أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن كلمات قصيدة "يا أغلى اسم فى الوجود يا مصر" التى كتبها إسماعيل الحبروك ولحنها محمد الموجى وغنتها نجاح سلام هى حقيقة دينية تاريخية فهى مصر المتفرّدة فى كل شىء، كرّمها المولى عز وجل بذكرها فى القرآن الكريم 37 مرة، 4 مرات صراحة باسمها مصر و33 مرة ضمنًا، وباركها 8 أنبياء .
وأشار الدكتور ريحان ل"البوبة نيوز " إلى أسماء الأنبياء التى باركت أرض مصر وهم نبى الله إدريس وأنبياء الله إبراهيم ولوط ويوسف وأبيه يعقوب وموسى وهارون وعيسى "عليهم السلام"، وبارك سبحانه وتعالى أرضها ببركة خاصة وهى بركة الإنسان والمكان بوجود الوادى المقدس طوى بسيناء، حيث بورك من في النار وهو نبى الله موسى وبورك من حولها من البشر في هذه البقعة، كما بورك الوادى الذي تجلى فيه المولى عز وجل بوصفه الوادى المقدس طوى، فانعكست البركة على كل إنسان تلمس قدميه هذه البقعة، ومن أجل هذا أمر المولى عز وجل نبيه موسى بأن يخلع نعليه وانعكست البركة على كل أرض مصر .
ذكرت صراحة فى عدة سور، فى سورة يوسف آية 21 "وَقَالَ الذي اشتراه مِن مِّصْرَ" وآية 99"ادخلوا مِصْرَ إِن شَآءَ الله آمِنِينَ"، وذكرت فى عهد نبى الله موسى فى سورة يونس آية 87 " وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً"
وذكرت فى سورة الزخرف آية 51 " وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي" وكان للنيل سبعة أفرع في مصر، الفرع البيلوزي الذي كان يمر بسيناء والتانيتى والمنديسى، والفاتنيتى (فرع دمياط حاليًا) والسبنتينى والبلبتى والكانوبى (فرع رشيد حاليًا)، كما ذكر نهر النيل فى سورة القصص آية 7 "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ" واليم هو نهر النيل الذى حفظ نبى الله موسى ورده إلى أمه .
ونوه الدكتور ريحان إلى ذكر مصر ضمنًا فى عدة سور فى القرآن الكريم، منها سورة يوسف آية 30 "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ" المدينة هنا مصر حيث كان يقيم يوسف الصديق وفى آية 55" قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ" وهذا يؤكد امتلاك مصر لخزائن الأرض من معادن نفيسة وبترول وجميع مصادر الطاقة والمياه الجوفية وغيرها تتكشف يومًا وراء يوم بدراسات متعددة مما جعلها مطمعًا للغزاة عبر كل العصور وتحتاج لميزانية ضخمة للبحث العلمى لكشف معالم هذه الكنوز، وقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن الأماكن الروحية المقدسة فى الأرض وفى مقدمتها الكعبة الشريفة بمكة المكرمة تتميز بوجود الأنهار الجوفية التى لا تنضب أبدا مثل ماء زمزم ويشترك معها كل الأماكن المقدسة كالقدس وسيناء .
كما ذكرت فى سورة يوسف آية 56 "وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى ٱلْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ " والأرض هنا أرض مصر والتمكين له فيها بالخلاص من السجن وعزل ملك مصر العزيز وولى يوسف مكانه وأقام العدل بمصر ودانت له الرقاب، وفى سورة يونس آية 93 وصفت مصر بمبوأ صدق لبنى إسرائيل، وفى الآية 100 من سورة يوسف "وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ" يتحدث يوسف عن مكان سجنه وكان بمصر ومجىء إخوته إليه من البادية .
كما ذكرت ضمنًا فى قصة نبى الله موسى بمصر فى سورة القصص آية 15 "وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ" والمدينة هنا مصر حين شاهد نبى الله موسى مشاجرة بين مصرى وآخر من بنى إسرائيل فتدخل ليمنعهما ومن شدة قوته توفى المصرى أثناء دفعه عن العبرانى مما أدى إلى هروب موسى من مصر إلى سيناء .
