في أحد الأزقة الضيقة بمنطقة الجمالية، وفي ورشة صغيرة حملت على اعتاقها تراث أكثر من نصف قرن من الزمان، يقف مجموعة من الرجال منهم من ظهر الشيب في رأسه، ومنهم من هو في مقتبل العمر جاء ليتعلم فن المهنة الفريدة التي يعملون بها وهي صناعة أو تجميع المصحف الشريف.
في المقدمة يقف عم أحمد الذي بدأ العمل فيه هذه المهنة منذ كان يبلغ من العمر 12 عامًا، وأفنى حياته فيها حتى صار عمره 60 عامًا، حيث تعلم هذه المهنة واتقن فنونها، حيث يقول: "مراحل تصنيع المصحف الشريف معروفة وهي 3 مقاسات الكبير والمتوسط والصغير، متابعًا إن هذه المهنة تشهد موسمًا واحدًا في شهر رمضان فقط.
وأضاف الرجل الستيني أن هذه المهنة تعاني أيضا مثل العديد من المهن الأخرى، وذلك بسبب ارتفاع سعر الورق، وأيضا بسبب قلة الإقبال عليها في طباعة وتغليف الكتب مثل السنوات السابقة، وأيضا غلاء الأسعار تسبب في عملية خمول شديدة في البيع والشراء، قائلا: "الناس هي اللي بتغلي واحنا نفسنا نشتغل ونشغل بلدنا".