ما الفرق بين التعليم سابقًا والتعليم حاليا؟ّ
في ظل التقدم التقني وثورة المعلومات والانفتاح على الآخر والمواكبة والحداثة والمعاصرة، فإنه لابد وأن يكون هناك فروق، لكن السؤال الملح هل هذه الفروق جوهرية أم فروق من الممكن إزالتها، هذا هو السؤال الحقيقي، الذي ينبغي على كل من هو مهموم بقضايا التعليم الإلزامي في كآفة مراحله.؟!
التقدم التقني والتكنولوجيات الحديثة من يرفضها!! لا أحد على ما أعتقد، فلابد من مواكبة العصر ومتغيراته.
كل ذلك جد طيب، لكن أما سألنا أنفسنا ووقفنا وقفة متأنية مع ذواتنا وعرضنا المشكلة على عقولنا.
لماذا وصل السابقون إلى الدرجات العلى من الحصول على أرقى الشهادات العلمية ولم يكن لديهم جزء حتى من الإمكانيات الموجودة حاليا؟!
لماذا وصل الأوائل إلى القمة وسادوا العالم أجمع بفكرهم، وتبوأوا الدرجات العلى.
نعم.. هل يريد المتعلم حقا أن يتعلم علما حقيقيا يفيد به واقعه ويبني من خلاله مستقبله، أم لديه لامبالاة مثل مانراه اليوم من بعض الشباب. هذا تصوري للمشكلة.
ونية المسؤولين عن التعليم، هل نواياهم حقا النهوض بمنظومة التعليم أم العبث بمصائر أبنائنا وجعلهم حقول تجارب، نطبق هذه الطريقة فتفشل ويضيع معها جيل بأكمله، ثم هيا نجرب طريقة أخرى وتفشل ويضيع معها مستقبل جيل آخر.
فليتسع صدر الجميع لكلامي وأولهم المسؤولون عن مستقبل شبابنا، والكل مسؤول والكل سيحاسب من التاريخ والتاريخ لا يرحم، والكل سيحاسب أمام الله تعالى.
أما رؤيتي الخاصة حول تطوير التعليم والنهوض به لمواكبة العصر وحتى نصبح في مصاف الدول المتقدمة
أري ضرورة تضافر الجهود،جهود المخلصين،وتوفير الإمكانيات اللازمة للنهوض بالعملية التعليمية وذلك عن طريق:
- الاهتمام بالمعلم ماديا من خلال الاهتمام بتطوير منظومة الأجور ومعنويا،وتوفير حياة كريمة له من خلالها لن يبخل بل سيجود بكل ما لديه لخدمة العملية التعليمية ولن يترك فصله ويتجه إلى الدروس الخصوصية،أما معنويا فعن طريق تكريمه ولو بالكلمة الطيبة، أو شهادات تقدير تعطى له في عيد العلم.
-كذلك الإهتمام بالمعلم علميًا بمعنى عقد دورات مستمرة لاطلاعهم على كل ما هو جديد ويتعلق بتكنولوجيا التعليم وآلياته الحديثة، دورات حقيقية لا دورات يذهب إليها المعلم مكرها ويذهب لإثبات حضوره مكرها.. دورات يدربوا من خلالها على كيفية التعامل مع منظومة التعليم الجديدة، إن ظللتم على عنادكم والتمادي في تطبيقها.
- الاهتمام بالمدارس فى كافة مراحل التعليم وتوفير بيئة صالحة وجميلة يشعر من خلالها التلميذ والمعلم بالراحة النفسية،فضلا عن الإهتمام بالفصول والتغلب علي الكثافة العددية بإنشاء مدارس جديدة، الإهتمام بمكتبات المدارس وتنمية حب المطالعة والقراءة لدى التلاميذ،والاهتمام بالأنشطة الترفيهية، الإهتمام بمعامل الكمبيوتر وغيرها.
-الاهتمام بالكتاب المدرسي من خلال حذف الحشو غير المفيد منه، إضافة مواد تعليمية تواكب العصر،عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
-حذف الموضوعات التي تحث على العنصرية، والاستعاضة عنها بموضوعات توضح سماحة الأديان، كذلك إضافة موضوعات توضح مفهوم القومية العربية والمواطنة وتساوي الجميع في الحقوق والواجبات، وأنه ليس هناك مواطن من الدرجة الأولى، ومواطن من الدرجة الثانية.
-يقع على الأسرة دور كبير فى الاهتمام بأبنائها والحرص علي تعليمهم ومنعهم من التسرب الدراسي،وذلك عن طريق الفهم الصحيح للعملية التعليمية،وانها ليست مهمة يؤديها الطالب وإنما هي هواية يحب أن يفعلها،وكذلك شرح أهمية العلم والعلماء وأن هؤلاء العلماء ورثة الأنبياء وأنهم ملح البلاد الذين من خلالهم يصلح حال العباد.
- المتابعة الجيدة لسير العملية التعليمية في المدارس وخصوصا المدارس الثانوي، فكيف ننهض بالعملية التعليمية ولا المعلم يذهب للمدرسة وإن ذهب يضع كرسي ليتشمس في الشتاء وأن وجد طلاب ينهرهم، ما الذي أتى بكم يا ولاد كذا، روحوا ذاكروا فى البيت
من أمن العقاب أساء الأدب.
إذا أردنا حقا تحقيق النهضة المرجوة وتحقيق التنمية المستدامة التي نسعى إليها فلابد من النظرة إلى التعليم وأخص هنا بالذكر التعليم الإلزامي لأنه هو مفتاح سر نجاح العملية التعليمية برمتها.