حفظت القرآن في سن صغير، ورزقها الله بعذوبة الصوت، حتى أنّ شيخها كان دائمًا يردد أنه يشتاق لسماعها تتلو القرآن مرارًا وتكرارًا ولا يمل أبدًا، ولم تكتف بذلك بل إنّها كانت تستعد لختم القرآن ختمة ثانية للحصول على الإجازة في القراءة والإقراء من طريق الشاطبية، إلا أنّ الموت حال دون حصولها على الإجازة، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة غرقًا في أحد المجاري المائية.
خيّمت حالة من الحزن على أهالي قرية سنهور القبلية بمحافظة الفيوم، بعد وفاة الطفلة حافظة القرآن الكريم، خصوصًا أنّ الجميع كان يحبها ويتمنى أن يصبح أولاده مثلها في حفظهم للقرآن، وأخلاقها الدمثة.
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي اللواء ثروت المحلاوي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطارًا من شرطة النجدة، يفيد ورود بلاغ بمصرع الطفلة ملك بكار السيد عبد الجليل أبو زياد، الطالبة بالصف الثاني الإعدادي من قرية الشيخ علاّم بدائرة الوحدة المحلية لسنهور القبلية.
وكشف الشيخ رجب جمعة مُحفّظ القرآن بالقرية، أنّ الطفلة الراحلة كانت حافظة لكتاب الله كاملًا، بل إنّها حفظته بإتقان وبأحكام التجويد، وكانت تتفوق على جميع زملائها في التسميع والتجويد.
وأشار إلى أنّه رغم حداثة سنها، إلا أنّها كانت تستعد لختمة القرآن الكريم معه للحصول على الإجازة في القراءة والإقراء من طريق الشاطبية، مؤكدًا أنّها كانت عذبة الصوت متقنة القراءة، فيحب الجميع أن يسمع تلاوة القرآن منها.
وأضاف أنّ الطفلة الراحلة كانت تحلم بأن تحصل على الإجازة وتصبح مُحفّظة قرآن، وكان هو يأمل أن تبني معه جيلًا قرآنيًا، ولكن قدر الله فوق كل شئ، داعيًا لها أن يكون القرآن شفيعًا لها، وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان.