يعد تمثال «بيتنا» لمايكل أنجلو نقلة نوعية مهمة فى رحلة صنع التماثيل التى تعبر عن العذراء مريم والسيد المسيح، فقد تم صنعه عام 1499، ويوجد فى كاتدرائية القديس بطرس بمدينة الفاتيكان، ويجسد لحظة ما بعد إنزال المسيح من على الصليب.
يكمن اختلاف هذا التمثال عمّا صنعه الفنانون قبل مايكل أنجلو فى أنه يظهر العذراء مريم قوية بالشكل الذى يجعلها تحمل ابنها على قدميها بعد إنزاله من على الصليب، بالإضافة إلى عدم المبالغة فى إظهار الجروح التى أصابت جسد المسيح، وذلك بعكس ما كان يفعله الآخرون، حيث كانوا يظهرون السيدة العذراء بجسد هزيل مقارنة بجسد المسيح، كما كان الآخرون يهتمون أكثر بجروح المسيح.
يعود إلى القرن الرابع عشر.. تمثال العذراء مريم غارق فى إسبانيا
تم العثور على تمثال العذراء مريم كان غارقا فى نهر بمنطقة جاليسيافي إسبانيا، ويعود إلى القرن الرابع عشر، حيث يصل عمره إلى حوالى ٧٠٠ عام، ويحاول الباحثون حل لغز وجوده فى النهر، فيما أكدوا أن التمثال مصنوع من الجرانيت ويزن ٣٣٠ رطلا، «١٤٩.٦٩ كجم»، ويصور مريم العذراء مع الطفل يسوع بين ذراعيها، وهناك ملاكان يحملان عباءة مريم العذراء ويراقبانها.
وأكد الباحثون أنه تم العثور على التمثال صدفة من قبل صياد عندما كان يصطاد فى نهر بإحدى المناطق فى إسبانيا، حيث تم العثور عليه فى جانب من الماء الضحل، وكان التمثال حالته سيئة وتم انتشاله من النهر لإجراء المزيد من الفحص عليه، وإعادة ترميمه بالشكل اللائق.
يوجد بجنوب بلغاريا.. تمثال العذراء تحمل المسيح فى يدها فى منطقة «خاسكوفو»، وهو أكبر تمثال لمريم العذراء، وهى تحمل ابنها الطفل يسوع فى يديها، أقيم التمثال سنة ٢٠٠٣ ليعبر عن حب واحترام أهل المنطقة لمريم العذراء وقام بمراسم افتتاحه المطران «ارسينى».
التمثال من صنع «بيتيو إليكساندروف» و«نيكولا ستويانوف»، وتم نحته من بوليمر الصلب ويبلغ طوله ٣٢.٨ متر، كما يبلغ وزنه ٨٠ طنا.
ويعتبر تمثال العذراء في خاسكوفو تمثالا فريدا من نوعه، حيث يقع على تل موجود قرب مدينة خاسكوفو ويفتتح من التمثال منظر عظيم نحو المدينة.
تمثال «سيدة المنجم» شفيعة جزر الكنارى
يعكس التمثال مدى تبجيل عمال المناجم البوليفيين لعذراء كانديلاريا، شفيعة جزر الكنارى فى إسبانيا.
وتعتبر كنيسة كانديلاريا من أكثر الكنائس التى تحتضن العديد من العجائب، وتم رفعها إلى رتبة كنيسة مكرمة من قبل البابا بنديكتوس السادس عشر.
تم بناء تمثال «سيدة المنجم» فى عام ٢٠٠٩ بهدف إظهار مدى تعظيم العمال البوليفيين لعذراء كانديلاريا، وشارك فى بنائه حوالى ١٠٠ رجل وامرأة، بما فى ذلك العمال والمهنيون والفنانون، ويتألف التمثال من ٩ طوابق ويقع على ارتفاع ٣،٨٤٥ متر فوق سطح البحر.
كان المحليون يحتفلون بعيد «سيدة المنجم» فى كنيستها في أورورو، حيث يسيرون فى موكب مهيب لمسافة تزيد على ٥ كيلومترات، وعند وصولهم إلى الكنيسة، يمرون أمام التمثال وهم راكعون على ركبهم. يطلب العمال من «سيدة المنجم» الحماية ويشكرونها على عدم نقص الثروات المعدنية.
عذراء الناصرة.. أكبر تمثال للسيدة مريم فى الشرق الأوسط
يعد تمثال السيدة العذراء بالناصرة هو أكبر تمثال للسيدة العذراء فى منطقة الشرق الأوسط، ويطلق عليه «سيدة الوادى»، حيث يقع هذا التمثال على قمة جبل السايح بقرية الناصرة فى منطقة وادى النصارى التابع لمحافظة حمص وسط سوريا.
