- عشق التمثيل منذ الصغر.. وتبناه محافظ البحيرة الراحل وجيه أباظة
- أسس فرقة النهار.. وظهر تأثره بأعمال فنان الشعب سيد درويش
يُعد المسرح الغنائي أحد أشكال الفنون المسرحية، فهو جنس فني مركب له مقوماته وخصائصه ويعتمد على أشكال عدة من الفنون الأدائية، كالشعر، والموسيقى، والغناء، والرقص في تقديم أحداث العرض المسرحي، ومن بين رواد هذا النوع الفنان الراحل محمد نوح، الذي نتذكره كلما قُلنا «مدد مدد.. شدي حيلك يا بلد»، فهو فنان لا يغني، لكنه يُمثل.
أسس «نوح» فرقة النهار «1979-1993»، فقد نجح في الضرورة للتصوير، والموسيقى والغناء، حيث قدم تجربته من خلال عمق تأثير تجارب الرواد في أحاسيسه ومشاعره، ولذلك وضع للمتابع عمق تأثره بأعمال خالد الذكر وأحد أهم رواد المسرح الغنائي فنان الشعب سيد درويش.
وقد استطاعت موسيقى الفنان محمد نوح، تحويل مسرحية «انقلاب» إلى أهم عمل فني مصري في الربع قرن الأخير، ووضعت الألحان «نوح» بين قائمة أهم مؤلفي الموسيقى الدرامية في العالم العربي، فهو الموسيقار المثقف، وموسوعي المعرفة، ومتعدد المواهب، فشارك في تمثيل عدة مسرحيات، إلى جانب إعداد موسيقى مجموعة من المسرحيات منها: «كلام فارغ جدًا، ومدد، وسالومي، وسحلب، وانقلاب»، وكذلك أعد الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام السينمائية.
محمد نوح في شخصية سيد درويش
وفي ليلة ممتعة قضاها الناقد محمد مندور، عندما شاهد مسرحية «سيد درويش»، للمؤلف صلاح طنطاوي، وإخراج محمد توفيق، والتي عرضت عام 1965، وخرجت منها وقد انتعش جسده بانتعاش روحه، عندما سمع جماهير الشعب تردد «الاستقلال التام والموت الزؤام»، هذا بالإضافة إلى ترديد الجوقة لنشيد «بلادي بلادي لك حبي وفؤادي» جعلته ينتفض من مكانه واقفًا تحيةً وإجلالًا لهذا النشيد الخالد، الذي طالما رددناه في مدارسنا أيام الشباب المبكر، هكذا أشار الناقد محمد مندور في كتابه «في المسرح المصري المعاصر»، مُشيدًا ببراعة مؤلف ومخرج المسرحية، حيث أبدع المخرج محمد توفيق في حسه الصادق الذي مكن «مندور» بأنه لا يري تمثيلًا، بل يرى بعثًا فعليًا لقطاع حي صادق من قطاعات حياته، ومن المؤكد أن المخرج محمد توفيق، قد حقق هذا النجاح بالتزام البساطة في المسرحية، والأداء، والبُعد الصارم عن التماس النجاح الرخيص.
فقد أحس "مندور" أنه ضبط في دقة شخصيات المسرحية، وتمكن من النجاح بحسن اختياره للممثلين، الذين أدوا تلك الأدوار، فإذا بها يكتشف مواهب جديدة قادرة مثل ممثلنا الشاب محمد نوح في دور سيد درويش، الذي استطاع أن يوحي إلينا بما كان اشتد في نفس سيد درويش من صراع عنيف بين الفن ولقمة العيش، وذلك فضلًا عن الفنانين المخضرمين القادرين أمثال أحمد أباظة في دور المعلم محمود، وحسين صبري في دور الشيخ مفرح، وأحمد عبدالهادي، وفهمي الخولي في دور أمين وسليم عطا الله، صاحبي المسرح الشامي، والفنانة وداد حمدي في دور «بخاطرها»، التي برعت في ملاحقتها لـ«سيد درويش» بحبها المرفوض.
