من المتوقع أن يشهد قطاع السياحة طفرة وانتعاشة غير مسبوقة في الموسم الشتوي المقبل، وذلك بحسب الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية لتنشيط السياحة، عمرو القاضي، الذي أشار إلى أن مصر تمتلك كافة المقومات لجذب السياحة بداية من الطقس والشواطئ الرائعة والبنية الأساسية والفنادق.
توقعات بتواجد عربي مكثف
وأوضح القاضي في تصريحات تليفزيونية مؤخرًا، أنه من المتوقع أيضًا أن نشهد تواجد عربي كثير جدا فى مصر فى العلمين الجديدة والساحل الشمالى وباقامة اطول وبمعدل انفاق أكثر، منوهًا إلى أن الدولة تقدم للسائح العربي وعلى رأسهم السائح السعودى العديد من البرامج الرائعة، لافتًا إلى أن الوزارة تعمل مع شركات السياحة على تطوير المعروضات للسياح وتقديم خدمة مرتفعة للسائح.
وتعتبر السياحة واحدة من أهم أعمدة الاقتصاد المصري، وهي واحدة من الصناعات المتشعبة والتي يتسبب ازدهارها أو انهيارها انعكاسا ملحوظا علي قطاع عريض من المهن والمشروعات المرتبطة بها بشكل مباشر أو غير مباشر، كما تمثل مصدرا هاما للنقد الأجنبي، وتأثرت السياحة قوي أعقاب أحداث 2011، وبدأت في التعافي بدا من 2014، وبالطبع تأثرت بالعديد من الأحداث التي اندلعت في الآونة الأخيرة، منها الإغلاق الكامل بسبب جائحة كورونا وبعدها الحرب الروسية الأكرانية، مما جعل الاقتصاد المصري بصفة عامة والسياحة علي الأخص تواجه صدمات متتالية، إلا أنها تتعافي بشكل جيد.
أوضاع السياحة قبل وبعد عام 2011
بدأت مصر حقبة الثمانينيات بشكل متواضع سياحيا حيث كان يزورها مليون سائح فقط، إلى أن بدأت الدولة في إصلاح البنية التحتية، من طرق وإنشاء مطارات، أيضا توسيع النشاط السياحي ليشمل سياحة الشواطئ والسياحة العلاجية، لتقفز الأرقام في السياح الوافدين والمستهدفين منذ 2003، والتي تمثل طبقا لآخر إحصائيات ما يقترب من 80 % من السياحة الأن.
كان عام 2010 هو ذروة الأعوام السياحية في مصر، اذ بلغ عدد السياح14.7مليون سائح، وبلغت الليالي السياحية 147 مليون ليلة سياحية محققة إيرادات12.53 مليار دولار.
وفي السنوات 2003/2004ساهمت السياح بنسبة تصل الي 50% من المتحصلات الخدمية، وساهمت في تغطية العجز التجاري بنسبة تتراوح بين 42% و50% حتى عامي 2009/2010
وكانت في تلك الفترة تعتبر هي الوجهة الأقرب الي أوروبا فيما يخص السياحة الشاطئية بعد وجود 22مطار منه 9مطارات دولية مطار القاهرة الغردقة ومرسي علم والعلمين وبرج العرب وشم الشيخ والاقصر واسوان وسوهاج، و6 مطارات محلية تستخدم دوليا (أسيوط والعريش وسانت كاترين وبورسعيد وشرق العوينات وطابا)، كما أن بمصر حوالي 60 ميناء بحريا: 15 ميناء تجاري، 11 ميناء سياحي، 14 ميناء بترولي، 9 موانئ تعدينية، 11 موانئ صيد وسقالات. أما الموانئ السياحية ال 11 فهي: الغردقة، مارينا مرتفعات طابا، بورت غالب الدولي، وادي الدوم، مارينا القونة، بورت مارينا العلمين، سان ستيفانو، بورسعيد السياحي، مرسى علم، أبو سومة، سهل حشيش. وكان يوجد هدف سامي سابقا لوزارة السياحة وهو أن يصل عدد السائحين الوافدين بنهاية عام 2011 إلى 15 مليون سائح وتحقيق 150 مليون ليلة سياحية؛ بالإضافة إلى الوصول بالطاقة الإيوائية إلى 245 ألف غرفة وتحقيق 15 مليار دولار كإيرادات سياحية.
لتأتي احداث ثورة يناير 2011، وتنخفض الاعداد الي 9.8مليون سائح بعائدات 8.8مليار دولار، وتصاب السياحة بالمرض ويطلق علي الفترة الانتقالية الثلاثية السوداء، لما تكبده القطاع السياحي من خسائر مالية باهظة، وتسريح أغلب العاملين في القطاع مما تسبب في زيادة أعداد البطالة من جهة وانخفاض تحصيل النقد الأجنبي من جهة أخرى.
سقوط الطائرة الروسية كبوة جديدة للسياحة
في 31أكتوبر عام 2015، سقطت طائرة الركاب الروسية المتجهة الي شرم الشيخ فوق شبه جزيرة سيناء ويقتل كل من عليها والبالغ عددهم 224ركاب، لتواجه السياحة كبوة جديدة بعدما بدأت الاعداد تتزايد، لتنهار مرة بعد الحادث، خاصة وان جنوب سيناء يعد مقصد للسياح من أوروبا وروسيا وكروانيا، نظرا لبرودة الأجواء هناك شتاء.