تم تدشين التمثال بتاريخ ١٦ أغسطس عام ٢٠٠٩، ويبلغ ارتفاع التمثال ٣٠ مترا فيما ترتفع القمة التى انتصب عليها التمثال حوالى ٩٨٠ مترا عن سطح البحر «جبل السائح» ويقع التمثال بالقرب من مقام القديس السايح وكنيسة سيدة الوادى.
وتم تدشين وإنارة التمثال الأكبر فى الشرق الأوسط بحضور كبار المسئولين من محافظة حمص وبحضور نخبة من رجال الدين المسيحى، حيث قامت بتصميم التمثال شركة إيطالية متخصصة ونفذته شركة كورية بالاشتراك مع مهندسين ومختصين سوريين، واستغرق إنجاز المشروع ٧٠ يومًا ويقع التمثال على مساحة ٤ آلاف كيلومتر وينتصب فوق مبنى من ثلاثة طبقات، خصص الدور الأول متحف لبيع الأيقونات والهدايا والتذكارات والدور الثانى صالة وقاعة لكبار الزوار والضيوف.
يقترب من ١٠٠ متر.. الفلبين تمتلك أعلى تمثال العذراء مريم فى العالم
يرتفع أعلى تمثال للعذراء مريم فى العالم في مونتيماريا «جبل مريم» على الطرف الجنوبى من خليج مدينة باتانجاس فى الفلبين، ويبلغ ارتفاعه ٩٨.١٥ متر.
تمثال مريم العذراء، برج السلام وأم آسيا هو مركز حج في مونتيماري االذى يجذب المؤمنين والسياح على حد سواء.
يقول متعهدو التمثال إنه يبلغ نفس ارتفاع تمثال بطرس الكبير فى روسيا وهو ثامن أطول تمثال فى العالم، وأطول من تماثيل شهيرة أخرى فى العالم مثل تمثال الحرية فى نيويورك «٩٣ مترا» وبوذا فى تايلاند «٩٢ مترا».
من المقرر أن يتجاوز تمثال العذراء مريم الفلبينى أطول تمثال فى العالم الحالى، نصب سيدة السلام فى فنزويلا، الذى اكتمل فى عام ٢٠١٦.
ويعبر تمثال مريم العذراء برج السلام وأم كل آسيا عن الوحدة والسلام بين شعوب وبلدان هذا الجزء من العالم، حيث بدأ تطوير وبناء برج السلام وأم كل آسيا للجميع فى آسيا فى عام ٢٠١٤، وتم الانتهاء منه بالكامل فى عام ٢٠٢١، تزامنا مع حلول ذكرى مرور ٥٠٠ عام على وصول المسيحية إلى الفلبين.
تمثال العذراء بدرنكة ضمن خطة تطوير مسار العائلة المقدسة
يعد تمثال العذراء بدرنكة بمحافظة أسيوط واحدا من أضخم التماثيل التى أقيمت بالدير، حيث يصل طول المبنى ٢٥ مترا يشمل القاعدة وارتفاع التمثال الذى يبلغ ٩ أمتار، ويعتبر التمثال ضمن خطة تطوير مسار العائلة المقدسة.
قام بنحته التمثال الدكتور جرجس الجاولى، أستاذ النحت الميدانى والفراغى، ورئيس قسم النحت السابق بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، وقام أخوان عراقيان مسلمان هما أنس وصهيب الألوسى بسبك التمثال من البرونز فى أكبر مسبك برونز فى مصر.
تمت سباكة التمثال من خامة البرونز وهو يزن عشرة أطنان ويزيد طوله على ٩ أمتار وعرضه ٤ أمتار ويعلو قاعدة بارتفاع ١٥ مترا، واستغرق نحته ثلاثة أشهر.