ومن أروع ما أحدثه المخرج محمد توفيق، في إخراجه لهذه المسرحية استخدامه البارع المنقطع النظير للميكروفون، بحيث يشعرنا رغم الدوبلاج، أن أصوات الغناء لم تكن تأتينا من خارج خشبة المسرح، بل ولا من خارج الممثلين، فكانت تنبع منهم هم أنفسهم، وكأنه قد وضع الميكروفون في فمهم أو على الأكثر داخل صدورهم، وبالجملة كان التوزيع الإذاعي، الذي استخدمه المخرج محمد توفيق مثلا يجب أن يدرسه كل من يتصدى للإخراج.
وقد صبت سيرة حياة سيد درويش في قالب درامي مغامرة جسيمة لصعوبة تذليلها لمقتضيات هذا الفن، الذي يقوم أساسًا على التركيز على أزمة أو قطاع محدد من قطاعات الحياة، هذا بالإضافة إلى نجاحها يدل على مقدرة فذة يشترك فيها المؤلف صلاح طنطاوي، والمخرج محمد توفيق، والنخبة المتميزة من الممثلين والممثلات، الذين نهضوا بعبئها، فشكرا لهم جميعا على هذه الحالة المسرحية المميزة.
إنت اللي قتلت الوحش
هي مسرحية كوميدية خيالية تدور أحداثها في مصر الفرعونية، يعيش أبطال العمل مغامرتهم في القضاء على الوحش، الذي حاصر أسوار مدينة طيبة، وكان البطل يصرخ بأنه لم يقتل الوحش، لكن الناس صمموا على أنه قتل الوحش، واعتبروه بطلًا، وعاملوه على أنه بطل، أي أن الجماهير تختار القيادة السياسية وتلقي فوق رأسها بأعباء بطولية لم تقم بها، والشعب يلقي بكل المسؤولية على شخص واحد، وإنسان فرد لا يمكن عمليا أن يتحمل كل المسئولية فيفشل، وهنا يواجه الجميع له الاتهام، وهذا هو مُبرر الحديث عن أهمية الديمقراطية كمفهوم، والتي يمكن أن تعكسها مثل تلك الأعمال على ذهن الحاكم، وتولد عنده الانطباعات والتأثيرات ما قد ظهر في موقف سياسي وليس كرد فعل فني أو نقدي.
إن الوحش أو العدوان الذي تتعرض له الأمم المستضعفة في القرن العشرين لا يمكن أن يظهر بعمل فردي بطولي كما كان يحدث في الأزمنة الغابرة، لكن العصر هو عصر البطولات الجماعية ومعجزات الشعوب الواعية بأساسيات تكوينها الروحي، وأنه مهما حققت القيادة الفردية من معجزات فإن إنجازاتها المادية الرائعة تصبح مُسكّنات وقتية خطرة ووسائل ناجحة في تزييف الشكل باللمعان والبريق، وهذا إذا ما كانت الأعمال تنتفخ بالعفن وعوامل التآكل وتتمثل تلك العوامل أساسًا في خواء الفرد من الناحية الفكرية والروحية، في خوفه واعتماده على القوى المجلوبة للدفاع عنه ما دامت السُلطة التنفيذية في مدينة طيبة لا ترى غير القهر كأداة مُثلى في تربية الشعب.
قدم هذه المسرحية مسرح الحكيم في فبراير 1970، ومن إخراج جلال الشرقاوي، وشارك في بطولتها الفنان أحمد عبدالحليم في شخصية «أوديب»، وماجدة الخطيب في دور «جوكاستا»، وجلال الشرقاوي في دور «تريزياس»، وفاروق نجيب في دور «أوالح»، وعبد الحفيظ التطاوي في دور «حور محب»، وفؤاد أحمد في دور «أوانح»، ومحمد نوح في دور «سنفرو»، وأنور إسماعيل في دور «كريون»، ومحمود العراقي في دور «كامي»، ومحمد العناني في دور «كاعت»، وتهاني راشد في دور «نفر».
أراد علي سالم إسقاط أحداث الأسطورة على الواقع المصري في الستينيات لا سيما بعد نكسة 67، دون أن يقع في شرك المباشرة، فبدل موقع الحدث من طيبة الإغريقية مسرحية سوفوكليس إلى طيبة عاصمة مصر القديمة، فمنها عمل على محاولة تطبيق تشابه أو تناص بين أوديب عند سوفوكليس وبين شخصية إخناتون في مصر الفرعونية، كما نجد أن على سالم اقتبس من الأسطورة بعض القشور الخارجية من القصة مثل حكاية الوحش الذي يقابل من يدخل المدينة ليلقي عليه اللغز ويقتل من لا يعرف الحل، ومن يعرف الحل فإنه يتزوج الملكة ويحكم المدينة، يضاف إلى ذلك أن علي سالم عمد إلى توظيف المفارقة الكوميدية والتناقض لتحقيق هدفه الدرامي.
«سحلب».. والفلاح الفصيح
في العام 1992 قام الفنان الراحل محمد نوح بتجربة نوعية في المسرح المصري، حين ألف وأخرج مسرحية «سحلب»، والذي شارك في بطولتها الفنانون: حسين فهمي، وسماح أنور، وجمال إسماعيل، وإيناس مكي، وليلي جمال، وهانم محمد، سيد جبر، وعبدالجواد متولي، وأشرف عبدالباقي، ومحمد كامل، وعزيزة راشد، وآخرون.
وأشاد الناقد أحمد صبحي منصور، قائلًا: «لقد أبهرني العرض وتكلفته الباهظة، وأحسست أن المجتمع المصري ليس مؤهلًا لهذه النوعية من الأعمال المسرحية الجادة والباهظة التكاليف أيضًا، فنحن لا نقول إن الشخصية المصرية بريئة من العيوب، فيكفي أن بيننا من يسيء إلينا في سبيل المال، وسحلب في حقيقتها منشور سياسي عالي النبرة في الهجوم على السلبيات المصرية من المجاري إلى الرشوة، والتسيب، والإسهال التشريعي الذي يفرزه كثرة من القوانين تحاصر الإنسان المصري وتهدده في كل وقت، بل وتدعوه لينهض، ويأتي ذلك أحيانًا متناغمًا مع أغنية نوح المشهورة (شدي حيلك يا بلد)، تلك الأنشودة التي تحدد شخصية الفلاح الفصيح في نوح منذ بدايته».
ويوضح «منصور»، أن أصعب آفات الدراما أن تتحول إلى اللغة الخطابية وهى مشكلة الفلاح الفصيح «نوح» حين أراد توظيف الدراما في منشوره السياسي، لذا لجأ إلى إبهار المشاهد وإمتاعه وإضحاكه ليسيطر عليه حتى نهاية العرض، فقد تجلى هذا الإبهار في ذلك المزج الرائع بين الكاميرا والمسرح، فالكاميرا تتدخل بين المناظر المسرحية لتعطي تدفقًا سينمائيًا سريعًا للأحداث، حين تصل بين المنظر وما بعده، وقد تعطى تعليقا بالصورة السينمائية عنه حتى يتمكن المشاهد من رؤية الانفعالات على وجه البطل، وقد استخدم المخرج محمد نوح ذلك التكتيك الرائع في براعة ودقة وجعلها في خدمة النص المسرحي، فنحن في حاجة إلى استعراض بعمق اللمسة الفرعونية في المسرحية ويصل الحاضر بالماضي، ويبرز العلاقة الوثيقة بين «عزيزة» و«إيزيس»، ويؤكد على الصلة بين الفلاح الفصيح القديم «خو، إن، أنوب» من وادي النطرون وبين الفلاح الفصيح المعاصر «مح، مد، نوح» من كوم حمادة، وفي المنظر الأخير من المسرحية، فينبغي أن يكون الفن المصري في خدمة الشعب المصري دون غيره، ألا يكفي في عبقرية الشعب المصري أنه يتحمل الحياة بلا حكومة منذ أن تولى الدكتور عاطف صدقي رئاسة الوزراء.