وجاءت بلفظ المدينة فى سورة القصص آية 18 و 20 وفى الأعراف آية 123 وجاءت بلفظ الأرض فى الآيات 4 و5 و6 و 19 بسورة القصص وفى سورة غافر آية 26 و29 وفى سورة الأعراف آية 127 و 128 و129و137 وفى سورة يوسف آية 80، وبلفظ أرضكم فى سورة الشعراء آية 35، ووصفت فى سورة الشعراء آيات 57 و 58 بالجنات والعيون "فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ" وذكر جبل الطور بسيناء فى سورة التين آية 2، ويقصد بالربوة المذكورة فى الآية 50 فى سورة المؤمنون "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" المكان التي أوت إليه العائلة المقدسة بمصر وعلماء الجغرافيا أجمعوا على أن الربى وهي جمع ربوة لا توجد إلا في مصر فقط .
وتشير الباحثة الآثارية سهيلة عمر الرملى إلى إطلاق اسم "كيمت" على مصر وتعنى الأرض السوداء نسبة لخصوبة أرضها، كما تعنى "كيمت" فى اللغة المصرية القديمة مكتملة دورة الأرض الزراعية أى أن ارضها تنبت بدون تدخل الإنسان فمناخها و خصوبتها تساعد على ذلك، ومن مراقبة المصرى لتلك الدورة الطبيعية اكتشف الزراعة، وأطلق على مصر اسم (دشرت) وتعنى الأرض الحمراء أو الأرض الصحراوية إشارة إلى المساحة الأكبر من أرض مصر التي تمثل أرض صحراوية وسميت أيضًا ( تاوي) وهي الأرضين إشارة إلى شمال مصر وجنوبها (الصعيد والدلتا)
كما سميت مصر عبر تاريخها (ايدبوى) أي الضفتين اشارة إلى الضفتين الشرقية والغربية لنهر النيل، حيث كانت تمثل الضفة الشرقية مدينة السكان والضفة الغربية مدينه لدفن الموتى، وقيل على أرض الشمال (تامحو) و الجنوب (تاشمعو) ثم أطلق عليها (تامرى) أي أرض الغرين
وتضيف سهيلة عمر الرملى أن اسم مصر فى الدولة الحديثة (حت كا بتاح) نسبة لمعبد المعبود بتاح فى الجيزة حاليًا لأنه من أهم المعبودات فى مصر، كما ينسب إليه مذهب (منف) وهو أحد مذاهب الخلق فى مصر القديمة منذ القرن التاسع قبل الميلاد وفي إحدى ملحمتى الشاعر الإغريقي هوميروس وهي الأوديسيا ظهراسم (ايجو بتس) وهى كلمة يونانية وجاء منها بعد ذلك (إيجيبت) بكل اللغات الأجنبية وأيضًا جاء منها كلمة قبطى التى انتشرت فى الفترة المسيحية فى مصر لذا اعتاد الناس بوصف قبطى يعنى مسيحي و لكنها فى حقيقة الأمر تعنى مصرى
وجاءت كلمة (ايجوبتس) من كلمة (جبت) وهى كلمة مصرية قديمة تعني (الفيضان) نسبة إلى نهر النيل لذا أطلق على أهل مصر (جوبتى ) أى أهل الفيضان ومن هنا جاءت (ايجوبتس)، والشائع أن كلمة مصر هي كلمة مصرىة قديمة وليست عربية الأصل فهى مشتقة من (مجر أو مشر) وتعني المحصنة أو المكنونة وجاء منها صفة أرض الكنانة أى الأمن والأمان
وحديثًا أصبحت مصر البلد الوحيد فى العالم المخصص لها علم باسمها وهو "علم المصريات".
محافظات
"أغلى اسم في الوجود" حقيقة دينية تاريخية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق