أمثالنا الشعبية إرث لدينا أخذناه عن أجدادنا وأجداد أجدادنا؛ ولأهميته نكمل رحلتنا لنتعرف على أصله وقصته ذلك لأنه نهر من الحكمة والموعظة نشرب منه كلما شعرنا بالعطش لحكمة نروي بها ظمأنا ونأخذ ه نبراس لنا نبتهل منه حينما نريد ذلك في رحلتنا مع الحياة ونمد بها أولادنا وأحفادنا، فتعال معي عزيزي القارئ نتعرف على أصل وقصة مثلنا اليوم كما تعودنا ومثلنا اليوم هو "من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه".
سببه
نردد مثلنا اليوم عندما يواجهنا شخص في حياتنا يريد أن يعرف كل شيء عننا ويتدخل في شؤوننا فتوجه إليه نصيحة "من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه".
القصة
فتدور أحداثها مع بطل الحكمة الساخرة وبطل النكت جحا ذلك أنه في يوم من الأيام كان يتحدث إلى زوجته فيقول لها "اه لو حصلت على ١٠٠ درهم أقضي بها حاجتي واشتري لنا بيتا نسكن فيه.
وأثناء حديثه سمعه جاره المعروف عنه كثرة فضوله وحبه الشديد في تدخل في أمور الآخرين.
سمع الجار جحا وهو يتحدث إلى زوجته عما يتمناه فأراد أن يتدخل في شؤونه وذلك ليضحك عليه.
فترقب خروج زوجته وذهابها إلى أختها بعد أن أذن لها جحا بالرحيل إلى أختها وأن تبقى معها ليلة.
ألى صرة من المال من شباكه في بيت جحا ففتحها جحا فوجد فيها مبلغ ٩٩ درهما فاندهش جحا وحمد الله ثم قال اه لو الحظ ابتسم لي وبعث لي باقي الدراهم حتى تصبح مائة.
سمع الجار ما قاله جحا وعنها رمى إليه الدرهم الباقي ففرح جحا تلك عن الليلة الأولى.
الليلة الثانية
طرق الباب على جحا فوجد جاره فرحب به وسأله عن سبب الحضور ضحك الجار وقال له سمعتك تتحدث إلى زوجتك عن الصورة التي بها مبلغ ١٠٠ درهم حتى تشتري البيت وأريد أن أرى وجهك وماذا تتمنى وماذا تخطط. والآن عرفت وضحك ثم صاح عاليا أعطني أموالي والصرة التي رميت بها لك فتنكر له جحا وأبلغه أنه ليس لديه صره وانه يكذب
صاح جاره وصرخ في وجهه إذ علينا أن نذهب للقاضي رفض جحا الذهاب للقاضي مبررا رفضه بأنه رجل عجوز ولا يحتمل شدة البرد ولا المشي إلى القاضي
فأحضر الجار له معطفه وحماره حتى يذهب إلى القاضي فارتدى جحا المعطف حتى يتحرر من البرد ويستطيع الخروج وركب الحمار وجاره معه في صحبته وصلا كلاهما للقاضي فسألهما القاضي عن سبب المشكلة.
فقال الجار، بأنه كانت لديه صرة بها ١٠٠ درهم ووقعت في بيت جحا وبحث عنها حتى علم بالصدفة انها وقعت فى بيت جاره جحا من الشباك ولأنه وقعت من الشباك فقد وقعت فى بيت حجا ذلك لان الشباك مطل على أحد حجرات جحا وعلى ذلك فقد وقعت لديه وعلى ذلك.
ذهب إليه ليطلب الصرة فما كان منه إلا أن تنكر له وأخبره بأنه لم يرى شيئا برغم أنها وقعت عنده بشقته.
فسأل القاضي جحا هل أخذت الصرة أجابه جحا لا يا سيدي ليس معي مال وهذا معطفي ليس به مال وهذا حماري لا يحمل مال وكنت في عملي وقد تشاجر معي جار واتهمني زورا بسرقه المال.
تابع جحا: كنت بعملي ولم أراه منذ يومين وزوجتي لم تكن بالمنزل ذلك لأنها كانت تقضي تلك الليلة مع أختها وعلى ذلك كان والبيت مغلق ولم أكن موجود حتى أنهيت عملي وذهب للراحة ببيتي.
سمع الجار أقوال جحا جن جنونه مصرا على أن جحا قد سرق ماله وسرق معطفه وحماره
نظر القاضي إلى جاره وقال له أراك مجنون وأنك لست على بينه وعلى ذلك قال له يارجل لقد أكثرت من الحديث وليس لديك بينه سوف أسجنك أيها المجنون.
انصرف الجار وهو في غاية من التعجب لأمره والجنون من جحا وانصرف جحا وهو معه مال الجار ومعطفه وحماره وقد جن جنون الجار وانصرف حزينا لما حدث من جحا.
في الليلة الثالثة
طرق باب الجار فتحه ليجد الجار جحا هو الطارق قائلا له.
هذه صره مالك وهذا معطفك الذي أعطيتني إياه وهذا حمارك وقد أتيت بهم إليك لأعلمك درسًا بأنك لا تدخل فيما لا يعنيك حتى لا ترى ما لا يرضيك وتتعلم بأن تكن في حالك وليس لك بحالي معرفة فكل بحالة فأنت لحالك وأنا بحالي ولا تتطلع إلى أحد ولا تتدخل فيما لا يعنيك.
على أثر تلك الحكاية حاولنا أن نعرض لك عزيزي القارئ في هذه السطور قصة مثلنا اليوم وسبب الحديث به وأنه يجب ألا نتدخل في شئون الآخرين فكل منا له شئونه الخاصة التي يجب أن نحترمها ونحترم خصوصيتها وعلى ذلك نتمنى أن نكون أحطناك علما عزيزي القارئ بقصة مثلنا اليوم وسبب الحديث به راجين أن نكون وفقنا فيما أردنا أن نوصله لك عزيزي القارئ من إحاطة لك بمعرفة مثلنا اليوم واصله أدام الله نجاحك ووفقك في تلك الحياه اعتمادا على الحكمة التي دوما لا نستغنى عنها.