انخفضت أسعار الذهب العالمية اليوم للتداول بالقرب من أدنى مستوى سجلته أمس، وذلك في ظل تعافي الدولار الأمريكي واستفادته من ارتفاع العائد على السندات الحكومية، بينما تتطلع الأسواق اليوم إلى بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي قد تلقي الضوء على تأثير ارتفاع معدلات الفائدة على إنفاق المستهلكين.
وتتداول أسعار الذهب وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1903 دولارات للأونصة منخفضة بنسبة 0.2% وذلك بعد أن انخفضت يوم أمس وسجلت أدنى مستوى منذ شهر ونصف عند 1902 دولارا للأونصة، وبذلك انخفضت أسعار الذهب منذ بداية أغسطس بنسبة 3.2% ليفقد 62 دولارا.
وتتداول أسعار الذهب عند مستوى دعم قوي عند 1900 دولار للأونصة وتظل الضغوط السلبية قائمة على الذهب، ولكن قد يشهد الذهب تصحيح إيجابي في حالة فشله في كسر مستوى الدعم السابق ذكره.
ارتفاع الدولار الأمريكي كان أحد الأسباب الرئيسية وراء دفع الذهب إلى المزيد من الهبوط، فقد ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية منذ بداية شهر أغسطس بنسبة 1.3% حيث سجل أمس أعلى مستوى منذ أكثر من شهرين، وفق جولد بيليون.
الدولار الأمريكي يجتذب العديد من الاستثمارات الحالية في الأسواق المالية وذلك بسبب المخاوف في الأسواق والتي دفعت الدولار إلى لعب دور الملاذ الآمن خاصة أنه يتمتع بدعم من ارتفاع عوائد السندات على حساب مستويات الفائدة المرتفعة.
اليوم أعلنت الصين عن تراجع في مؤشرات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة والاستثمار في الأصول الثابتة، كما فاجأ البنك المركزي الصيني الأسواق بخفض غير متوقع في أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 15 نقطة أساس لتصل إلى 2.50% من 2.65%، ليعد هذا هو الخفض الثاني للفائدة في ثلاثة أشهر.
البيانات الصينية الضعيفة وتحرك البنك المركزي الصيني المفاجئ بخفض أسعار الفائدة زاد من المخاوف في الأسواق المالية بشأن نمو الصين ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وهو ما انعكس على استثمارات الملاذ الآمن حالياً المتمثلة في الدولار الأمريكي والسندات الحكومية الأمريكية.
السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات شهدت ارتفاع قياسي للعائد ليسجل أعلى مستوى منذ شهر نوفمبر من عام 2022 عند المستوى 4.231% ليشهد العائد ارتفاع لخمسة أسابيع متتالية حتى الآن.
ارتفاع عوائد السندات الحكومية يزيد الضغط السلبي على أسعار الذهب بسبب تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب أصل لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات الحكومية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية عند أعلى مستوياتها في 22 عام عند 5.50%.
الذهب فقد دوره كملاذ آمن في الأسواق خلال الأسابيع الأخيرة وذلك بسبب حقيقية استمرار أسعار الفائدة الأمريكية عند أعلى مستوياتها لفترة طويلة من الوقت، سواء قام البنك الفيدرالي برفع الفائدة مجدداً قبل نهاية العام أو إذا اكتفى بمستوياتها الحالية.
بيانات التضخم الأخيرة عن الاقتصاد الأمريكي أظهرت ارتفاع حتى لو طفيف مقارنة مع القراءة السابقة والتوقعات، بالإضافة إلى البيانات المعتدلة عن قطاع العمالة وبيانات النمو، ليشير هذا أن الاقتصاد الأمريكي يشهد نمو قوي ومستقر وهو ما يتسبب في دعم التضخم وبالتالي سيحتاج الفيدرالي إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لأطول فترة ممكنة ليجبر الاقتصاد على التباطؤ والوصول بمعدلات التضخم إلى مستهدف البنك عند 2%.