الأحداث طبيعيَّة تمامًا والبعض يعتبرها معجزة كبيرة، للتباهي بها، وهذا بالطبع أمرٌ مُضِرٌّ روحيًّا..!
مع ظهور وانتشار الميديا الحديثة، صارت هناك فرصة أكبر لنشر المعجزات الحقيقيّة.. كما أصبح هناك أيضًا فرصة أكبر لتلفيق أخبار عن معجزات غير حقيقيّة، من أجل لفت النظر وكسب جماهير من المعجبين أو ربح بعض الأموال.. وفي هذا تشويه لمسيحيّتنا بكلّ أسف..
بالطبع الشيطان يستطيع أن يعمل معجزات في حدود معيّنة، ويمكن بواسطتها تشتيت هدف واهتمامات البعض عن خلاص نفوسهم، أو تضليل البعض عن الإيمان المستقيم.. وقد جاء في سِفر الرؤيا (ص13) أن هناك معجزات مُبهِرة ستتمّ بقوِّة الشيطان منها إنزال نار من السماء.. وهنا نجد خطورة كبيرة على الذين يعلِّقون إيمانهم على المُعجزات وليس على العِشرة الحيّة مع المسيح، فهؤلاء يمكن تضليلهم بسهولة..!