تُعد مطرانية سيدة الوردية للسريان الكاثوليك بالقاهرة، هى الكاتدرائية الرئيسية للسريان الكاثوليك فى مصر والمقر الرئيسى للمطران فى الوقت الحالى، وبُنيت فى آواخر القرن الثامن عشر الميلادى فى حى الظاهر بالقاهرة. وهى من أقدم الكنائس الكاثوليكية التى تحمل اسم السيدة العذراء مريم، وكلمة «الوردية» تعنى المسبحة المستخدمة فى التسبيح.
ويتبعها كنيستين اخريتين الأولى فى القاهرة بحى مصر الجديدة تحت اسم «كنيسة القديسة كاترينا» تم تأسيسها فى عام ١٩٥٨م، والأخرى كنيسة «قلب يسوع» بالإسكندرية منذ ثلاثينيات القرن الماضى.
وتحتوى الكنيسة على العديد من الأيقونات التى تتخذ من الفن السريانى طابعا لها، من حيث ملامح الأشخاص، من حيث معانى الكلمات، وقام أحد رهبان الطائفة المارونية المريمية بإحاطة هيكل الكنيسة بالعديد من الأيقونات ذات دلالات ومعانى كثيرة فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى.
كما أن الأيقونة الرئيسية للهيكل هى العليقة التم لم تحترق فى زمن موسى النبى، فهى إشارة إلى أن العذراء بَحملها للاهوت، فهى لم تحترق أبدًا، واعطاها الله النعمة، فنحن نكرمها من خلال المعنى الضمنى لتلك الأيقونة.
وأما عن الأيقونات الأخرى، فنجد مرقس الرسول، القديس أغناطيوس، القديس يعقوب، مار أفرام، مار إسحق، القديس باسيليوس، وأخيرًا القديس كيرلس الكبير أسقف الإسكندرية.
ويوجد على يمين الكنيسة مسبح العذراء مريم، وعلى اليسار مسبح السيد المسيح، وتوجد أيقونة تحمل زيارة العذراء مريم لاليصابات، والبشارة، وعرس قانا الجليل، وتقدمة يسوع للهيكل. ونجد على يمين مدخل الكنيسة مغارة السيدة العذراء مريم، وهى تُعد مزار للعذراء من قِبل المصليين.
وتتعدد الأنشطة الروحية والاجتماعية التى تحتضنها كاتدرائية السيدة الوردية، لتشمل نشاط طريق الموعوظين، بالإضافة إلى مجموعة القديس ميخائيل الكشفي والتى تُعد من أقدم وأعرق المجموعات الكشفية بالقاهرة.
كما أن للكنيسة مستوصف طبى باسم «ستنا مريم» بمنطقة القبيصى بالظاهر، وافتُتِح من قِبل الكاردينال موسى داود، وتتبعها مدرسة القديس ميخائيل الخاصة، والتى تم انشاءها بمثابة هدية من أحد أبناء الطائفة السريانية والذى يُدعى «ميشيل يغمور» منذ عام ١٩٣٦م، وتم تجديدها حاليًا ببعض وسائل التكنولوجيا الحديثة من إنترنت ومعامل.
ومن أهم الأحداث فى السنوات الأخيرة، هى استقبال كاتدرائية سيدة الوردية للسريان الكاثوليك بالظاهر الرفات المقدس للقديسة تريزا في احتفالية كبرى شهدتها عام ٢٠١٩م.