ينافس العرض المسرحي "ستوكمان" على جوائز الدورة السادسة عشر من المهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان محمد رياض، والتي تختتم فعالياتها حتى ١٤ أغسطس الجاري، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وبرعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة.
وقد شهد العرض خلال ليالي عرضه على خشبة مسرح الغد بالعجوزة، حضورًا جماهيريًا كبيرًا، مشيدًا به مجموعة كبيرة من المسرحيين والنقاد.
"ستوكمان" من إنتاج فرقة مسرح الغد، التابعة للبيت الفني للمسرح، والذي يتحدث عن رحلة الحياة، واكتشاف الذات والبحث عن الحقيقة، فقد يجد الإنسان نفسه أمام اختيارات عديدة، ربما تكون أحلامًا مشروعة، وأحيانا أخرى تكون تطلعات لا بد معها أن يغمض المرء عينه وقلبه وروحه متخليا عن كل شيء حتى يكمل طريقه إليها.
يشارك في بطولة العمل الفنانين: "ياسر عزت، وريم أحمد، ومحمد دياب، ونائل على"، ديكور حمدي عطية، أزياء دينا زهير، إضاءة أبو بكر الشريف، موسيقى رفيق جمال، مخرج منفذ تامر بدير، ونائل علي، تأليف ميخائيل وجيه، وإخراج د. أسامة رؤوف.
وفي السطور القليلة التالية نستعرض آراء المسرحيين حول العرض المسرحي "ستوكمان".
في البداية أعرب المخرج السينمائي مصطفى محمود، عن سعادته بالعرض المسرحي "ستوكمان"، قائلا: «لقد أخرجني صناع العمل من حالة المخصص إلى حالة المتفرج، وهي من الحالات التي لم تتكرر كثيرًَا، مضيفًا أن العمل اجتذبه وتأثر به بكل مشاعره وأحاسيسه».
وأضاف، أنه سعيد بتقسيم جغرافية المسرح، بداية من وضعية الجمهور، والكواليس التي جعلته يشيد بحرفية صناع العمل، وكأنني جزء من هذا العرض، مشيدا بشخصية "ستوكمان" المعادل الموضوعي لشخصية البطل، والمعادل الفني الموجود داخل النص والمقدمة بحيلة إخراجية رائعة تحسب لمخرجه د. أسامة رؤوف، موجها الشكر له على تسييم هذا العرض، وأن يجعله سينمائيا ناعما في حركته وأدائه وكل عناصره المسرحية المتناغمة مع بعضها البعض، مؤكدا أنه عرض متكامل يحقق متعة عالية من الفرجة.
أوضحت المخرجة عبير علي، أن المسرحية ناعمة بكل تفاصيلها، ومشيدة بأداء أبطال العرض، فالعمل مليء بالحوارات الكثيرة غير السهلة التي تحتوي على المتعة والنعومة.
وأشادت علي بحرفية ورؤية مخرج العمل، وذلك من خلال الصورة البصرية الرائعة، سواء على مستوى رؤية الرؤية "الفيتشر"، أو على مستوى الإضاءة والتمثيل، فلا يوجد ممثل لديه "هنه" وهو خارج من الكالوس لخشبة المسرح، فتحية لكل صناع المسرحية.
وقال الدكتور وليد فوزي، أستاذ علوم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، إن العرض يتميز بالبساطة في تناوله الإخراجي، والتمثيل، والأداء، وأعتقد أن مجموعة العمل استطاعوا اختراق أحاسيس ومشاعر المشاهد بشكل بسيط، بالإضافة إلى الحرفية المسرحية الفنية العالية الجودة.
وأضاف فوزي، أن العمل يتمتع برؤية بصرية مميزة، فكل المضامين الفكرية والإنسانية التي يتضمنها العرض، بل وتشعر وكأنك تشاهد فيلما سينمائيا قصيرا، من خلال كل تقنيات العمل المسرحي المقدمة بشكل حرفي.
وأعرب الفنان تامر ضيائي، عن سعادته بهذا العرض، مؤكدا أنه حالة تمثيلية رائعة، مشيدا بأداء ياسر عزت، وريم أحمد، إضافة إلى الإخراج المشهود له بالاحترافية، الذي نال استحسان الجميع.
وقالت الفنانة وسام أسامة، إن العرض من أفضل العروض التي استمتعت بها، فمنذ فترة طويلة ولم أشاهد عمل بهذا بالنضج الفكري والإخراجي والتمثيلي.
وأضافت «أسامة»، أنها استمتعت بالفكرة التي وصلت بشكل بسيط وسريع، وكانت واضحة من البداية إلى النهاية، مؤكدة أن الإخراج يحمل مجموعة من الأفكار المتنوعة والمختلفة، التي أشبعت الجمهور الجمهور والمتلقي بفكر إخراجي رائع، أما على مستوى التمثيل فاتسم بالسهل الممتنع، الذي يتميز بالبساطة، بالإضافة إلى الدقة في الأداء، الذي يصل للجمهور بشكل رائع، موجهة الشكر لكل صناع المسرحية.
ويرى الكاتب المسرحي محمود جمال حديني، أن غالبية العروض المسرحية الجيدة تشبه مخرجيها، وهذا ما نراه في عرض ستوكمان للمخرج أسامة رؤوف، فهو عرض راق وهادئ ينجذب له الجمهور.
وقال المخرج المسرحي مازن الغرباوي، نحن أمام عرض متميز على كل مستويات عناصر العرض المسرحي، بداية من التأليف، والإخراج، والأداء التمثيلي، وهو عرض يليق بالمسرح المصري، ووزارة الثقافة.
وأشاد «الغرباوي»، بأداء الفنان ياسر عزت، والفنانة ريم أحمد، على هذا الأداء والشكل التمثيلي الرائع الذي يحسب لأبطال العمل، بالإضافة أيضا الممثلين نائل علي، محمد دياب وغيرهم، إلى جانب عناصر الإبهار كما في السينوغرافيا، والإضاءة للمهندس أبو بكر الشريف، والديكور، والموسيقى، إضافة إلى دقة الفنيين في صناعة المسرحية وهي مسألة مهمة لتكملة العرض المسرحي، داعيا الجميع لمشاهدة العرض الذي يليق بقيمة وريادة المسرح المصري.