الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

ابنة الفنان الراحل محمد نوح تكشف لـ«البوابة» أسرار الحياة الشخصية للموسيقار الكبير

محمد نوح.. الأب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

- سحر نوح: الغناء مع والدي وأشقائي في «رباعي نوح» تجربة ثرية

- كان يقيس غنى الناس بالكتب وليس بالمال

- كان يعتبر الراحل وجيه أباظة الأب الروحي له

- نظم صالونًا ثقافيًا للعائلة كل يوم جمعة في بيت جدتي

- تزوج أمي لجمال صوتها.. وبعد الانفصال ظلا متواصلين

- تربيت في بيت لا يعرف الكراهية ويتقبل الاختلاف

- قدمنا "أغلى الحروف" وهي أول أغنية للأب وليس "بنت أبوها"

- كان سيرحب بالتعاون مع «ويجز» وله ألحان راب من زمان

- أوبريت «ليلى يا ليلى» تنبأ بالثورة من الثمانينيات 

- لم يكن كارهًا لثورة يناير ولكنه قال إنها بلا قائد وخطة فجاءت بالإخوان
 

طفولة وشباب مميزان منحتهما الأيام لسحر الابنة الكبرى للموسيقار الراحل محمد نوح الذي قدم تجربة تربوية مختلفة حاول خلالها إثراء فكر أبنائه بالأفكار المستنيرة، سنوات عاشها غرس بها الوطنية الشديدة التي اشتهر بها.

تتحدث سحر في حوار خاص لـ«البوابة» عن محمد نوح الأب والفنان والأثر الجميل الذي تركه في أبنائه، خلال مشوار من العطاء الفني المثقف الواعي، ويتطرق الحديث لتطلعه للتجديد ومواكبة ما يحدث من تطورات تكنولوجية، ورؤيته لفترة ثورة يناير وحتى حكم الإخوان فقد لاقى بارئه بعد شهر تقريبًا من تولي محمد مرسي الحكم، وموقفه من السوشيال ميديا واستخدام موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وموقفه من أغاني الراب وغيرها من الموضوعات التي تجدها في الحوار التالي:

بداية.. كيف كان الموسيقار محمد نوح الأب وطريقة تربيته لأبنائه؟

كان أب لا يصدر أوامر لنا بشكل مباشر، إنما كان يعطي لنا أمثلة حية من خلال تصرفاته أمامنا، التي تجعلنا نفرق بين الخطأ والصواب، لم يستخدم أبدًا الضرب في التربية، أو أي ألفاظ خارجة.

كان عقابه الوحيد أن يتجنبك، أحاول التحدث معه وهو لا ينظر لي وكأنه لا يراني وهذا معناه أنه "زعلان"، وهذا كان شعور يقتلني.

كان دائمًا يقول لا تضعوني في موقف حرج، لا تشعروني بالحرج كوني أبوكم، كان أبًا جميلًا.

كان يضع لنا مجموعة من القيم والمبادئ لها علاقة بالبعد عن “المنظرة”، وأن الإنسان هو من يمنح الأشياء قيمة وليس العكس، وعندما نتعامل مع من أقل منا لا بد أن نكون في منتهى التواضع لا نشعره أبدًا بالتعالي، كان شديد الحرص على الصدق، إن اكتشف كذب أحد من الممكن أن يقاطعه.

تربينا على احترام المواعيد، النجاح في العمل مهمًا، كان متواضعًا فإن كنتِ بائعة جرجير المهم أن تكوني ناجحة وأحسن بائعة جرجير في مصر.

كيف عايشتِ محمد نوح وقت أن كان يأتي له الإلهام للألحان في البيت؟
لأنني الكبيرة فعاصرت بابا وقتما كان يعمل في البيت، وكان عندما يحضر الإلهام ويفيق من النوم في وقت متأخر يذهب للبيانو وكنت وقتها أدرس في الكونسرفتوار فكنت أحفظ "الميلودي" التي يعزفها وأذكره بها إن نسيها وأغنيها له.

أبي كان يعزف سبع آلات منها القانون، العود، البيانو، الناي، الكمان، البونجوس، وكان يختار الآلة التي تليق باللحن الذي جاء له وبصوت خافت يلحن حتى لا يزعج النائمين في البيت.
وكان يدون الألحان في نوتة موسيقية بقلم رصاص، عندما كنا ندخل الغرفة التي بها البيانو نشم رائحة القلم الرصاص المبري ونجد مكان الممحاة.
حتى الآن عندما أجد نوتة موسيقية في أي مكان أتذكر تلك اللحظات عند دخولي غرفته وانبهاري بها وقتها فكنت لا أفهمها وأتعجب كيف يعرفها.

وكيف كانت غرفته للموسيقى في المنزل؟
كان بها حائط كله مكتبة كبيرة لا نرى خشبها من كتبها المقروءة، وليست للديكور فقط، كتبا ذابت من تكرار قراءتها، كان يقول إنه في كل مرة يقرأ نفس الكتاب يكتشف أشياء جديدة به.
كان تقييمه للناس بالكتب فالبيت الذي يمتلك مكتبة كبيرة غني كثيرًا، والبيت الجميل بدون مكتبة يعتبره فقيرًا، ما دام الإنسان يقرأ إذا هو لديه معرفة وغني.

البيانو كان على حائط المكتبة الكبيرة وبها جزء من الجوائز والتكريمات التي حصل عليها وبعض الصور، لم يكن يهوى وضع الصور الشخصية في المنزل، كان يظهر بعض الصور القليلة منها صورة للرئيس الراحل أنور السادات التي كتب له عليها شهادة بخط اليد من شخص غالي عليه، صورة للراحل الضابط وجيه أباظة لأنه كان يعتبره الأب الروحي له، كان معلقا في البيت تابلوه للفنان التشكيلي بيكار، ومعلقا كلمة "ما شاء الله" وهي قطعة من سفينة قديمة، زجاجة رمل من سيناء في المكتبة.

وفوق البيانو مجلدات من النوت الموسيقية وكتب الموسيقى وبجانبها البيك اب والأسطوانات، وبعد هذا أصبحت السي دي وهذا كان عالمه الخاص.

ما هي الألحان التي تركها ولم تر النور؟
هي ألحان بها حالة من الفلكلور، منها أغنية "يا أبو سنة دهب لولي" كان يغنيها لي، هي من الفلكور الشعبي القديم وكان يزود كلماتها ويكتبها.

كل يوم جمعة كان لقاء العائلة في بيت جدتي كنا نتناول وجبة الغداء سويا وبعدها يبدأ الصالون الثقافي، كنا نذاكر الجرنال حتى نتبادل أطراف الحديث عما يجري، كان بابا يتحدث معنا في السياسة وجميع الأحداث وفي نهاية اللقاء يلحن على البيانو لحن جديد وكل العيلة تغني معه.

هل فكرت في تسجيل تلك الأغاني والألحان من الصالون الثقافي الخاص بالعائلة؟
كانت أغاني عفوية لم تكتب كنوتة موسيقية، للأسف لا أتذكر كلماتها بشكل كبير، أتذكر بعض الألحان والكلمات.

هناك بعض الألحان التي أتمنى أن تخرج للنور، مع بعض التعديلات التي تواكب العصر، أو بعض الأعمال التي لم تلق حظ الاستماع بشكل كبير نقدمها بطريقة مختلفة.

هل لديك الشغف في التلحين مثل والدك؟

أنا متذوقة ولست ملحنة، حصلت على درجة الدكتوراة في الأوبرا بالموسيقى، فأستطيع تمييز الجيد، وتعليم الموسيقى وتقييمها، من الممكن أن تخرج مني جملة لحنية حلوة، ولكن التلحين وشغفه شيء آخر، فهو يخلق شيئًا من عدم واعتبره منحة من الله وموهبة.

كيف كانت تجربة غنائك مع والدك على المسرح مع أشقائك مريم وهاشم؟

كنت أول من غنى معه بين أشقائي وكان عمري ٨ سنوات، كنت ارتدي بدلة بيضاء وهو زي فرقته "النهار" وكنت أعزف على الأورج وأغني فوكاليز معه.

وكان من حظي أنني عاصرته في قمة نجوميته، ومهما شاهدت نجوما لا يلمعون بقدره وما كان يحدث معه، كنت أرى سيارات وأنا أنتظر باص المدرسة صباحا كاتبة "ن ن ن" بمعنى نحن نحب نوح وتمشي ورائي لتوصلني المدرسة.

وعملت معه في المسرحيات التي قدمها عازفة في الفرقة وكنت أسجل معه في الأغاني الآهات، وبعض الأعمال للأطفال.

عندما قدمنا معه الأغاني على المسرح كانت في فترة بعد توقف وكان شبه اعتزل، ولكنه فوجئ ببعض الفنانات المعتزلات اللاتي يقولون أن الفن حرام، كانت كلمة قاسية عليه فهو علمنا من الفن وذهبت والدته للحج منه فقرر أن يقدم رباعي نوح ليرد على ذلك أن الفن مثل أي شيء به الحلال والحرام، ولف بنا ربوع مصر ومحافظاتها مجانا، حتى يقول إنني أقدم أولادي والفن ليس حراما بشكل غير مباشر.

كانت فترة من أمتع أيام حياتي، كنا نغني داخل المدارس ونغير ملابسنا في أحد الفصول، نجلس على الأرض في البيوت مع الناس ونغني معهم كانت تجربة ثرية كثيرا جعلتني أرى بلدي على الحقيقة وليس على صفحات الكتب فقط.

بابا كان فسحته لنا بليل أن نذهب للمناطق التاريخية والأثرية، مصر الفاطمية والفرعونية وحواري مصر هو كان متيما بالبلد لم أرى شخص يحب بلده مثله.

كان يحضر لنا أغاني خضرة محمد خضر، ومتقال، حتى نحفظهم، ونسمعهم في الوقت الذي نسمع به موتسارت.

أحضر لنا أول أسطوانة شمع وجدوها كانت طقطوقة مصرية غنتها منيرة المهدية وقت أن اكتشفوا مقبرة توت عنخ آمون وحفظناها وكنا نقدمها كفريق رباعي نوح وكنت أقلد طريقتها في الغناء.

كان يعلمنا الفرق بين التحنين والتعديد والتهنين، وكيف كانت تغني المحافظات عندما يعود شخص من الحج، وأكلاتهم المفضلة وملابسهم، والفرق بين القفطان الصعيدى والجلباب البحراوي، كأننا دخلنا مدرسة في الحياة وهذه هي عظمته، لذلك هو عظيم في رحيله بالنسبة لي هو كان وطن عالم في منتهى الثراء.

هل وجدتِ صعوبة في اختيار زوج وشريك حياة بعد التأثير الكبير للوالد في حياتك؟
أبي كان يرى تلك النقطة وواعي تربويا وكان يوصينا ألا نبحث عن رجل مثله، ويقول ربما أنا أب جيد ولكن زوج من الممكن أن يكون لدي عيوب، لا يوجد أحد مثل الآخر لذلك ابحثي عن المختلف عني تماما، عموما الأب حالة مختلفة وصعب تجدي شخصا مثله.

وكيف كانت قصة حبه مع والدتك؟
تزوج من والدتي وهو طالب، هو حب صوتها كانت تملك صوتًا عذبًا وكانت تغني في المدرسة وهو وقتها كان يشرف على المسرح المدرسى فسمع صوتها الرائع كثيرًا ومن شدة حبه لصوتها تزوجها، هي رفضت الاستمرار في الغناء ولكنها كانت تملك صوتًا فريدًا.

كانت مثل الملاك طيبة وحنونة كثيرًا، هذا كان في دمنهور وعندما نقل للحياة في القاهرة بسبب عمله رفضت أن تحضر معه، وبدأ البعض يقول لها أنه سيتزوج من سعاد حسني وبعض الشائعات والغيرة، فانفصلا في هدوء، والعلاقة ظلت محترمة وراقية ماما كانت تنام عندنا هي وزوجها ويتناولا وجبة الإفطار سويًا.

هل تعتقدين أن ثقافته الواسعة ودراسته بالخارج هي السبب وراء تعامله الراقي مع الطلاق من والدتك؟

أعتقد أن الأمر من الأصل والطبيعة فجدتي كانت كذلك، نقبل الاختلاف، والخلاف لا يصل لعداء، ومن أجمل المقولات له أنه كان يقول لي، من أجمل الأشياء إنك يا بنتي تقدري تغفري لمن أساء إليكِ، فتربيت في حب وأصبحت شخصية غير انتقامية إطلاقا، لا أتحمل الخناق، تربيت في بيت لا يكره لا شخص أو أكلة أو أي شيء، الكلمة ليست واردة في بيتنا.
 

قدمت أغنية "أغلى الحروف" مع مريم شقيقتك إهداء لروح والدك، كيف كانت كواليس العمل عليها؟

الفكرة كانت لدي أنا ومريم وبابا عايش، كنت أقول له "إنت عارف أد إيه بحبك، عارف إنك الحبل السري للحياة بالنسبة لي، ولكن نشعر بالحرج والكسوف"،  وبعد رحيله مررنا بظروف بشعة العالم فضي من بعده، تواصلنا مع روماينا الشاعرة وشرحنا لها ما نريده من الأغنية وأنتجنا الأغنية وكانت دعوة للبنات لتقول لوالدها أنها تحبه.
 

مؤخرًا حصدت أغنية «بنت أبوها» نجاحًا كبيرًا ونادرًا.. ماذا شعرتِ عند سماعها؟

هي رائعة وأحببتها وبكيت فأي عمل خاص بالأب يلمسني كثيرًا، ولكن ما أشعرني ببعض "الزعل" أن البعض قال إنها أول أغنية للأب، لأن أغنية "أغلى الحروف" التي قدمتها مع مريم شقيقتي هي أول أغنية طرحت للأب.
 

الموسيقار الكبير محمد نوح معروف عنه التجديد، إن أمهله القدر وكان يعيش بيننا في العصر الحالي الرائج به الراب على مستوى الموسيقى ومن نجومه الفنان ويجز.. هل تعتقدين أنه كان سيرحب بالتعاون معه؟

من الممكن أن يقدم كلمات مفهومة ولها معنى واعية على موسيقى الراب، فهو دارس كل الأنواع وبالفعل له ألحان بهذا الشكل من زمان و"غاوي" هذا النوع ودائما كان مع التطور ويقول "أول ما ترفضي الجديد يبقى عجزتي"، أهم شيء هذا الوعاء سيملئ بعسل أم ملح، لأنه كان يهتم كثيرا بالكلمات والمعاني التي تصل للناس وأعتقد هذا سيكون تحفظه.

فتجربة الفيديو كليب في بداية ظهوره كان تحفظه أن الصورة لا بد أن تعبر عن الكلمات فهو فنان مهتم بالمسرح والدراما ويبحث عن تقديم الصورة كاملة.

حتى في اختياره للآلات كان يظهر ذلك جليا، عندما يقدم موسيقى تصويرية فيختار للأب التشيلو، والابنة الكمان، الشعبي يختار له آلة موسيقية شعبية مثل الكلارينت وهذه دراسة تسمى اللايت موتيف، وهي اختيار الآلة المناسبة لكل شخصية وصوت.
 

مع اهتمامه بالتجديد.. كيف كانت علاقته بالإنترنت؟

بابا أول واحد أحضر كمبيوتر لمصر، واخترع أشياء لدرجة أنه مسجل في شركة "أبل" ضمن المطورين لأنه كان يحب التكنولوجيا بشكل كبير، وكان يطلب أشياء لها علاقة بالكمبيوتر من أي أحد  عندما يسافر.

قبل وفاته كان لا يرى جيدا، فكنت أحضر له الأيباد، هو مخترع كان يصنع أشياء ثلاثية الأبعاد ويمزج الصوت والضوء درس كل هذا وكان يدرسه في معهد السينما.

