يستمر الذهب في محاولاته للابتعاد عن مناطق المستوى 1900 دولار للأونصة، ولكن البيانات الاقتصادية الأمريكية تمنعه من ذلك وتزيد من الضغط السلبي، بينما تنتظر الأسواق اليوم صدور محضر اجتماع البنك الفيدرالي لمحاولة توقع نهج أسعار الفائدة الأمريكية خلال اجتماعه البنك القادم.
ارتفعت أسعار الذهب الفورية اليوم الأربعاء بما لا يتجاوز 0.2% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 1906 دولارات للأونصة، وذلك بعد أن انخفضت أسعار الذهب يوم أمس إلى أدنى مستوى 7 أسابيع عند 1896 دولارا للأونصة.
ضعف الذهب وعدم قدرته على التعافي يأتي في ظل تزايد التوقعات باستمرار سياسة التشديد النقدي من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي في ظل استمرار التضخم المرتفع، بالإضافة إلى تزايد الضغط السلبي نتيجة ارتفاع مستويات الدولار وتسجيل عوائد السندات الحكومية مستويات قياسية.
يوم أمس صدر عن الاقتصاد الأمريكي بيانات مبيعات التجزئة عن شهر يوليو لتشهد ارتفاعا بنسبة 0.7% بأعلى من القراءة السابقة 0.3% والتوقعات 0.4%، كما ارتفع المؤشر الجوهري الذي يستثنى عوامل التذبذب بنسبة 1% من القراءة السابقة 0.2%.
بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي تعد مقياس للإنفاق الاستهلاكي أظهرت مرونة كبيرة في الاقتصاد الأمريكي على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة لأعلى مستوياتها منذ أكثر من 20 عام، وهو ما يظهر قوة الاقتصاد الأمريكي وإمكانية تحمله المزيد من التشديد النقدي لمواجهة التضخم دون السقوط في خطر الركود الاقتصادي، وفق تحليل جولد بيليون
استقبلت أسعار الذهب بيانات مبيعات التجزئة بشكل سلبي دفعها إلى كسر مستوى الدعم الرئيسي عند 1900 دولار للأونصة، ولكن سرعان ما عادت الأسعار إلى التداول فوق المستوى مجدداً بعد بيانات أداء القطاع الصناعي في نيويورك.
مؤشر امباير ستيت الصناعي لنيويورك عن شهر أغسطس أظهر انخفاض حاد ومفاجئ بقيمة 19 نقطة مقارنة مع القراءة السابقة المرتفعة بقيمة 1.1% وكانت التوقعات تشير إلى انخفاض بقيمة 0.9%. لتعد هذه أول قراءة سلبية للمؤشر منذ شهر مايو الماضي.
بالرغم من عدم التأثير الكبير لقراءة المؤشر على السوق، إلا أنه ساعد الذهب على التداول أعلى مستوى الدعم الرئيسي وتسبب في تقليص مكاسب الدولار الأمريكي يوم أمس.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفع يوم أمس بنسبة 0.2%، بينما يشهد انخفاض منذ بداية تداولات اليوم بنسبة 0.3%، يأتي هذا في ظل التصحيح السلبي في مستويات الدولار قبل صدور محضر اجتماع البنك الفيدرالي في وقت لاحق من جلسة اليوم.
بالإضافة إلى البيانات الأمريكية نجد أن الداعم الأكبر لمستويات الدولار حتى الآن هو عوائد السندات الحكومية الأمريكية، فقد ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات ليسجل أعلى مستوى منذ أكتوبر 2022 عند 4.274% في طريقه إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع الخامس على التوالي.
ارتفاع عوائد السندات الأمريكية إلى جانب قوة البيانات التي تدل على مرونة الاقتصاد وتقبله لمزيد من التشديد النقدي في سياسة البنك الفيدرالي، تدفع الذهب إلى الضعف بشكل كبير وتجبر المستثمرين على التخلي عن الذهب لصالح السندات والدولار لأن المعدن النفيس أصل لا يقدم عائد لحائزيه.
أسعار الذهب في مصر
سيطر التراجع على أسعار الذهب في مصر خلال جلسة الأمس وبداية جلسة اليوم الأربعاء وذلك في ظل استمرار بحث أسواق الذهب المحلي عن السعر المناسب والعادل في الأسواق بعد طفرة الأسعار التي شاهدناها منذ نهاية الأسبوع الماضي.
افتتح سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 2250 جنيها للجرام قبل أن يبدأ في التراجع ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2240 جنيها للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17920 جنيها.
جلسة الأمس شهدت تذبذب في تحركات الذهب بين صعود وهبوط، فقد افتتحت الجلسة عند المستوى 2265 جنيها للجرام ليظل أعلى سعر خلال الجلسة ليستمر الهبوط طوال فترات اليوم وصولا إلى أدنى مستوى عند 2215 جنيها للجرام قبل أن يعود السعر للتعافي مجدداً ويغلق عند المستوى 2245 جنيها للجرام بأقل بمقدار 20 جنيها عن سعر الافتتاح، وفق جولد بيليون
استمرار تراجع الذهب يأتي في ظل بحث الأسواق عن السعر العادل للذهب خاصة في ظل استمرار تراجع الأسعار العالمية لأونصة الذهب، والتي تتداول حول المستوى 1900 دولار للأونصة.
الارتفاع الكبير الذهب شهدته أسعار الذهب مطلع هذا الأسبوع وتسجيل أعلى مستوى عند 2410 جنيها للجرام بسبب عمليات شراء كبيرة في السوق وتراجع في المعروض تسببت في رفع الأسعار، ولكن عادت الأسعار بعدها إلى التراجع المستمر بسبب تراجع مرة أخرى في الطلب ولجوء العديد من حائزي الذهب إلى البيع للاستفادة من ارتفاع الأسعار الأمر الذي زاد من المعروض من الذهب مجدداً.
من جهة أخرى تشهد السوق الموازية لسعر صرف الدولار تحركات مؤخراً شهدت ارتفاع سعر صرف الدولار بمقدار 1 جنيه تقريباً الأمر الذي سيؤثر على التسعير النهائي للذهب المحلي، حيث وصل سعر الدولار التحوطي في أسواق الذهب إلى متوسط 41 جنيها للدولار تقريباً.
المعروض من الذهب في السوق المحلي أظهر ضعف عند ارتفاع الطلب فجأة بشكل كبير، وذلك على الرغم من دخول ما يزيد عن 600 كيلو جرام من الذهب من مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية.
شعبة صناعة الذهب والمعادن أشارت إلى أن واردات الذهب باستغلال المبادرة غير كافية لمواجهة الطلب في السوق، خاصة أن الطلب المحلي على الذهب خلال الربع الثاني من العام قد بلغ 17 ألف طن و300 كيلو جرام من المشغولات الذهبية فقط، بالإضافة إلى مشتريات السبائك والعملات الذهبية وفقاً لتقرير مجلس الذهب العالمي، وهو ما يعني ان كمية الذهب الواردة إلى السوق من المبادرة لم تؤثر بشكل كبير.
وفي سياق منفصل يستعد البنك المركزي المصري إطلاق مؤشر لقياس أداء الجنيه المصري يتضمن سلة من العملات الدولية والذهب بوزن نسبي متباين، وذلك بهدف إيجاد سعر صرف واقعي بدلا من الاعتماد على الدولار الأمريكي وحده.
ويرى محافظ البنك المركزي أن ربط الجنيه بالدولار الأمريكي وحده هو أمر خاطئ منذ كون الولايات المتحدة الأمريكية ليست الشريك التجاري الأساسي لمصر.