استعرض الدكتور أحمد أبو اليزيد رئيس مجس إدارة شركة الدلتا للسكر التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، خطورة التغيرات المناخية على الأمن الغذائي العالمي، مضيفا نعاني من تغيرات مناخية لن تحدث من 100 سنة ، حيث لا نعاني من ارتفاع درجة الحرارة فقط بل نعاني من الاختراق الحراري، مؤكدا أن مصر أوضحت ذلك في مؤتمر cop 27 الخاص بالتغيرات المناخية التي تبنته مصر وعُقد في شرم الشيخ نوفمبر 2022.
وأشار إلى ان مصر أوضحت أن التغيرات المناخية ستكلف العالم مبلغ كبير يفوق 300 مليار دولار سنوياُ حتى عام 2023 ،الأمر الذى يجب أن يلتزم الجميع بمسؤولياته نحو التخفيف من آثار حدة هذه التغيرات ، وأن مع التغيرات المناخية سواء ارتفاع في درجات الحرارة أو ارتفاع منسوب ثاني أكسيد الكربون في الجو كل هذا يؤدي إلى تعلية منسوب المياه في البحار المالحة ويحدث تمليح للأراضي وتبوير، كما أن الجفاف الذي يحدث المياه وانتشار الأمراض والأوبئة والآفات التي تؤثر علي نمو النباتات ،وبالتالي نرى ظاهرة حاليا وهى أن هناك دول مثل الهند والصين كانت تصدر حاصلات زراعية حاليا بدأت تضع محاذير علي التصدير وبالتالي الدول التي تستورد منها الغذاء ستعاني لأنها لا تستطيع أن تستورد ولذلك يحدث خطورة علي الأمن الغذائي.
وأضاف أبو اليزيد في تصريحات صحفية اليوم أن مصر تبنت خطة من المشروعات القومية للتوسع الأفقي منها 3.5 مليون فدان مثل مشروع الريف المصري الجديد والدلتا الجديدة وصحراء سرابيوم وإعادة تحلية المياه وإعادة معالجه المياه في محطة بحر البقر ووسط سيناء لانتشار نصف مليون فدان وإعادة إحياء مشروع توشكي وشرق العوينات ومشروع معالجة مياه وتدورها الذي يحصل في محطة الحمام كل هذا بالتعاون مع استنباط أصناف نباتية جديدة قادرة علي تحمل التغيرات المناخية وتكون قصيرة العمر وتحتاج كمية مياه أقل ، وأن هناك خطة بديلة للتوسع في المحاصيل الاستراتيجية منها القمح الذي نستورد منه كميات كبيرة لذلك تقوم الدولة بخطة توسع لتقليل الفجوة والاكتفاء الذاتي ،وأيضا مشروع قومي للصوامع حتى يكون لدينا مخزون استراتيجي أمن.
وأشار إلى أن على كل دولة أن تري احتياجاتها والعمل على زيادة المخزون الاستراتيجي لديها حتى يحدث لها اكتفاء ذاتي نظرا للانخفاض في إنتاجية المحاصيل الزراعية ، خاصة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية منها الحبوب سواء حبوب تدخل في صناعة الاعلاف أو حبوب للغذاء مثل القمح أو الزيوت ،لذلك لابد من تأمين احتياجاتها والذي ستبقى منها ستقوم بتصديره وعند عملية التصدير سترفع الضرائب علي المحصول وبالتالي فالأسعار ستكون مرتفعة والمحاذير التي توضع في التصدير ستؤثر حتماً في الدول الثانية ،وهذه الدول عندما لم يكون لها خطط بديلة تستطيع تحمل هذه الكُلفة، وبالتالي هناك 80% من سكان الدول عرضة لمخاطر تلف المحاصيل والجوع بسبب تغير المناخ وخاصة أفريقيا وجنوب الصحراء وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا ،حيث ترتفع معدلات الفقر والمعاناة بين الأسر.
كما أشار أبو اليزيد إلى أن أفريقيا من أكثر القطاعات تأثراُ بالتغيرات المناخية حيث ان ارتفاع درجة الحرارة تؤثر بالسلب علي الإنتاجية الزراعية والحيوانية والسمكية ، وأن القارة الأفريقية تمتلك موارد طبيعية ضخمة 930 مليون هكتار من الأراضي صالحة لزراعة كما يبلغ عدد سكانها حوالى 1.4 مليون نسمه معظمهم من الشباب، ورغم ذلك فان المساحة المزروعة لا تزيد عن نصف المساحة القابلة للزراعة، كما أن حوالى 224 مليون نسمة بالقارة يعانون من نقص وسوء التغذية، فضلا عن وجود فجوة غذائية تقدر بنحو 50 مليار دولار سنويا ،كما أن التجارة البينية بين الدول الأفريقية لا تتعدي ١٥% لذلك هذه الدول تحتاج الي الغرب والدول الكبرى لإمداد غذائي بكميات كبيرة .
وأوضح أن مصر تبنت خطة استراتيجية وطنية لتغيير المناخ الذي أقرها الرئيس عبد الفتاح السيسي حتي 2023 بالنسبة لقطاع الزراعة واستصلاح الأراضي ينفذ فيها سياسات وبرامج لتخفيف من أثار التغيرات المناخية مثل المشروعات القومية وأيضا استنباط أصناف نباتية جديدة عالية الإنتاج ومقاومة للظروف الجوية وبرامج للممارسات الجيدة وكيف تكون المكافحة وكيف يكون لدينا نظم رقمية جديدة تتنبأ الإنذار المبكر والتغيرات المناخية وكيف نقوم بإرشاد المزارعين لتعامل مع مثل هذه التغيرات وكيفية مكافحة التصحر ومنع التعدي على الأراضي الزراعية وانشاء نظام للتامين على المحاصيل ضد المخاطر وعمل برنامج للحفاظ على ترشيد والمحافظة على المياه.