وأثار موضوع تمثال السيدة العذراء في درنكة الكثير من التساؤلات، خاصة حول رؤية الكنيسة الأرثوزكسية التاريخية لموضوع التماثيل، وحول تمثال العذراء بدرنكة، صرح أحد الكهنة الأرثوزكس لـ«البوابة نيوز» : «فى العشرين قرنا الماضية، لماذا لم تتبن الكنيسة القبطية التمثال داخلها أو فى محيطها؟ شغلنى هذا السؤال منذ سنوات، وأنا أرى وجه الكنيسة يتغير، والتماثيل تتسلل إلى كل مكان خلافا لهويتنا وتراثنا ومزاجنا القبطى، وفى رأيى الضعيف أن إجابة السؤال تكمن فى رفضا للوثنية التى تركها القبطى عن طيب خاطر، بعدما أنار الإنجيل عقولهم، وتقدس مزاجهم بروح الله، فرفض كل ماهو متعلق أو متشبه بعبادات الماضى، والأقباط فى ذلك كاهل أفسس الذين أحرقوا كتب السحر بعدما قبلوا الخلاص على يد القديس بولس اع ١٩: ١٩، فكان تجنبهم لوضع تمثال فى الكنيسة القبطية بمثابة قطع كل صلة بالماضى العتيق».
وأوضح، أنه على مدار القرون الطويلة كانت الكنيسة تدرك أن مسئوليتها هى إعداد أولادها للحياة الأبدية، لذا رأت فى التمثال المجسم ثلاثى الأبعاد، صورة من زمنية ومحدودية ومادية الأرض، على خلاف الأيقونة بفنها القبطى ذى الخطوط المستقيمة والدوائر الكاملة والوجوه المشرقة والعيون المفتوحة، التى تنقل العقل من حدود الزمن إلى رحابة الروحانية والأبدية، وهكذا رفضت التمثال، وتبنت الأيقونة.
وتابع: «عثرة الذين هم من داخل سواء كان هذا فى العصر القبطى أو فيما بعده فيعثر الإنسان البسيط ويستدرج إلى عبادة وثنية، وعثرة الذين هم من خارج، فينظر إلى المسيحى كعابد وثن، وللكنيسة كخادمة للأصنام، فإذا كان القديس بولس في «كو ١٤» تخوف من أن توصف الكنيسة بالاستهزاء جراء الممارسة غير المنضبطة لموهبة الألسنة، فما بالك لو دخل هؤلاء ووجدوا الكنيسة مفعمة بالتماثيل ألا يصفونا بعبادة الأصنام؟».
واختتم: «فى النهاية فن النحت من الفنون الجميلة التى يظهر فيها عبقرية وإبداع وذوق الإنسان، ورفض وتحريم النحت جمود وعنصرية وانغلاق، وهنا أقول للفنان الكبير الدكتور جرجس الجاولي وكل النحاتين، نحن نحبكم ونقدر فنكم وموهبتكم، انحتوا أبدعوا دعوا الأحجار تتكلم وتنطق بآيات الفن والإبداع، ونحن سنأتى إلى متاحفكم ومعارضكم، وسنستمتع ونغذى أرواحنا بفنكم، وسنشجعكم ونشد على أيديكم إعجابا بفنكم، لكن ارفعوا أيديكم عن كنائسنا، فقد غيرتم وجهها، واستحدثتم ما لم يكن فيها».
فن النحت الكنسى موجود من القرن الخامس عشر
نشأ فن النحت فى عصر النهضة فى مدينة فلورنسا الإيطالية المعروفة باسم «مهد عصر النهضة» فى القرن الخامس عشر الميلادى، وتأثر بشدة بالنحت الكلاسيكى، وكانت فلورنسا من بين أكبر وأغنى المدن فى أوروبا، وكان سكانها الأكثر ثراء والأكثر اهتماما بالفنون وخاصة فن النحت.
ومن أشهر نحاتى عصر النهضة: لورنزو جبرتى. دوناتيلو. ليوناردو دافنشى. مايكل أنجلو بوناروتى. رفائيل. باتشيو باندينيلى. منحوتات من عصر النهضة كانت فترة النهضة بمثابة صحوة ثقافية فى عالم الفن وخاصة النحت والرسم، لذا ليس من المستغرب أنها أنتجت أكثر المنحوتات التاريخية شهرة فى تاريخ العالم، ومن أشهر منحوتات عصر النهضة ما يأتى:
منحوتة كريستو ديلا مينيرفا المعروف أيضا باسم تمثال المسيح الفادى، وهو المسيح الذى يحمل الصليب أو المسيح القائم من بين الأموات، وهو تمثال رخامى لمعلم عصر النهضة الإيطالى مايكل أنجلو، تم الانتهاء منه عام ١٥٢١م، وهو موجود اليوم فى كنيسة سانتا ماريا سوبرا مينيرفا فى روما، على يسار المذبح الرئيسى. منحوتة ديفيد ديفيد هو تحفة فنية من عصر النهضة تم إنشاؤها بين عامى ١٥٠١م و١٥٠٤م، على يد النحات الإيطالى والرسام والمهندس المعمارى والشاعر مايكل أنجلو، ومنحوتة ديفيد هى تمثال لرجل يمثل البطل التوراتي ديفيد، قائم على قاعدة من الرخام.
