أطلقت وزارة التضامن حملة "علشان ولادكم.. احسبوها صح" للتوعية بقضايا الأسرة والتنمية، فى إطار المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية.
تهدف الحملة إلى دعم الرأى العام المؤيد لقضايا التنمية الداعمة لحقوق الأسر الأولى بالرعاية من أجل حمايتهم من المظاهر الاجتماعية التى تجعل تلك الفئات أسيرة للفقر بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
والتقت “البوابة نيوز” بحبيبة عبد الرازق، إحدى المستفيدات من التدريبات التى ينظمها برنامج مودة، للمقبلين على الزواج من الجنسين، من سن 18 وحتى 30 سنة.
حبيبة التى تعتبر من أصغر المشاركين، تعلمت كيف ستختار شريك حياتها، وعرفت أسباب العنف، وعرفت أن لكل مشكلة حل، ودفعتها النقاشات التى دارت خلال التدريب إلى إعادة التفكير في ذكرياتها وأيضا في يومياتها، وأصبحت أكثر تمسكا بحلمها...
أكثر ما سعدت به حبيبة عبد الرازق أنها تعرفت في تدريب مودة على أصدقاء جدد، قائلاة: "أحلى حاجة في التدريب إني تعرفت على شباب وبنات كويسين، كلهم دلوقتي بقوا أصحابي وإخواتي الكبار، وهم دول اللي هكون حريصة على التواصل معاهم، لأن زميلاتي في المدرسة أو الشغل دماغهم مش في التعليم، دماغهم في الجواز وإني أكلم ولد وأخرج وكده، لكن أنا داخلة ثانوية عامة وهتحدد مستقبلي، اللي هنا في التدريب كلهم كبار بيكلموني زي أختهم، ما فيش واحدة بتعاملني على إن أنا صغيرة، وبينصحوني إن الثانوية العامة مش صعبة لكن على قد ما تذاكرى وتتعبي هتاخدي".
حبيبة عبد الرازق، صاحبة ال18 سنة، تستعد لدخول عام الثانوية العامة بعد أسابيع، وقد أخذت حبيبة أجازة من عملها لثلاثة أيام لتحضر ورشة تدريب برنامج مودة، التى دلتها عليها صديقتها، فهي تعمل منذ سنوات خلال العطلة الصيفية، لتساعد والدتها في مصروفات المنزل.
وأضافت: "أنا متعودة كل أجازة أنزل شغل من وأنا في رابعة إبتدائي؛ عشان مامتي بتشتغل عاملة في مدرسة خاصة في حدائق المعادي، وأنا بحب اشتغل، فيه كذا محل عندنا في الشارع أشتغلت معاهم، السنة اللي فات اشتغلت في مصنع نجف في دمياط الجديدة، كنت رايحة أصيف مع عمي في رأس البر، وهم راجعين سكنهم في دمياط الجديدة عرفت المصنع، وبقيت أركب النجف واللمبة، كنت أشتغل من 8 الصبح لغاية 5 العصر، وأخد 600 جنيه في الأسبوع، اشتريت هدوم وحاجات لماما والحاجات بتاعت البنات لنفسي، وكمان جراب للموبايل، لكن الموبايل ماما هي اللي كانت جايباه لي، أنا مقدرش على ثمنه، وكمان اشتريت كريمات وصابون لوجهي عشان حب الشباب، كنت بجيب مراهم مضاد حيوي ما كانتش بتعمل حاجه فرحت للدكتورة تابعت معاها والحمد لله كله راح، فاضل بس البقع دلوقتي بعالجها".
وتابعت حبيبة :" الإجازة المرة دي مهمة عشان أنا داخلة ثانوية عامة، هحتاج لبس كتير ودروس، قلت أجيب لي هدوم وشنطة والحاجات اللي أنا عايزاها، وكفاية على ماما مصاريف التعليم، عندي أخ واحد أكبر مني بثلاث سنين، طلع من المدرسة من أولي إعدادي، وشغال نقاش، بابا عنده 78 سنة وبقاله كتير مش بيشتغل، كان متجوز قبل ماما بس ما خلفش منها، كان شغال زمان في ورشه بيفصل بنطلونات البدل، بس لما كبر ما بقاش يقدر يمسك المقص وكده، بقى له يجي 16 سنه قاعد من ساعة ما أنا كبرت وماما هي اللي بتشتغل، عندها 54 سنة، بابا طلع له معاش تكافل وكرامة، بس ما بقاش يدينا منه حاجة، بياخد 400 جنيه تقريبا مصاريفه هو".