انقلاب.. وتطور «نوح» للمسرح الموسيقي
قدمت هذه المسرحية في العام 1988، وشارك في البطولة الفنانون: نيللي، وإيمان البحر درويش، حسن كامي، وحسن الأسمر، سعاد حسين، ورضا الجمال، زينب يونس، وأحمد أبوعيبة، ألحان وموسيقى تصويرية محمد نوح، وغناء نيللي، من تأليف صلاح جاهين، وإخراج جلال الشرقاوي.
إن ثمة قصة حب في هذا العمل بين «ليلى» وابن عمها «أحمد»، لكن هذه القصة لا تنتهي بتكوين أسرة بل تنتهي بالاغتيال، إذ يقدم «أحمد» في لحظة يأس وبعد عشر سنوات من الانتظار على الانخراط في سلك الجماعات الدينية المتطرفة، حيث يقتل زوج حبيبته «ليلي» وكأن صلاح جاهين يصوغ رؤياه الجديدة للقصة القديمة في شبه معادلة جبرية تقول إن العنف البوليسي، والفوارق الطبقية هما العاملان الأساسيان وراء ظاهرة التطرف، هكذا يشير الناقد محمد بركات.
وأوضح أن هذا النص الشعري الخادع ليس بسيطًا كما قد يبدو للوهلة الأولى، لكنه نص مُركب يحتاج إلى درجة عالية من الوعي، بالإضافة إلى ثمة صعوبة ثانية لا تقل أهمية وتتمثل في ذلك البناء الموسيقي الشامخ، الذي وضعه الفنان الموهوب محمد نوح، وتبدو موسيقى المسرحية بسيطة التناول، فقد بذل «نوح» جُهدًا فنيًا عبقريًا في هذه المسرحية، فنحن هنا لسنا بصدد عدة ألحان مبثوثة في مسرحية شعرية، ولا حتى بصدد كوميديا موسيقية أو أوبريت غنائي مما نعرفه في تراثنا الفني، لكننا بصدد عمل شعري كامل تمت صياغته موسيقيًا من ألفه إلى يائه، وهو بهذا المعيار يتجاوز كل ما نملكه من أوبريتات في مسرحنا الغنائي، فهنا ذلك البناء الكامل الذي يتجاوز التطريب إلى التعبير والألحان الفردية إلى الموسيقى الجماعية، ويضع بذرة ناضجة لتطور مسرحي موسيقي قد لا يكون مسبوقا في المسرح المصري.
أما قيمة الإبداع الموسيقي، فهو أمر متروك للنقاد المتخصصين في هذا المجال، ولكن المهم هنا هو أن الفنان محمد نوح قد كتب مسرحية شعرية بموسيقاه، فوضع اللبنات الأولى لأول أوبرا مصرية حقيقية ليست مترجمة عن نص أجنبي، وأيضًا فإن استيعاب هذا العرض المسرحي السينمائي لا يمكن أن يتحقق في المشاهدة الأولى، لأن الشكل المركب الذي استحدثه مخرج المسرحية جلال الشرقاوي، يحتاج إلى درجة عالية من التذوق الفني، ومعنى هذا أن النص الشعري الخادع للشاعر صلاح جاهين، والبناء الموسيقي المذهل للفنان محمد نوح، والإخراج العبقري لجلال الشرقاوي، قد أسهمت كلها في تقديم هذا العمل المركب، الذي يتجاوز كل الأشكال التي عرفها المسرح المصري على امتداد قرن ونصف القرن، فهذه العناصر الثلاثة «النص، والموسيقى، والإخراج» هى أضلاع المثلث الفني في هذا العمل، وتعد هذه المسرحية هى أول خطوة بالفن المصري إلى العالمية بعد الفتح الأدبي والثقافي الكبير، الذي حققه العظيم نجيب محفوظ للأمة العربية.