كاتدرائية القديس بطرس وتمثال بيتنا
«بيتنا» تعتبر واحدة من الأعمال التي لا يمكن نسيانها للفنان مايكل أنجلو فى كاتدرائية القديس بطرس بمدينة الفاتيكان ١٤٩٩، ويجسد العمل تصويرا للسيد المسيح وهو فى حضن أمه مريم العذراء بعيد إنزاله عن الصليب. موضوع العمل كان مشهورا فى فرنسا وشمالى أوروبا ذلك الوقت.
ومن وجهة نظر أخرى للدكتور والمفكر ماهر عزيز، قال الفن يرتقى بالبشر منذ أبدع المصريون القدماء تصويرهم الجدارى وتماثيلهم الرائعة، ونحت الإغريق تماثيلهم المثالية المتقنة، إلى مايكل أنجلو العظيم وتصويره المبهر وتماثيله المذهلة، التى أشهرها تماثيله لموسى وداود والعذراء الحزينة، ووصولا إلى المثال المصرى المبدع مختار، والمبدعين المعاصرين بعده.
وتابع، فى هذا الإطار الفنى والإبداعى الراقى، الذى يسمو بالروح الإنسانية إلى مدارج الجمال الخالص، أبدع الفنان الأستاذ الكتورجرجس الجاولي أستاذ النحت بكلية فنون المنيا، تمثاله الرائع الضخم للسيدة العذراء بتكليف من أسقف أسيوط وتوابعها، الذى خطط لوضع التمثال على قاعدة مرتفعة، فى الاتساع الرحب المرتفع بدرنكة، على غرار ثمثال السيدة العذراء على القمة العالية لجبل حريصة.
وأشار إلى أنه ذاع خبر التمثال فطبق الآفاق، وانقسم المتابعون إلى فريقين متناقضين، أحدهما أدرك الجمال فى الفن بعيدا عن كون موضوع التمثال موضوعا دينيا، وأدرك كذلك المعنى العميق الذى يحمله التمثال الجميل من تكريم وتبجيل لصاحبة التمثال السيدة العذراء مريم، بينما راح الفريق الآخر يستظهر كل آيات الكتاب المقدس، التى تحذر من السجود للأوثان والتبخير لها، كأنما التمثال بالضرورة ينخلع من الفن ويصل إلى الشرك بالله، بل والانصراف عنه إلى السجود للتمثال المبدع فى الفن الخالص.
وأوضح، أن هذا الخلط الخطير فى كل موضوع فنى بين الفن والدين يكشف عن ملايين من الذين يعتقدون فى أنفسهم التدين يزايدون على الدين، ويزايدون على كل المؤمنين بقيمة الفن، الذين يدركون أن معجزة الفن إنما تنحصر على وجه التحديد فى أنه يجعل من المحسوس لغة أصيلة تقوم بمهمة التعبير عن البعد الانسانى فى التقدير والجمال.
وأكد أنه لا يمكن لأى فن يتخذ من الدين مفرادته ، أو من الشخوص الدينية موضوعاته، الادعاء بأنه يجعل منها أصناما يعبدها الناس.. فلا تمثال السيدة العذراء قد صنع ليسجد له الناس، ولا تمثال البابا شنودة قد صنع ليتبرك منه الناس، لكنه الفن الذى يجسد القيم الفنية والجمالية، وعلى أن الذين يتخوفون من أن يصير التمثال وثنا يسجد له الناس من فرط احتياجهم للتبرك من الشخص الذى يجسده التمثال هم محقون فى أحوال ليست بالقليلة.
وأوضح، أن الشعب الساكن فى الظلمة لا يزال ينتظر من ينتشله من الظلمة إلى النور.. وفى ظلمته هذه يدفعه الهوس الدينى والاعتقاد المفرط فى الغيبيات إلى التبرك بالأسمال.. والأضرحة.. والعظام.. وحبات الرمال من أجداث الموتى.
واختتم: «أتطلع لأن يكون الاحتفال بتدشين تمثال السيدة العذراء في درنكة تدشينا مدنيا لا دينيا.. لأجل ترسيخ المعنى الحضارى للفن بعيدا تماما عن الدين.. وحبذا لو لم يظهر فى الاحتفال أى رمز دينى.. حتى نحمى البسطاء الجهال الساكنين الظلمة من الوثنية والشعوذة».