يفكر الكثير من الناس في طريقة عمل الدواء وكيف يعرف مكان الألم في الجسم، فالأدوية تختلف على حسب كل مرض يعاني منه الإنسان ومع ذلك يعمل الدواء على المرض ومكانه بالجسم لذلك يفكر الإنسان في طريقة عمل الدواء ولكن الأدوية لا تعمل بهذه الطريقة، في الواقع ليس لدى الأدوية أي فكرة عن أين تذهب عندما نتناولها ولحسن الحظ يمتلك جسمك نظاماً ذكياً بما فيه الكفاية لتوجيه عصارة الأدوية والمادة الفعالة فيها إلى المكان الذي يحتاجه بالضبط.
فعندما تبتلع الدواء تنقل عبر المعدة والأمعاء الدقيقة إلى الكبد، وهناك يتم تكسيرها وتطلق المواد الفعالة فيها إلى مجرى الدم، وسيتم بعد ذلك تزويد جميع أعضاء الجسم وأنسجته بالدم وسيستمر الدواء في رحلته عبر مجرى الدم، وعلى الرغم من أن الأدوية تنتقل عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم، لكن المادة الفعّالة للدواء تم تصميمها لاستهداف جزيئات بروتينية معينة تسمى مستقبلات.
وفي حالة تناول مسكنات الألم مثل الأيبوبروفين أو الأسيتامينوفين لهذه المواد الكيميائية مستقبلات محددة ناتجة عن الألم والالتهاب أثناء سيرهم عبر مجرى الدم، وعند وصول الدواء إلى المستقبل الخاص به لتلتصق جزيئاته بهذه المستقبلات وتلتحم بها وهنا يمكن للمادة الفعّالة للدواء أن تؤدي وظيفتها، حيث إن الدواء يبقى غير فعالًا حتى يلتصق بالمستقبل الخاص به وبمجرد أن يدخل الدواء إلى الخلية المستهدفة تحدث عدة تفاعلات بين الدواء والهدف داخل الخلية حيث يؤدي العلاج تأثيره المطلوب، والدواء مثل مفتاح القفل يصل إلى جميع أنسجة وأعضاء الجسم ويبحث حتى يجد القفل الخاص به والذي يناسبه.