واستطردت حبيبة: "تحمل الزوجين للمسئولية..مشكلتي من وقت ما وعيت على الدنيا"
وفي تدريبات مودة ما يمس حياة حبيبة وتعيشه يوميا حيث عبرت عن ذلك:"أكتر حاجه عجبتني والميس شرحتها، هي مشكلة تحمل المسئولية وإن لازم الزوج والزوجة الاثنين يتحملوا المسئولية مع بعض، ودي أنا عايشاها من ساعة ما وعيت على الدنيا، مامتي هي اللي شايلة المسئولية، وكان فيه حاجات كتير كان المفروض بابا اللي يعملها، لكن ماما هي اللي بتعملها، ماما جابت له كذا شغل زى إنه يقف في محل مثلا، رفض، قالت له هعمل جمعية واجيب لك كشك، رفض ومش عايز غير انه يروح القهوة وبس، فدي حاجه مضايقاني إن ماما شايلة كل حاجة، وتعبت كثير قوي، أنا كلمت بابا كتير في الموضوع ده لكن مش بيرد علي".
تحلم حبيبة بالالتحاق بكلية التمريض، قائلاة: "نفسي أدخل تمريض عسكري، من وأنا صغيرة نفسي أدرس في كلية الشرطة، لكن طلعت قصيرة، مش هينفع، وأنا في ثالثة إعدادي كنت هاقدم في تمريض عسكري قالوا لي لازم تدخلي ثانوية عامة وتجيبي مجموع فدخلت وربنا يسهل"، عايزة أدخل الكلية دي عشان أساعد ماما، أخليها تقعد من الشغل وأجيب لها اللي نفسها فيه، ولو لقيت شغل كويس بعد ثالثة ثانوي هروحه، نفسي أجيب مجموع عشان أعوض تعبها، لأنها بتقول لي فرحيني".
"هختار اللي يشيل معايا المسئولية ويبقى متعاون"
رغم أن حبيبة من أصغر المشاركات في تدريب المقبلين على الزواج الذى نظمه برنامج"مودة"، لكن استفادت حبيبة من محاضرة حل المشكلات، وبحماس قالت: "دلوقت لو قابلتني مشكلة، أو لو حد عرض عليا مشكلة هعرف أحلها، لأني اتعلمت إن ما فيش حاجه اسمها طرف غلطان أو أنا اللي غلطانة، احنا الاثنين ممكن نكون غلطانين أو إحنا الاثنين مش غلطانين أصلا، ويبقى الغلط في أسلوب التحاور".
انتبهت حبيبة لكل المناقشات التى دارت خلال محاضرة"اختيار شريك الحياة"، وقالت :"هختار اللي يتحمل معاي المسئولية، ويكون متعاون، صحيح كل المشاكل لها حل، والطلاق مش لازم يكون هو الحل، بس الاختيار الصح في البداية، بيريح الزوج والزوجة، في بيتنا أخوالي عرضوا على ماما تسيب أبويا ونروح أنا وأخوي وهي نقعد معاهم، لكن هي قالت كفاية دخلته علينا، بس انا بصراحة مش هختار زوج زي بابا هختار شخص يشيل المسئولية أو نشيلها سوا ونشتغل سوا، مش عايزه أعيش تجربة ماما، مش عايزة أتعب زيها دي عمرها ما ارتاحت، لاصيف ولا شتاء، وهي كمان بتقول لي: أنا بعلمك عشان ما تطلعيش زيي، وتقدم لي كذا عريس وهي اللي بترفض، قالت لي عايزاكي لما تكبري انت اللي تختارى".
