كان المصريون القدماء يعتزون بالحياة وقد عكست ثقافتهم ذلك في جميع أنواع الأنشطة المبهجة التي كانوا يقومون بها، حيث حفظت العديد من الدمي والألعاب داخل المقابر الخاصة بجميع الأعمار ومختلف طبقات المجتمع، مما يؤكد أنها كانت شائعة الاستخدام ولم تقتصر على فئة معينة دون غيرها.
وقد كان من الواضح أنهم يرغبون في الاستمتاع بألعابهم في الحياة الأخرى من خلال العديد من المناظر المصورة على جدران المقابر والتي عكست لنا ذلك، ومن خلالها عرفنا كيف يتم لعب بعض الألعاب المعقدة، عن طريق الرسوم التي تضمنتها تلك المناظر المصورة على الجدران.
ويعد عالم الآثار الكبير الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق من أبرز الذين كتبوا عن الألعاب في مصر القديمة، ومن أشهر مؤلفاته في ذلك كتاب "الألعاب والتسلية والترفيه عند المصرى القديم"، والذي رصد خلاله كثيراً من الألعاب التي عرفها المصري القديم سواء رياضية مثل المبارزة والمصارعة، أو الألعاب الأخرى التي مارسها بغرض الترفيه مثل السينت وغيرها.
هناك العديد من الألعاب التي عرفها المصريون القدماء هي نفسها الموجودة في الوقت الحاضر ويتم لعبها بنفس الطريقة تقريباً، ومنها مثلا ألعاب الطاولة، والتي لعب المصري القديم أنواعا مختلفة منها مثل السينت، وهي لعبة أقرب ما تكون في الشبه للعبة الشطرنج، وهي مرسومة على جدران عدة مقابر منها مقبرة نفرتاري، والتي ظهرت وهي تمارس هذه اللعبة، كما أنها موجودة في مقبرة حسي رع الذي كان أحد مسئولي الدولة الكبار في عهد الملك زوسر.
وهناك ألعاب دمي، عبارة عن تماثيل صغيرة قديمة تم العثور عليها أواخر الأسرة السادسة "2345 ق.م" في المقابر في عدة أماكن مختلفة وخاصة في جنوب مصر، ومن هذه الأماكن العساسيف وبني حسن ونجع الدير وطيبة، وكانت هذه الدمي لعبة وطريقة للأطفال للعب دور الأمومة ومصدر سعادة لهم، وقد تمثل هذه الدمي أيضًا ربما جزءاً من طقسا دينياً أو تميمة سحرية للخصوبة والولادة الآمنة.
ويتكون جذع اللعبة من قطعة مسطحة من الخشب بدون أذرع وأرجل، وغالبًا ما كان يتم تزيينها بالحلي أو النسيج أو الوشم بأشكال هندسية أو المعبودات التي كانت منتشرة حينها أو الحيوانات، أما الأعناق غالباً ما تزين بأطواق، وشعرها السميك مصنوع من خرز معلق على خيوط مصنوعة من الكتان.
ومن الألعاب التي عرفها المصريون القدماء أيضا الكرات وهي جمع كرة، والتي كانت تصنع من مواد مختلفة مثل الجلود أو الفيانس" من أنواع الخزف الذي استخدمه المصريون قديما بكثرة" أو العاج، كما كانت هناك كرات تصنع من سيقان نبات البردي المحشوة بالألياف النباتية، وبعض الكرات صنع من أشجار النخيل، وهناك العديد من المناظر التي تمثل ألعاب الكرة المختلفة واحدها مشابه لكرة اليد التي نعرفها في وقتنا الحاضر، وقد كان الأطفال والبالغين يستمتعون بهذه الألعاب.
وهناك نوع من الألعاب أيضا التي كانت تعمل بالخيوط، وقد صنعت من مواد مختلفة مثل الخشب والطين والعاج والعظام، بحيث يتم ربط قطع من الحبل أو الخيط عبر جسم اللعبة وعندما يتم سحبها تتحرك أجزاء اللعبة للخلف أو للأمام، وتشمل هذه الألعاب المبتكرة في وقتها بعض أنواع المركبات وحيوانات مثل الخيول والقطط والكلاب والثعابين والطيور.