الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

التعليم وسنينه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

التعليم والتعلم هما تلك الأدوات والأساليب التى ومن خلالها يتم تشكيل الشخصية سلوكا وقيما وعلمًا. سواء كان هذا التعلم وذاك التعليم يتم عن طريق الأسرة أو المؤسسات المجتمعية بكل صنوفها أو وهذا هو الأهم المدرسة. ولذلك يصبح التعليم من أهم الأدوات والمسارات التى يعتمد عليها الأفراد للترقى علميا واجتماعيا والتى تقدرها الدول والأمم كطريق للتقدم والرقى والسير فى طريق الحضارة المتصاعد بشكل غير مسبوق. 

فهل التعليم لدينا يمكن أن يؤدى هذا الدور؟ لاشك ولأسباب كثيرة ومتراكمة ومتنوعة وصل التعليم لدينا إلى حالة يرثى لها (لاتعجب عدوًا ولا تسر حبيبًا). فهل هنا سنكتفى بمقولة أن الإمكانات المطلوبة للنهوض بالتعليم غير متوفرة؟ نعم فالمطلوب أكبر من المتاح. ولكن هل العملية التعليمية وفى مجملها تقتصر على الإمكانات المادية فقط؟ هنا للتذكرة فأجيالنا السابقة تعلمت فى مدارس بلا إمكانيات وهذا بدون مبالغة. ذاك لأن المعلم كان هو الدينامو والفاعل والناشط والمؤمن بالعملية التعليمية. ولذلك كنا نطلق عليهم (رهبان العلم). وهذا بالطبع يخص المدارس الحكومية فقط. فالتعليم الخاص وصل إلى مستويات مادية أحدثت شرخًا وتفاوتا شديدًا بين الطبقات، فأصبح التعليم لمن يملك المال!. 

فهل باقى العناصر التعليمية موجودة بعيدا عن الإمكانات المادية؟ لا وألف لا.. فأين المدرس المؤهل علميا وعمليا للتعليم؟ ولذا وجدنا السناتر قد أصبحت بديلا عن المدارس. مع العلم أن المدرس فى المدرسة هو ذات المدرس فى السنتر! ولكنه الانفلات. هل هناك ارتباط بين الإمكانات المادية وعملية الغش فى الثانوية العامة وفى كل الشهادات بدون استثناء؟ لاتوجد هذه العلاقة ولكن هناك جماعات الغش التى أصبحت تمارس العملية جهارًا نهارًا وبلا خجل مع تطور عملية الغش والتى كان آخرها (السماعات).. السماعة بأكثر من ألفى جنيه ويتم التغشيش من خلالها فيحصل طالب لايجيد كتابة اسمه على مجموع يؤهله للطب. فنرى تلك المهازل بل قل تلك الفضائح التى أعلنت بشجاعة هذا العام من عمداء كليات الطب فى أسيوط وقنا لنتائج آخر العام للسنة الأولى طب (رسوب وليس نجاحًا ٦٠% و٧٠% و٨٠%. وهذه هى حصيلة الغش الجماعى للجان مايسمون بالكبراء والنافذين الذين لايستحون!. 

هل هناك علاقة بين الإمكانات ومهمة المدرس التى يحب أن يؤديها بكل أمانة حتى لو لم يكن المقابل المرتب ولكن الأهم أن هذا المدرس يعد شخصيات ويؤثر فيها سلبا وايجابا ستشكل مستقبل هذا الوطن؟. هل هناك علاقة بالامكانات ودور المحافظين ووكلاء وزارات التعليم ومديرى الإدارات ومديرى المدارس؟ وهل يؤدون المطلوب منهم؟ وهل لايعرفون طرق الغش الحديثة والمتطورة؟ وهل لايملكون وقف هذه المهزلة والجميع يعلم هذه الأساليب والممارسات وأللجان باسمائها؟! وألا يعتبر هذا فى مجمله فسادًا لايصيب الأفراد فقط ولكن وهو الأخطر يصيب الوطن ومستقبله. وما علاقة الإمكانات بما يتم فى المدارس من فوضى وتسيب وعدم انضباط بل إسقاط لمفهوم المواطنة بين المصريين نتيجة لممارسات طائفية وسلفية تفرق ولا تجمع وتتم استغلالا للعاطفة الدينية التى يقف كل المسؤلين أمامها موقفا سلبيا تمشيا مع المناخ والطرح الطائفى.. ومارأيكم فى المناهج. هل تتسق مع التطور العلمى الذى يجتاح العالم الآن فى ظل الذكاء الاصطناعي؟. أم مازالت المناهج تمثل طريقا خطيرا للتفتت  والتشرذم؟ التعليم ياسادة هو الأداة الهامة والمهمة لصقل وصهر الشخصية المصرية المنتمية والواعية والراقية التى ستأخذ بيد الوطن للرقى والتقدم وإعادة دور مصر العربى والاقليمى فى تطور التعليم الذى هو أهم أدوات إلقوى الناعمة التى نحافظ منها على الهوية المصرية المتطورة بعيدا عن الجمود والتسلف. المسئولية تضامنية تخص الجميع بلا استثناء. حمى الله مصر وشعبها العظيم.