تقدم هيئة الدواء المصرية، بعض النصائح للمواطنين بشأن الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية، ومنها عدم استعمال المضاد في حالات البرد والإنفلونزا، لأن سببها فيروسي لا يتأثر بالمضادات الحيوية، وعدم شرائه من الصيدلية بدون وصفة طبيب.
وأوضحت، الوزارة في بيان لها أنه على المواطنين ألا يطالبوا الطبيب بوصف مضاد حيوي لجميع أنواع العدوى، وإذا وصف الطبيب أي مضاد حيوي؛ فلابد من السؤال عن الطريقة المثلى للاستخدام والتخزين.
خطورة استخدام المضادات الحيوية دون استشارة
وفي وقت سابق، حذَّرت وزارة الصحة والسكان، المواطنين من مشاركة المضادات مع بعضهم البعض، موضحة في تقرير رسمي، أنه على المواطنين الالتزام التام بالجرعات التي يحددها الطبيب، حيث لا تتم زيادة عدد الجرعات أو نقصانها حتى في حال تماثل الشفاء، موضحة أن تبادل المضادات الحيوية بين المواطنين وبعضهم البعض يعرض الشخص إلى الإصابة بمقاومة البكتيريا.
وتابعت وزارة الصحة والسكان، أن انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية نتيجة سوء استخدام المضادات الحيوية هو أمر خطير، حيث إنه يسبب خللا كبيرا للمريض لأن نتائجه سيئة، ونصحت المواطنين بضرورة استشارة الطبيب المشرف على الحالة المرضية وتحديد نوع المضادات الحيوية الأفضل أو استشارة الصيدلي للاستخدام الأمثل للدواء.
التواصل مع الوزارة في حالات البرد والإنفلونزا
وأضافت وزارة الصحة والسكان، على المواطنين خلال الفترة الحالية في حال الشعور بأعراض كنزلات البرد والإنفلونزا الموسمية، لا بد من التواصل مع الوزارة وعدم الحصول على العلاجات والأدوية من خلال الوصفات التي يتم تداولها بين المواطنين، أو التواصل مع الوزارة من خلال الخط الساخن لها 105 للرد على كل التساؤلات المختلفة للمواطنين أو توجيههم إلى أقرب مستشفى للصدر والحصول على البروتوكول العلاجي المناسب
وأوضحت، أن الفيروسات لا تعالج بواسطة المضادات الحيوية، حيث أن نزلات البرد أو الإنفلونزا هي عدوى فيروسية وليست عدوى بكترية لذلك لا بد من الحرص بشكل عام على أهمية الاستشارة قبل الحصول على أى علاجات أو أدوية.
الاستراتيجية الوطنية لترشيد استخدام المضادات الحيوية
قالت الوزارة، إنه تم تدريب 6327 صيدليا في 11 محافظة، خلال عام 2022، وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية لترشيد استخدام المضادات الحيوية، والاستخدام الرشيد للدواء، وفي إطار رفع كفاءة الصيادلة العاملين بالقطاع الحكومي، لتقديم أفضل خدمة للمريض المصري
وقال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن التدريب شمل محافظات «القاهرة، الفيوم، بني سويف، الشرقية، السويس، الجيزة، القليوبية، المنوفية، الإسكندرية، كفر الشيخ، الغربية»، حيث تم تدريب 2511 صيدليا على الصيدلة الإكلينيكية، وتدريب 1758 صيدليا على البرامج الرقابية، إلى جانب عقد 41 دورة تدريبية في البرامج الإدارية لـ 1088 صيدليًا.
وتابع «عبد الغفار»، أنه تم البدء في المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية لترشيد استخدام المضادات الحيوية، والتي تستمر لمدة أسبوعين اعتبارا من أول يناير، للصيادلة العاملين في مستشفيات وزارة الصحة والسكان، لافتًا إلى التنسيق المستمر بين الوزارة والمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وكافة الجهات واللجان المختصة بتطبيق الاستراتيجية، مشيرًا إلى تعزيز منظومة ترصد العدوى بالميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، من خلال تجهيز معامل الميكروبيولوجي وتطوير نظام الرقمنة، فضلًا عن إعداد التقارير الخاصة ببرامج علاج العدوى البكتيرية، بما يسهم في الحد من تأثير مقاومة مضادات الميكروبات.
مخاطر استخدام المضادات بدون وصفة طبية
وبدوره، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إن استخدام المضادات الحيوية بدون إشراف طبي يعتبر مشكلة كبيرة جدًا، ناجمة عن صرف الأدوية من الصيدليات دون وجود الروشتة الطبية، حيث أن كثير من الأدوية يتم صرفها نتيجة رغبة المريض وليس نتيجة الفحص الطبي، موضحًا أن هذا الأمر يضر كثيرًا بالمريض، فإن تناول المضادات الحيوية بصفة مستمرة أو بدون أي وصفة طبية لعلاج الفيروسات مثل نزلات البرد وغيرها غير فعالة، فهناك بعض الفيروسات التي تحتاج إلى علاج تخصصي ضد الفيروس مثل فيروس «كوفيد 19»، حيث أن علاج الفيروسات ليس المضادات الحيوية، ويكون هناك تأثير سلبي وبعض الخطورة على الأجهزة الحيوية في الجسم.
ويحذر «عز العرب»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أصحاب أمراض الكبد والكلي من استخدام قائمة من المضادات الحيوية، فإن أي مضاد حيوي له أثار جانبية، فإن بعضها يؤثر على السمع أو وظائف الكلي أو تؤدي إلى زيادة كبيرة في إينزيمات الكبد، مشيرًا إلى أن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية يؤدي إلى اكتساب البكتيريا ضد هذه المضادات، ففي حالة الإصابة بالالتهاب الرئوي، والتي يحتاج بها مضاد حيوي معين لن يجدي فاعلية للعلاج، والتي قد تؤثر على حياة المريض، وخاصة الحالات الحرجة، مطالبًا بعدم صرف أي مضاد حيوي تحت أي ظرف من الصيدليات سوى بالروشتة الطبية المعتمدة من الطبيب المختص، والحد من صرف المضادات الحيوية من الصيادلة نتيجة أي أعراض مرضية على الشخص.