أبواب المسرح والسينما
عشق محمد نوح الفن منذ الصغر، فقد بدأه بالتمثيل هاويا في نادي مدرسة دمنهور، فزامله الدكتور مصطفى الفقي، بل ويسبقه بعدة سنوات دراسية، إلا أن «نوح» يشعل عاصمة البحيرة نشاطًا فنيًا بغير حدود في الإجازة الصيفية، ويقود مسرح الدراويش في أداء فكاهي ممتع، وقد تبناه محافظ الإقليم، الذي يعتبر مجدد الحياة على أرض تلك المحافظة وهو الراحل وجيه أباظة، الذي جعل من الفنان محمد نوح مسؤولا عن فرقة البحيرة للفنون الشعبية.
وغزا الفنان محمد نوح بعد ذلك العاصمة المصرية، واقتحم أبواب المسرح والسينما، وكان دوره في فيلم «الزوجة الثانية» شقيق العمدة «صلاح منصور» بمثابة نقطة تحول في حياته، فقد لفت الأنظار بموهبته الواضحة وأدائه المتميز، ومنذ ذلك الحين وهو يمخر عباب بحر الثقافة المصرية في كل الاتجاهات، إلى أن استأجر مسرح التليفزيون في مقره بالمبنى الملحق بالكلية الحربية المصرية، وقدم فيه سلسلة من المسرحيات كان أشهرها مسرحية «سحلب»، حيث أخرج عددًا من الأعمال الفنية، اشترك فيها مجموعة من كبار الفنانين في نهاية الثمانينات وبدايات تسعينيات القرن الماضي، وكان من بين أبطالها ليلي علوي، ونيللي، وغيرهما.
وقد كان «نوح» يملك مساحة عريضة من فهم الفنون المختلفة، والغوص في علوم الموسيقى وأنغام الشعر المعاصر، خصوصًا أنه صقل موهبته بالدراسة المتخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما كان موهوبًا في تقليد الشخصيات السياسية، هكذا أشار الدكتور مصطفى الفقي، إلى ذلك في كتابه «شخصيات على الطريق»، موضحًا أنه لا ينسى قدرته على تقمص شخصية الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، أو الوزير الأسبق حسب الله الكفراوي، وعندما يلتقيان سويًا بعد صلاة الجمعة كل أسبوع في صالون الدكتور عبدالمنعم عثمان، أمد الله في عمره.
امتلك الفنان محمد نوح استوديو «النهار»، الذي قام بأعمال موسيقية كبيرة، كان من بينها وضع الموسيقى التصويرية لبعض أفلام المخرج العالمي يوسف شاهين، فقد ربطت علاقة صداقة وثيقة بين الدكتور مصطفى الفقي والفنان محمد نوح، الموهوب والموسيقار طوال رحلة العمر، فكان «الفقي» قريبًا من «نوح» في معظم مراحل حياته، وهو ما كان دائمًا مصدر اعتزاز ومودة، فكان الفنان محمد نوح معروفًا على المستوى العربي، ومحل تقدير الأوساط الفنية في كل مكان، فهو متحدث لبق، تعينه خلفية ثقافية عريضة وفهم عميق للبيئة السياسية التي يعيش فيها، والظروف المحيطة على المستويين الوطني والشخصي، لذلك فإن اسمه سيظل فريدا في عالم الموسيقى والتمثيل، فقد كان خبيرًا في درجات السلم الموسيقي، وموهوبًا في تقمص الأدوار الفنية، ومُلمًا بمقامات الشعر وبحوره وأوزانه، وله حديث ممتع يشد إليه مستمعيه بما يحكيه من نوادر.