وتتراجع الاعداد وتخسر مصر ما يقارب من 280مليون دولار شهريا، نظرا لتعليق رحلات الطيران من أوروبا وروسيا، الي جانب عمليات حظر السفر على مصر لأهداف سياسية، تلاها حادث السائحين المكسيكيين.
بدأت التحركات الدبلوماسية المصرية لاستعادة الدور المصري الخارجي، والذي انعكس علي الدبلوماسية الاقتصادية.
الحرب الروسية الأكرانية وتأثيرها علي السياحة المصرية
في 2020 توقف الكوكب الأزرق بشكل كامل عن العمل، بعد تعرض العالم لجائحة كورونا، وما أعقبها من اثار ناتجة عن الحظر الكامل وتوقف حركة الطيران واغلاق المطارات، وتوقف الحركة الاقتصادية بالكامل ومنها السياحة، لتبدا في 2021 محاولات التعافي من جديد، الا ان الحرب الروسية الأوكرانية اطلت برأسها، في الرابع والعشرون من فبراير 2022، وتبدا مرحلة جديدة من التاثيرات الاقتصادية علي العالم والسياحة بشكل خاص لانها صناعة شديدة الحساسية، تجاه الازمات السياسية.
وكانت منظمة السياحة العالمية، تتوقع ان يحدث نمو في السياحة الدولية بنسبه تتراوح من 30% الي 78% مقارنة بعام 2021، الذي شهد 421 مليون سائح علي الساحة الدولية، لتأتي الحرب الغير متوقعة وتتسبب في إلغاء حجوزات من الدول المصدرة للسياحة، علي راسهم أوكرانيا وروسيا ودول البلقان، خاصة ان مصر واحدة من أكبر الوجهات السياحية لتلك الدول، خاصة الروس والاوكرانيين، وزار مصر عام 2021 مايقرب من 1.1مليون سائح روسي وأوكراني بنسبة تمثل 14.2% من اجمالي السياحة الوافدة لمصر، كان من المتوقع ان يزور مصر نحو 400الف سائح روسي شهريا بعد عودة السياحة الروسية الي مصر عام.2021
واتخذت الدولة المصرية مجموعة من القرارات والمبادرات لدعم القطاع السياحي، لمواجهة تداعيات الجائحة والحرب، منها تقديم قروض تمويلية لدفع رواتي العاملين في القطاع السياحي بفوائد مخفضة، وتخفيض النسبة التي تقوم بسدادها المنشآت الفندقية والسياحية مقابل استهلاك الكهرباء والمياه والغاز، وإرجاء سداد المديونيات وجدولتها، والإعفاء من الضريبة على العقارات المستخدمة بشكل فعلي في الأنشطة السياحية والفندقية، وإنتاج مجموعة من الأفلام الترويجية والتوثيقية عن السياحة المصرية، أيضا البحث عن أسواق بديلة ومنها الصين والهند والبرازيل باعتبارهم من أهم الأسواق الناشئة التي يمكن استهدافها، حيث تعد الدول الثلاث ضمن أعلى دول العالم من حيث الناتج المحلي، كما يمكن استهداف السياح من ألمانيا وإنجلترا، وإمكانية استقطاب أفواج جديدة من أسواق دول أمريكا اللاتينية، خاصة مع وجود مؤشرات توضح اهتمام مواطني هذه الدول بالسياحة الثقافية، الممثلة في معالم الأقصر وأسوان.
كما ساهم استضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرون المناخي، الذي عقد في نهاية العام الماضي بمدينة شرم الشيخ، في خلق فرصة عظيمة للتسويق للسياحة المصرية وتسليط الأضواء عليها عالميا.
الأرقام والمؤشرات الفندقية والسياحة في 2023
علي الرغم من اننا في منتصف عام 2023، الا الأرقام والمؤشرات تشير الي ارتفاع السياحة علي المستوي الدولي والمستوي الداخلي والتالي تقدر حتي الان بنحو سبعة ملايين سائح، وتستهدف وزارة السياحة 15 مليون بنهاية العام، وبالرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة، الأ ان هناك حالة نشاط بعد ركود وخوف طيلة عامين سواء من تداعيات كورونا والخوف من العدوي والاغلاق الذي حدث في 2020 وأيضا حظر التجوال، جعل السفر وتغيير الأجواء هو الهدف الأول للأغلبية العظمي، ترفع المنشاة السياحية لافته كامل العدد في المناسبات المختلفة منها راس السنة الميلادية 2023 وعيد الفطر المبارك وعيد الأضحي الذي تزامن مع موجة حارة جعلت الشواطئ هي المقصد الأول.
وتستهدف الحكومة المصرية تسجيل اكبر عدد من السياح هذا العام، متوقعة ان تتفوق علي العدد الأكبر المسجل في تاريخ السياحة المصرية عام 2010، وهو 14 مليون سائح ويليه 2019 ب13.1 مليون سائح، وخلال معرض بورصة برلين للتنظيم رحلات السياحية للمقاصد المصرية، تم اختيار مصر من قبل العديد من المواقع الاقتصادية والمتخصصة كأفضل الوجهات السياحية في العالم لعام.2023