ما كان يشعره بالضيق في أواخر أيامه أنه كان لا يستطيع الرؤية جيدا حتى يواكب ذلك التطور المبهر وكان يعرف أن هذا التطور قادم وكان يقول "بكرة تشوفوا هيحصل إيه".

هو لحق بالسوشيال ميديا وكان لديه صفحة على الفيس بوك وكانت عليها أعماله ولكنها أغلقت وتم سرقتها من بعد ثورة يناير.

كان قلقان ويقول إن هذا سيفتح علينا ناس ليس لديها ثقافة أو وعي، فكل شىء محتاج وعي بنفس المقدار حتى نستطيع استخدامه بشكل صحيح.

هو توفي بعد حكم الإخوان بشهر تقريبا.. ما هي انطباعاته عن تلك الفترة من ثورة يناير وحتى الانتخابات التي جاءت بمحمد مرسي؟
كان يتوقع أن هذا سيحدث، وقال في أحد لقاءاته التليفزيونية إنها بروفة ثورة، فالثورة بلا قائد لم تنجح والجيش سيتولى زمام الأمور، وأخطأنا بحق البلد بما حدث فلم تكن لدينا ترتيبات لما سيحدث بلا قائد بلا خطة نزلنا الشارع فجبنا الإخوان.

هو كان مرعوب من فكرة توليهم الحكم وما يبثوه من أفكار ظلامية، كنا ندخل عليه البيت نجده مهموما ويقول هؤلاء سيكفروكم، وإن مسكوا الحكم لن يتركوه إلا بالدم وكان زعلان جدا.

ليس لأنه كاره للثورة وإنما هي أدت لطريق لا نريده أبدا وهو حكم الإخوان.
 

كيف تريدين تكريم والدك بعد سنوات عطائه الفني والوطني؟
التكريم هو استمرار أعمال الفنان، هذا أكبر تكريم، ما أتمنى تقديمه لوالدي هو التواصل مع دار الأوبرا المصرية لتقديم عمل أرى أنه مميز كثيرًا ومن أهم الأعمال التي قدمت في العصر الحديث هي أوبرا مصرية شعبية بعنوان "انقلاب"، يأتي تميز ذلك العمل من كونه مؤلف بشكل عالمي وتستطيع أي أوركسترا في العالم عزفه لحنا وتوزيعا، وهو آخر أعمال الراحل صلاح جاهين، أيضا موضوعها عن كل ما حدث وقت ثورة يناير وفترة حكم الإخوان من بعدها فكانت بمثابة تنبؤ من الثمانينات بما سيحدث في فترة 2011 وما بعدها.

وهي جرس إنذار للناس حتى ينتبهوا فهي قيمة فنية أعتقد أنها لا بد أن تقدم ضمن أعمال الأوبرا المصرية.

أتمنى أن تقدم مثلما كان أبي يريد وليس مثلما قدمت، هو كان يطلق عليها اسم "ليلى يا ليلى" وليس "انقلاب" وكان يهتم بأن تقدم بشكل يهتم بالفن وليس مرتبطا بنجم شباك، مثلما يحدث في العالم، عندما نحضر مسرحية ليس من المهم من يغني بقدر أنه يغني جيدا. 

بابا دائما مكرم من الشعب والناس تحترمنا بسبب اسمه، وكل القنوات تكلمني للحديث عن ذكراه هذا أكبر تكريم، والأجيال الجديدة تعرفه من آبائهم.

أتمنى أن يكون له شارع باسمه فهو فنان له دور أو الشارع الذي يسكن به فهو اسمه حاليًا "الواجب"، فمن الأفضل أن نكرم رموزنا، أو شارع في منطقة جديدة يسمى شارع الفن، ويكون كل منطقة به باسم فنان كبير قدم مسيرة متميزة تكريما لروحه.

أو متحف، كنت أتمنى أن أهدي كتبه لمكان ما ولكنني أخاف من ضياعها وألا يستفاد بها أحد فآثرت المحافظة عليها إلى أن أجد المكان اللائق بها.