كشف مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى عن التشكيلة الرسمية لأفلام النسخة الـ٨٠ من المهرجان الإيطالى العريق والذى تنطلق فعالياته خلال الفترة من ٣٠ أغسطس إلى ٩ سبتمبر المقبل، بمدينة البندقية.
فبعد أن تحرر المهرجان من قيود كورونا التى أثرت على دوراته السابقة بصورة كبيرة، يواجه فينسيا السينمائى هذه النسخة تحديا من نوع آخر، فى أعقاب إضراب نقابة ممثلى الشاشة الأمريكية ونقابة الكتاب الأمريكيين، والتى أثرت بشكل بالغ على إنتاج الأفلام الكبرى وأجلت مواعيد الإصدار وأوقفت ظهور الممثلين على السجادة الحمراء.
لكن منظمى مهرجان فينسيا السينمائى قالوا، إن حدث هذا العام فلن يتأثر نسبيا بالإضرابات، وأعلنوا عن تشكيلة أفلام مليئة بالنجوم. ولكن، هل ستصبح السجادة الحمراء للمهرجان الإيطالى العريق بلا نجوم؟
من جانبه، قال ألبرتو باربيرا، المدير الفنى للمهرجان، فى مؤتمر صحفى إن تأثير الإضراب كان متواضعا؛ فى الوقت الذى خسر فيه المهرجان فيلمه الافتتاحى Challengers للمخرج لوكا جواديجنينو، بطولة زيندايا.
واضطرت الشركة المنتجة الأسبوع الماضى لتأجيل موعد إصدار الفيلم إلى العام المقبل فى ضوء الإضراب النقابى للممثلين. مما دفع منظمو المهرجان إلى اختيار فيلم Comandante للمخرج إدواردو دى أنجليس، لعرضه فى ليلة الافتتاح.
يعتمد مهرجان فينسيا فى تشكيلته السنوية على أفلام وصناع سينما أمريكيين، لذا فمن المتوقع أن تجرى مياه كثيرة فى النهر خلال الفترة المقبلة فى خضم الإضراب؛ لذا حاول باربيرا طمأنة الجمهور بأن التشكيلة المخطط لها للحدث السينمائى لم تتغير.
وتشهد هوليوود تواجد مكثف فى النسخة الـ٨٠ من المهرجان هذا العام، حيث يشارك المخرج والممثل برادلى كوبر بفيلم Maestro وهى دراما عن الملحن ليونارد بيرنشتاين، وتضم المسابقة أيضا فيلم Priscilla للمخرجة صوفيا كوبولا، وتدور الأحداث عن زوجة إلفيس بريسلى، وسيتنافسون جنبا إلى جنب مع فيلم Origin للمخرجة الأمريكية آفا دوفيرناى، وفيلم الخيال العلمى Poor Things للمخرج يورجوس لانثيموس، بطولة إيما ستون؛ ودراما مايكل مان لسباق السيارات Ferrari بطولة آدم درايفر وبينيلوبى كروز؛ ودافيد فينشر The Killer، حول قاتل متضارب، بطولة مايكل فاسبندر وتيلدا سوينتون.
ومع ذلك، من غير الواضح عدد النجوم الأمريكية التى ستظهر على السجادة الحمراء. بموجب شروط إضراب الممثلين، يحظر على أعضاء النقابة القيام بأعمال ترويجية بما فى ذلك المقابلات والتقاط الصور وحضور العروض الأولى.
قال باربيرا: «بعض النجوم لن يكونوا معنا»، لكنه أضاف أنه يأمل فى الترحيب بالعديد من الممثلين على السجادة الحمراء الذين عملوا فى أفلام مستقلة ستعرض فى المهرجان؛ لذلك لن تكون السجادة الحمراء فارغة.
يسمح اتحاد الممثلين الأمريكى للأفلام المستقلة بتأمين اتفاقيات مؤقتة، وإعفائها من حظر العمل الترويجى لأفلامها، فهذه الأفلام لا تكون روابط مع تحالف منتجى الصور المتحركة والتلفزيون، الذى يخوض مفاوضات مع النقابة حول قضايا بما فى ذلك رواتب الممثلين والحماية.
بخلاف ذلك، يشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان ٢٣ فيلما، تتنافس على جائزة الأسد الذهبى؛ بما فى ذلك المخرج الإيطالى الشهير ماتيو جارونى بفيلم Io Capitano، والمخرج اليابانى ريوسوكى هاماجوتشى بفيلم Evil Does Not Exist، والمخرج بابلو لارين بفيلم El Conde.
ومن المشاركات التى أثارت الكثير من الجدل فى مهرجان فينسيا السينمائى هذا العام؛ تواجد المخرج وودى آلن خارج المسابقة الرسمية بفيلم Coup de Chanc؛ ومشاركة المخرج رومان بولانسكى، فى نفس القسم أيضا، بفيلم The Palace؛ حيث يواجه المخرجان حظرا للعمل داخل هوليوود بسبب تورطهما فى قضايا تحرش جنسى.
واجهت أفلام ألين رد فعل عنيفا فى أمريكا الشمالية منذ أن جلبت حركة «مى تو» الانتباه مجددا إلى مزاعم ديلان فارو بالاعتداء الجنسى عليها من قيل المخرج الشهير.
فى عام ٢٠١٨، طردت أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية بولانسكى من عضويتها، لأنه هارب من الولايات المتحدة، بعد أن فر من البلاد فى عام ١٩٧٨ بينما كان ينتظر الحكم بتهمة اغتصاب قانونى.
اكتسب مهرجان فينيسيا السينمائى، فى السنوات الأخيرة، شهرة كبيرة لاستقطابه عدد من الأعمال الفائزة بجوائز الأوسكار. ففى عام ٢٠١٦، عرض لأول مرة فيلم La La Land لداميان شازيل، وبعد ثلاث سنوات عرضت Joker لتود فيليبس.
فى العام الماضى، تضمنت عناوين المهرجان الرسمية Tár بطولة كيت بلانشيت، وThe Banshees of Inisherin لمارتن ماكدونا، وWhale للمخرج دارين أرونوفسكى.