ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة القديس السيدة العذراء والقديس يوسف البار بسموحة بالإسكندرية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وقبل العظة تحدث القمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية مقدمًا الشكر لقداسة البابا من خلال الآية "بِبَرَكَةِ الْمُستَقِيمِينَ تَعْلُو الْمَدِينَةُ" (أم ١١: ١١) مشيرًا إلى ثلاث بركات نالها أبناء الكنيسة بالإسكندرية بزيارة قداسة البابا لكنائسهم في الأسابيع الأخيرة، وهي:
١- بركة التعليم
٢- بركة الأبوة
٣- بركة الفرح بالمحبة
وفي عظته استكمل قداسته سلسلة "صلوات قصيرة قوية من القداس"، وتناول جزءًا من الأصحاح العاشر (أصحاح الرعاية) في إنجيل معلمنا يوحنا والأعداد (١٠ - ١٤)، وأشار إلى طلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة بعد صلوات التقديس، وهي: "الرعاه اضبطهم".
كما أشار إلى أن الكتاب المقدس استخدم صورتين من صور الحياة الاجتماعية بشكل متكرر، وهما: "الراعي" و"العريس" لأن السيد المسيح هو راعي النفوس وعريس لكل نفس، وأوضح أن حروف كلمة "ضبط" هي اختصار لثلاثة كلمات، هي:
١- "ض": الضمير، ضمير الراعي لا بد أن يكون مستيقظًا أينما كان موضع مسؤوليته.
٢- "ب": "بر" (الفضيلة)، الراعي الصالح دائمًا يكون سلوكه صحيحًا.
٣- "ط": "طموح"، أن يكون الراعي الصالح لديه طموح للأفضل ويرغب في التطوير.
ووضع قداسة البابا صفات للراعي غير المنضبط، من خلال:
١- عدم الإحساس بالمسؤولية.
٢- دائمًا يُقدم أعذار وتبريرات لأخطائه.
٣- غير راضٍ ومتذمر على حاله دائمًا.
٤- يهتم بالشكليات والمظاهر.
كما وضع قداسته صفات للراعي المنضبط، وهي:
١- ضبط الفكر: يطلب من الله باستمرار أن يختبره ليتخلّص من أي فكر باطل ويقتني نقاوة القلب، "اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا" (مز ١٣٩: ٢٣، ٢٤).
٢- ضبط الفم: لا يتفوّه بكلمات قاسية وشديدة مع رعيته، "أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ" (أم ١٠: ١٩).
٣- ضبط القلب: أن يكون لديه علاقة قوية مع الله ويصلي من أجل الرعية، ولا يفتخر بذاته، "الرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" (يو ١٠: ١١)، لديه إحساس وشعور داخلي بالمسؤولية.
٤- ضبط النفس: يضبط سلوك الانفعال والتسرع وإصدار الأحكام، "مَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً" (أم ١٦: ٣٢).
وأوضح قداسة البابا أن الراعي المنضبط له صورة مُثلى، من خلال:
١- يرعى بدافع الحب وبأسلوب الخدمة.
٢- يضع قلبه من أجل الرعية.
٣- لا يهرب وقت الأزمات بل يواجه المواقف بشجاعة.
٤- يعيش بالأمانة الشاملة، "كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" (رؤ ٢: ١٠).
٥- يستطيع إشباع الرعية ويكون مفيدًا لهم.
٦- يرعى بفرح، ويعتبر أن الرعية هم سبب سعادة له.
٧- لديه الحكمة والتعقل والإنسانية.