قلت لصديقى "رأيت بالامس حلما اقرب الى الكوميديا التى كتبها دانتى فى كتابه الثلاثى "الجحيم -المطهر-الفردوس" ، فرد قائلا "خير اللهم اجعله خير"، فقلت "رأيت الشيطان والعياذ بالله جالسا على جذع نخلة مقطوعة واضعا رجل على رجل ساندا رأسه بيده وعليه أمارات السعادة والحبور، ولما اشحت بوجهى ومضيت فى طريقى قال "ياهذا الى اين انت ذاهب؟"، قلت بعيدا عنك"، فجلجلت ضحكاته الشيطانية وقال "لم اعد مخيفا كالسابق ، هيا اجلس معى حتى نتناقش فى مصير مصر التى ذكرها الله فى اديانه ومستقبلها لان هناك ما لا افهمه" ، فلما بان على الاستغراب قال "انى فى اجازة منذ تولى الرئيس السابق د. محمد مرسى فهو وعشيرته يأتون من الافعال ما لا افكر فيه وقد بت اعتقد أن عقل هذه العشيرة يتفوق فى الشر على عقلى المحدود", فكان دورى فى الضحك وقلت له "هل تعترف ان عقلية الجماعة فى الشر تتفوق على عقلك؟" ، قال "نعم ، ففى ايام الرئيس المتخلى حسنى مبارك استدعانى وزير الاعلام بواسطة الاقمار الصناعية لادلهم على طريقة يجنون بها المليارات من جيوب المعدمين ولما همست فى اذن رئيس الوزراء ان افعلوا كذا قال فعلناها ففكرت وقلت حسنا افعلوا ذاك فقال فعلناها واتت ثمارها ، ولما اسقط فى يدى ولم اجد ما اقوله همس فى اذنى رئيس الوزراء قائلا انى افكر فى ان افعل هذا فانتفضت قائلا اتقى الله فنظر الى باحتقار ومنذ هذا اليوم تسرب الى نفسى عقدة ان البشر تفوقوا على فى الشر ، ولكن عندما تولى الدكتور مرسى أخذت اجازة طويلة وصرت اراقب كيف ابتدعت العقول الشريرة التى تتفوق على عقلى إعلانا دستوريا يجعل من هذا الفرعون فرعونا مضروبا فى الف او قل فى مليون، وعندما تنازل عن حلايب وشلاتين وسأل بعد عودته اشاح بيده دون اهتمام وقال ايه يعنى ماكلنا بلد واحدة ادركت انه يجب على أن ابدأ فى تعلم حيل جديدة فى الشر وجلست على هذه النخلة اراقب إراقة الدماء التى حرمها الله دون حق وكيف يتم تعذيب البشر على ايدى الجماعة دون ان يطرف لهم جفن او يتحرك لهم ضمير, وقد ادركت اننى يجب ان اتقدم لألتحق بمدرسة الجماعة حتى اتعلم حيل من الشر لم أسمع بها من قبل ، ولما لم اجد مكانا فى هذه المدرسة لان جميع المدرسين مشغولون بالتأثير على عقول الشباب جلست اراقب كما ترى", فقلت "ولكنك لست النموذج الذى عرفته من قراءاتى عنك"، قال "وماذا قرأت؟"، قلت "لا اتذكر بالتحديد ولكنك بالتأكيد خايب خيبة بالويبة وكيدك ضعيف", قال "عندكم عالم يسمى اينشتاين الذى قال بالنسبية العامة والنسبية الخاصة وانا بالنسبة لهذه الجماعة خايب اما فى باقى الامور فأستطيع ان اوسوس لك واغويك وافسد عليك حياتك"، فقلت "لماذا لا تغوى وتفسد الجماعة؟"، قال "لا استطيع"، قلت "لماذا تستطيع معى ولا تستطيع مع الجماعة؟", قال "لان عندك بقايا من الضمير فأنت لا تخرب دور العلم ولا تعتدى على الاقسام ولا على سيارات الشرطة بل وسيارات المدنيين، وانت ومن على شاكلتك لا تضعون القنابل حتى تقتل العاطل مع الباطل"، فقلت "اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن هو اشر من الشيطان الرجيم"، والتفت اليه فلم اجده.
وصحوت من نومى على شمس مصر الساطعة وجوها الساحر وجلست فى شرفتى اسلم على كل من اراه واطلب له الخير والستر دنيا وآخرة.